بارك الله فيكم
والناس فيه طرفان ووسط
فأناس اتهموه بالزندقة وهو ما نفاه الذهبي بقوله (وكان خالد على هناته يرجع إلى إسلام)
فالمقصود نفي الزندقة عنه
وزهذه العبارة يطلقها الذهبي فيمن اتهم بالظلم وغيره من المعاصي مع صحة إسلام ودين
ووجد أناس ينفون عنه كل ما قيل عنه
وفي الحقيقة الرجل كما ذكرتم له وعليه
والعلماء الذين شكروه شكروا فعله الحسن بقتل الجعد بن درهم
والكلام في صاحب الأغاني والعقد الفريد لا يكفي
لأن الفرق أن صاحب الأغاني يسوق أغلب الأخبار بالأسانيد وصاحب العقد الفريد يحذف الأسانيد
وهما من الأدباء
بمعنى أن صاحب الأغاني ينقل من مصادر وصاحب العقد الفريد ينقل من مصادر
ولكن بالنظر إلى أغلب الأسانيد التي يرويها صاحب الأغاني في قصة القسري نجد أنها من كتب المدائني
والمدائني متهم
وابن الكلبي وابن الكلبي متهم أيضا
ولا شك أن كره الشيعة لخالد القسري جعلهم يختلقون الأكاذيب وينشرونها بين الناس
والمقصود أن غالب المذكور هو من كلام الخصوم وهم الشيعة
ولكن بعضه مشهور
والرجل الفاضل في الدفاع أحيانا يذكر ما لايصح
فمثلا قول الشيخ - رحمه الله
(وقضية الكنيسة إن صح فيها شيء فقد يكون بر أمه بمال فبنى لها وكيلها كنيسة؛ فإنها كانت نصرانية، وليس في هذا ما يعاب به خالد، فقد أحل الله عز وجل نكاح الكتابيات والتسري بهن، ونهى عن إكراههن على الإسلام وأمر بإقرارهن على دينهن وأمر ببر الأمهات.)
ففي الحقيقة إن صح هذا فهو فعل قبيح من خالد القسري واعتذار الشيخ - رحمه الله - فيه نظر
فكيف يجوز لوكيله أن ينبي كنيسة أمام الجامع وخالد وال على المسلمين
وهل يجوز للنصارى بناء الكنائس في الأمصار التي مصرها أهل الإسلام
وهل يجوز له أن يسكت عن هذا الأمر الخطير وهو رجل صاحب ولاية
فهذا الاعتذار فيه نظر بين
وقد جاء في شعر الفرزدق إشارة إلى فعل خالد القسري
وللخصومة في ذلك دور
وهو من رواية ابن الكلبي الرافضي المتهم
ولكن المقصود أن الدفاع عنه (إن صح ما فعله القسري) دفاع غير صحيح
وأما كلام من ذكر أن قتل الجعد كان لأسباب سياسية فهو كلام باطل ولكن هذه طريقة المستشرقين وعنهم أخذ من أخذ
بل وجد من المستشرقين من زعم أن سبب مخالفة الإمام أحمد للمأمون ومن بعده في مسألة خلق القرآن
أن الإمام أحمد كان يطمع في الخلافة
فتأمل عقول هولاء المستشرقين
والعجب كل العجب ممن يقلدهم في ذلك
فهذا كلام باطل كما هو معروف ويستغله الجهمية والمعتزلة ومعتزلة العصر والرافضة وجميع أعداء السنة
الخلاصة أن خالد يرجع أمره إلى الإسلام كما ذكر الذهبي فما رماه به خصومه من الشيعة من الزندقة باطل
وأن الرجل سعى في القضاء على فتن كثيرة فقتل عددا من الزنادقة
فقد قتل رجلا ادعى النبوة كما جاء في العقد الفريد
ولعله المغيرة
وأن قتله للجعد بن ردهم من حسناته ومن حسنات الخليفة في زمانه
وأن قتله للجعد بن ردهم لزندقته وبدعته وضلاله لا لأسباب سياسية كما زعم من زعم من المستشرقين ومن تأثر بهم
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 09:01 م]ـ
بوركت أخي ابن رجب ..
- النقل عن د التميمي من رسالته: " مقالة التعطيل والجعد بن درهم "، (ص 181 – 198)
ـ[عبد الله التوحيدى]ــــــــ[21 - 01 - 08, 11:15 م]ـ
حُذف للضعف العلمي
## المشرف ##
ـ[أبو البركات]ــــــــ[22 - 01 - 08, 03:56 ص]ـ
جزاكم الله خير ... الأخوة الأعزاء الخراشي وابن وهب
موضوع شافي وكافي ...