تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مابالُ أقوامٍ لم يدَعوا لنا خالدًا القسري؟!

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 06:36 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

مناسبة هذا الكتابة عن القسري - رحمه الله - مقالٌ قرأتُه في أحد المواقع المحسوبة على أهل السنة - للأسف -، أفرده صاحبه للتشنيع على القسري! ولا أدري ما المصلحة في هذا؟! لأن خالدًا إنما شكره أهل السنة؛ لأنه تفرد من بين الأمراء بقصبه لرؤوس الزنادقة، وهذه منقبة يعجز عنها فئامٌ من الأمراء، وإلا فالجميع يعلم أنه كغيره من أمراء المسلمين: له ماله، وعليه ماعليه. فماحاجة " السني " للتشنيع عليه؟! ومثل هذا الصنيع ضد القسري لم يُعرف إلا من الرافضة، أو أحفاد الجعد بن درهم من الجهمية؛ كالكوثري، وأمثاله. فلعل في قراءة مايأتي من كلام أهل العلم، مايحجز أهل السنة عن الوقوع في عرض أمير المشرق - كما سماه شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في (تلبيس الجهمية 4/ 604 - 605). وقال عن قتله للجعد: " وشكره العلماء على ذلك ". وقال في (منهاج السنة 3/ 165): " قتله - أي الجعد - خالد بن عبدالله القسري برضا علماء الإسلام ". خاصة إذا علم القارئ من هم أسلاف الطاعنين.

1 - قال الشيخ سليمان بن سحمان - رحمه الله - في كتابه " تنبيه ذوي الألباب السليمة " (ص 137 - 143) ردًا على الزيدي المعترض على شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله -:

"قوله: لم يُجمع المسلمون على قتل الجعد ".

" فالجواب أن يقال لهذا الجاهل الأحمق: نعم ذكر الشيخ رحمه الله في رسالته إجماع التابعين ومن بعدهم على كفر الجعد بن درهم وقتله، كما ذكر ذلك أهل العلم، وادعى الإجماع على ذلك كما ادعاه على كفر المختار بن أبي عبيد وقتله، ولا يشك في ذلك من له أدنى إلمام بإجماع العلماء وما قاله أهل العلم في ذلك، ودعواه أن هذا باطل كلامُ من لا يعقل ما يقول، فهلا ذكر أحداً من العلماء قال ذلك وأنكره؟! ولن يجد إلى ذلك سبيلا. ولو قال ذلك أحد كان قوله مردوداً مخالفاً لما أجمع عليه أئمة السلف رحمهم الله، وقد ذكر إجماع أهل السنة على قتل الجعد وعلى كفره شمس الدين ابن قيم الجوزية، وقد ذكرتَ في نظمك أنه الأوحد الذي أتى بنفيس القول في كل ما يبدي.

فمن نفيس ما يبدي رحمه الله تعالى قوله في الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية:

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ

ـقسري يوم ذبائح القربان

إذ قال إبراهيم ليس خليله

كلا ولا موسى الكليم الدان

شكر الضحيةَ كلُ صاحب سنة

لله دَرُّك من أخي قربان

فذكر رحمه الله إجماع أهل السنة على استحسان قتل خالد للجعد، وأن جميع أهل السنة شكروه على هذا الصنيع، وأخبر أن قتله لأجل أنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا، ولم يكلم موسى تكليما، فقتله لأجل ذلك لا لأجل شيء من المقاصد التي يرميه بها من قل نصيبه من العلم والدين، وأنه إنما قتله لغير ذلك من المقاصد السيئة.

وإذا أجمع أهل السنة على قتله، فماذا عسى أن يكون قاتله من عمال بني أمية أو من غيرهم إذا حسن قصده والحامل على ذلك الغيرة لله من كفر هذا الملحد المفتري على الله؟ فليس علينا من تحامل هذا المعترض إذ جعل ذلك مطعناً بأن قاتله قد كان عامل مروان؛ فإن هذا لا يذكره من له علم وفضل ودين، وحاشا لله أن يكون هذا الكلام الساقط المتناقض كلام الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، فإنه لا يليق بمنصبه وجلالته وإمامته في الدين وعلو قدره.

وأما ما ذكره من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في المنهاج من حال الجعد بن درهم وقتل خالد له، فقد ذكر في الرسالة الحموية أن أصل مقالة التعطيل إنما هو مأخوذ من تلامذة اليهود والمشركين وضُلال الصابئين، فإن أول من حُفظ عنه أنه قال هذه المقالة في الإسلام من أن الله سبحانه وتعالى ليس على العرش حقيقة وإنما استوى بمعنى استولى ونحو ذلك؛ أول ما ظهرت هذه المقالة من جعد ابن درهم وأخذها عنه الجهم بن صفوان وأظهرها، فنُسبت مقالة الجهمية إليه، وقد قيل إن الجعد أخذ مقالته عن أبان بن سمعان وأخذها أبان من طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم وأخذها طالوت من لبيد بن الأعصم اليهودي الساحر الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان الجعد بن درهم هذا فيما قيل من أرض حران وكان قبلهم خلق كثير من الصائبة والفلاسفة بقايا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير