السلسلة الصحيحة (رقم: 2005).
وقال الشيخ:وثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّه موضع القَدَمين، كما في المستدرك للحاكم (2/ 282)، وقال: "إنَّه على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ولم يتعقبه الذهبي، وفي إسناده عمَّار الدُّهْنِي، وهو من رجال مسلم دون البخاري.
وانظر تخريجه في السلسلة الضعيفة للشيخ الألباني (906)، والضعيف فيه هو المرفوع، وأمَّا الأثر الذي جاء عن ابن عباس من تفسير الكرسي بالعلم، ففي إسناده جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، قال فيه الحافظ في التقريب: "صدوق يهم"، وقال ابن منده في كتاب الرد على الجهمية (ص: 45): "لم يُتابَع عليه جعفر، وليس بالقوي في سعيد بن جُبَير"، وأورده الذهبي في ترجمة جعفر في الميزان (1/ 417) وقال: "وذكره ابن أبي حاتم وما نقل توثيقه، بل سكت"، ونقل ما تقدَّم عن ابن منده.
وقال الشيخ:وقد بيَّن ابن القيم بطلانَ تفسير الاستواء بالاستيلاء من اثنين وأربعين وجهاً في كتابه الصواعق المرسلة كما في مختصره لمحمد بن الموصلي (2/ 126 152).
وقال الشيخ:وليس في أسماء الله اسمٌ جامد، وما ذكره بعضُ أهل العلم من أنَّ من أسماء الله "الدَّهر" فغيرُ صحيح؛ فإنَّ الحديثَ القدسي: "يُؤذينِي ابنُ آدم يَسبُّ الدَّهر، وأنا الدَّهر، بيدي الأمر، أُقلِّب اللَّيلَ والنَّهار" رواه البخاري (4826) ومسلم (2246)، لا يدلُّ على أنَّ من أسماء الله الدَّهر؛ لأنَّ الدَّهرَ هو الزمان، والله تعالى هو الذي يُقلِّبُ اللَّيل والنهار، فمَن سبَّ المقلَّب (بفتح اللاَّم وتشديدها) وهو الدَّهر، رجعت مسبَّتُه إلى المقلِّب (بكسر اللاَّم وتشديدها) وهو الله، وقد بيَّن الله ذلك بقوله: "بيدي الأمر، أقلِّب الليل والنهار".
وأمَّا الصفات فليس كلُّ صفة يُشتقُّ منها اسم؛ فإنَّ من صفات الله الذاتية الوجه واليد والقَدَم، ولا يُؤخذ منها أسماء، ومن صفاته الفعلية الاستهزاء والكيد والمَكر، ولا يُشتقُّ منها أسماء، فلا يُسمَّى بالماكر والمستهزئ والكائد.
وأقول والشيء بالشيء يُذكر: إنَّ أسماءَ الرسول صلى الله عليه وسلم الثابتة مُشتقَّةٌ، تدلُّ على معان، وليس فيها اسم جامد، وليس من أسمائه صلى الله عليه وسلم: طه ويس، قال ابن القيم – رحمه الله – في تحفة المودود (ص: 127): "ومِمَّا يُمنع منه التسمية بأسماء القرآن وسُوَره، مثل: طه، ويس، وحم، وقد نصَّ مالكٌ على كراهة التسمية ب: يس، ذكره السُّهيلي، وأمَّا ما يذكره العوام أنَّ يس وطه من أسماء النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فغيرُ صحيح، ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل، ولا أثر عن صاحب، وإنَّما هذه الحروف مثل: الم، وحم، والر، ونحوها".
ولعلَّ مَن توهَّم التسمية ب (طه) و (يس) من العوامّ أخذه من الخطاب للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بعد ذكر الحروف المقطَّعة في سورتَي طه ويس، ظانًّا أنَّ هذين من أسمائه صلى الله عليه وسلم؛ فإنَّ خطابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم جاء أيضاً بعد الحروف المقطَّعة في سورتَي الأعراف وإبراهيم مثلاً، ولا يُقال: إنَّ من أسمائه صلى الله عليه وسلم لذلك: (المص)، و (الر).
وقال الشيخ:وأسرُدُ فيما يلي تسعة وتسعين من أسماء الله الحسنَى، مرتَّبَةً على حروف الهجاء، ومع كلِّ اسم دليلَه من الكتاب أو السُّنَّة، وفيها زيادة على ما في الكتب الثلاثة اسْمَا: (الستِّير، والديَّان).
1 - الله: يُطلق على هذا الاسم لفظ الجلالة، ويأتي مراداً به المسمَّى مبتدأ، ويُخبر عنه بالأسماء، مثل: {وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}، {وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} وتُنسبُ له الأسماء، كما قال الله عزَّ وجلَّ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وقال: {لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}.
2 - الآخر: دليلُه {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}.
3 - الأحد: دليله {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}.
4 - الأعلى: دليله {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى}.
5 - الأكرم: دليله {اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ}.
6 - الإله: دليله {وَقَالَ اللَّهُ لا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
7 - الأول: دليله {هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ}
8 - البارئ، دليله {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}.
¥