تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حتى نُقل أن السفاح قتل في يوم واحد ثمانين من بني أمية ووضع الفرش على جثتهم وجلس عليها ودعا بالمطاعم والمشارب، ومع ذلك فسيرة الأئمة كالأوزاعي ومالك والزهري والليث بن سعد وعطاء بن أبي رباح مع هؤلاء الملوك لا تخفي على من له مشاركة في العلم، واطلاع، والطبقة الثانية من أهل العلم كأحمد بن حنبل ومحمد ابن إسماعيل البخاري ومحمد بن إدريس الشافعي وأحمد بن نوح وإسحاق ابن راهويه وإخوانهم وقع في عصرهم من الملوك ما وقع من البدع العظام وإنكار الصفات ودعوا إلى ذلك وامتحنوا فيه، فقُتل من قتل كمحمد ابن نصر، ومع ذلك فلا يعلم أن أحداً منهم نزع يداً من طاعة ولا رأى الخروج، والمقصود أنه إذا فعل عامل من عمال هؤلاء الملوك الظلمة أمراً يحبه الله ورسوله يجب على كل مسلم إعانته عليه وحضه على فعل ما أمر الله ورسوله، وكان فيه إعزاز الإسلام وأهله وقمع الشرك وأهله ومحق آثار البدع وأهلها ومن أحدثها، فإنه لا يعاب على فعل ما أمر الله به ورسوله لكونه عاملاً من عمال الظلمة الجبارين، فكيف إذا أقره على ذلك كافة علماء السنة وشكروه على هذا الصنيع، فلا يعيب بهذا إلا رجل جاهل لا يدري ما الناس فيه من أمر دينهم، ولا يعيب على الشيخ محمد رحمه الله بنقل إجماع أهل السنة على ذلك إلا معتوه مصاب في عقله، مغموص بالنفاق، والله المستعان.

وأما قوله: "فلذلك قلنا:

فذلك لم يجمع على قتله ولا

سوى خالد ضحى به وهو عن قصد

على أن ابن عبدالوهاب خالف إمامه الإمام أحمد بن حنبل في دعوى الإجماع؛ فإن أحمد يقول من ادعى الإجماع فهو كاذب ولذلك قلنا:

وقد أنكر الإجماع أحمد قائلاً

لمن يدعيه قد كذبت بلا جحد

روى ذلك ابن القيم الأوحد الذي

أتى بنفيس العلم في كل ما يبدي ".

فالجواب أن يقال:

ودعواك في الإجماع إنكار أحمد

فذاك لأمر قد عناه من الضد

يرون أموراً محدثات ويذكروا

على ذلك الإجماع من غير ما نقد

فأنكره لا مطلقاً فهو قد حكى

على بعض ما يرويه إجماع من يهدي

كما ذكر ابن القيم الأوحد الذي

أتى بنفيس العلم في كل ما يبدي

على قتل جعد في قصيدته التي

أبان بها شمس الهداية والرشد

وفيها حكى الإجماع في غير موضع

وفي غيرها من كتبه عن ذوي النقد

وقد كان من سادات أصحاب أحمد

ويحكي من الإجماع أقوال ذي المجد

وقد ذكر الإجماع بعضُ ذوي النهى

فسل عنه أهل الإصابة من نجد

وذلك لا يخفى لدي كل عالم

ففي كتب الإجماع ذاك بلا عد

فما وجه هذا اعتراض بنفيه

وقد كان معلوماً لدى كل مستهد


2 - وقال العلامة المعلمي اليماني في رده على طعن الكوثري الجهمي بالأمير خالد: " أقول: كان خالد أميراً مسلماً خلط عملاً صالحاً كإقامة الحدود، وآخر سيئاً الله أعلم ما يصح عنه منه. وقد جاء عن جماعة من الأئمة كما في التأنيب نفسه أن أبا حنيفة استتيب في الكفر مرتين، فإن كان خالد هو الذي استتابه في إحداهما، وقد شهد أولئك الأئمة أنها استتابة عن الكفر، فأي معنى للطعن في خالد؟ هبه كان كافراً! أيجوز أن يحنق عليه مسلم لأنه رُفع إليه إنسان يقول قولاً شهد علماء المسلمين أنه كفر فاستتابه منه؟ وكان خالد يماني النسب وكان له منافسون على الإمارة من المضريين، وأعداء كثير يحرصون على إساءة سمعته، وكان القصاصون ولا سيما بعد أن نُكب خالد يتقربون إلى أعدائه بوضع الحكايات الشنيعة في ثلبه، ولا ندري ما يصح من ذلك؟ وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة؛ فإنها كانت نصرانية، وليس في هذا ما يعاب به خالد، فقد أحل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن، ونهى عن إكراههن على الإسلام وأمر بإقرارهن على دينهن وأمر ببر الأمهات.
فأما قضية الجعد، فإن أهل العلم والدين شكروا خالداً عليها، ولا يزالون شاكرين له إلى يوم القيامة، ومغالطة الأستاذ في قضية التضحية مما يضحك ويبكي، يضحك لتعجرفه، ويبكي لوقوعه من رجل ينعته أصحابه أو ينعت نفسه "الإمام الفقيه المحدث، والحجة الثقة المحقق العلامة الكبير ... " لا يخفى على أحد أن الأضحية الشرعية هي ذبح شاة أو بقرة أو بدنة بصفة مخصوصة في أيام الأضحى تقرباً إلى الله تعالى بإراقة دمها، وليأكل منها المضحي وأهله ويهدي من لحمها إلى أصحابه ويتصدق منه على المساكين، وأن خالداً لم يذبح الجعد ليأكل من لحمه
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير