تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فضل عاشوراء]

ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[12 - 01 - 08, 04:16 م]ـ

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه, أما بعد:

ما أكثر مواسم الخيرات, والجود والبركات, التي امتن بها رب البريات, على المؤمنين والمؤمنات؛ ليزدادوا بها من الطاعات, ويستكثروا من القربات, حتى ينالوا الخير والرحمات.

ومن هذه المواسم العظيمة, والأيام الفاضلة الكريمة؛ يوم عاشوراء الذي هو في شهر الله المحرم, الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم" أخرجه مسلم (1163).

واختصاراً لطريق الوصول إلى معرفة فضيلة هذا اليوم المبارك, فإنني قسَمت الموضوع إلى عناوين تسهيلاً للقراء الكرام. فأقول وبالله أستعين:

* معنى عاشوراء:

ـ قال ابن الأثير: "عاشُوراء: هو اليومُ العاشرُ من المحرّم. وهو اسمٌ إسْلاميٌّ وليس في كلامهم فَاعُولاَء ". النهاية (3/ 476)

ـ قال ابن منظور: "وعاشُوراءُ وعَشُوراءُ ممدودان؛ اليومُ العاشر من المحرم, وقيل: التاسع. قال الأَزهري: ولم يسمع في أَمثلة الأَسماء اسماً على فاعُولاءَ إِلا أَحْرُفٌ قليلة. قال ابن بُزُرج: الضّارُوراءُ: الضَّرّاءُ. والسارُوراءُ: السَّرَّاءُ. والدَّالُولاء: الدَّلال. وقال ابن الأَعرابي: الخابُوراءُ: موضع وقد أُلْحِقَ به تاسُوعاء". لسان العرب (4/ 568)

ـ قال بدر الدين العيني: " اشتقاق عاشوراء من العشر الذي هو اسم للعدد المعين. وقال القرطبي: عاشوراء معدول عن عاشرة للمبالغة والتعظيم ". عمدة القاري (11/ 118)

*أيَّ يوم هو يوم عاشوراء؟

ذَهَبَ جَمَاهِير الْعُلَمَاء مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف: إِلَى أَنَّ عَاشُورَاء هُوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمُحَرَّم, وَمِمَّنْ قَالَ بذَلِكَ: عائشة, وسَعِيد بْن الْمُسَيِّب , وَالْحَسَن الْبَصْرِيّ, وَمَالِك والشافعي وَأَحْمَد وَإِسْحَاق, وغيرهم, وَهَذَا ظَاهِر الأحَادِيث, وَهُوَ مُقْتَضَى الاشْتِقَاقِ وَالتَّسْمِيَةِ. وَقِيل: هُوَ الْيَوْمُ التَّاسِعُ, ولا يصح هذا القول.

* يوم عاشوراء في الجاهلية:

كانت قريش تصوم عاشوراءفي جاهليتها وصامه ـ صلى الله عليه وسلم ـ معهم في مكة. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية, وكان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصومه؛ فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه, فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء, فمن شاء صامه ومن شاء تركه".أخرجه البخاري (2002) ومسلم (1125)

وعن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: أن أهل الجاهلية كانوايصومون يوم عاشوراء, وأن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ صامه والمسلمون قبل أن يفترض رمضان, فلما افترض رمضان قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:"إن عاشوراءيوم من أيام الله فمن شاء صامه ومن شاء تركه".أخرجه مسلم (1126)

* يوم عاشوراء عند أهل الكتاب:

صام اليهود يوم عاشوراء بسبب أن الله نجا فيه موسى عليه السلام وبني إسرائيل, وأغرق فرعون وقومه:

عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قدم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة, فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء, فقال: "ما هذا"؟ قالوا: هذا يوم صالح, هذا يومٌ نجى الله بني إسرائيل من عدوهم؛ فصامه موسى, قال: "فأنا أحق بموسى منكم"؛ فصامه وأمر بصيامه. أخرجه البخاري (2004) ومسلم (1131)

* يوم عاشوراء في الإسلام:

مر صيام عاشوراء في صدر الإسلام في أربع مراحل:

المرحلة الأولى: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يصومه في مكة مع أهل الجاهلية.

المرحلة الثانية: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما جاء إلى المدينة ورأى اليهود يصومونه صامه وأمر بصيامه.

المرحلة الثالثة: أنه لما فُرض رمضان، صار صوم يوم عاشوراء مستحباً غير واجب.

المرحلة الرابعة: أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آخر حياته أمر بصيام اليوم التاسع مخالفةً لليهود.

فهذه أربع مراحل مر بها صيام عاشوراء.

* حكم صيامه:

صَوْمُ عَاشُورَاءَ كَانَ فَرْضًا في بداية الأمر, ثُمَّ نُسِخَ وُجُوبُهُ بِوُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ, وبقي الأمر على الاستحباب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير