مهم جداًّ: وصف الآل و الصحب بالطاهرين؟
ـ[أبو يونس العجماوي]ــــــــ[26 - 01 - 08, 04:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام، عندي إشكال في الاستفتاح –في المجالس أو الكتب أو ... - بالصيغة التالية:
(الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبيه الكريم، و على آله الطيبين الطاهرين).
(الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على نبيه الكريم، و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين).
و الإشكال:
أولا: في إفراد الآل دون الصحب، هل في ذلك كراهة أو نهي؟
ثانيا: و صف الآل بـ (الطيبين) و (الطاهرين)، هل في ذلك محظور؟
إذ قال لي أحد الإخوة أن صفة (الطاهرين) يطلقها الروافض، و هم يعنون أنها صفة كونية –إن صح هذا التعبير – أي أن الآل مطهرون كوناً.و الله تعالى أعلم.
أفيدونا جزاكم الله تعالى خيرا.
ـ[الجهشياري]ــــــــ[27 - 01 - 08, 09:25 م]ـ
الحمد لله العليّ الجبّار، والصلاة والسلام على محمد النبي المختار، وعلى آله الطيبين الأطهار.
وبعد:
قال الله تعالى، وقوله الحق: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
والمراد بالطهارة هنا: الطهارة من الشرك ومن السوء. والإرادة هنا تشريعية، بدليل سياق الآية، وبدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلَّم كان يوقظ عليًّا وفاطمة (عليهما السلام) لصلاة الفجر ثم يتلو هذه الآية.
ثم إن طهارة أهل البيت طهارة تغليبية، كما أن خيرية القرون الأولى خيرية تغليبية. وبهذا نخرج من الجدل حول كونها تكوينية أو تشريعية.
وكون الشيعة يتلفظون بالعبارة التي ذكرتها على اعتقاد أن الطهارة تكوينية، ليس مبررا للتحفظ أو الاحتراز منها. وهبهم قالوا عند ذكر الرسول صلّى الله عليه وسلّم: "صلّى الله عليه وسلَّم"، وفي ذهنهم اعتقاد خاطئ حول هذه الصيغة؛ فهل هذا مبرر للتحفظ من الصلاة على الرسول صلّى الله عليه وسلّم؟! وهب أن معتزليا قال: "قال الله تعالى"، وفي ذهنه تعطيل الصفات؛ فهل سنتحفظ من استعمال عبارات التنزيه في حق الله تعالى لأن معتزليا استعملها؟!
أمّا إفراد "آل البيت" دون "الصحابة"، فلقربهم من منبع الطهر: خير البرية صلَّى الله عليه وسلَّم. وهذا من فضل الله عليهم، والله يؤتي فضله مَن يشاء. ولكلٍّ مقامه ...
وقد استعمل العبارة نفسها عدد من علماء السلف والخلف، ومنهم: ابن حبان في "الثقات"، والعقيلي في "الضعفاء"، وابن عبد البر في "الاستيعاب"، وصاحب "العقود الدرية" نقلا عن غيره، وأبو فضل المقرئ. وفي آخر كتابه "قطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر"، قال محمد صديق حسن خان:
"وآخر كلامي كأوله أن الحمد لله رب العالمين، وصلاته وسلامه على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وشفيع المذنبين، وآله الطيبين الطاهرين، وصحبه الراشدين المهديين إلى يوم الدين".
وجاء في "الكافي" لابن قدامة:
" ... ومنَّ علينا بالنبي المختار، محمد سيد الأبرار، المبعوث من أطهر بيت في مضر بن نزار، صلى الله عليه و على آله الأطهار، وصحابته المصطفين الأخيار".
فيا أخي: أين موضع الكراهة، أو النهي؟ أو الحظر؟ والأمر حاصله الدعاء. فما الذي يمنعني مِن أن أخصَّ أهل البيت بالدعاء؟ وما الذي يمنعني مِن أن أخصَّ الصحابة بالدعاء؟ وما الموجب الذي بمقتضاه يصبح المسلم ملزَما بالجمع بينهما في الدعاء؟
فلْنتق الله في أهل بيت الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم تقوانا في صحابته! (ولا يجرمنَّكم شنآن قومٍ على ألاَّ تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى. واتقوا الله؛ إنَّ الله خبير بما تعملون).
وبارك الله فيك.
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 01 - 08, 09:26 م]ـ
جازاكم الله خيرا.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[30 - 01 - 08, 02:51 م]ـ
جزاك الله خيرا
الآية الكريمة {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا}
إنشاء وليس خبر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:وقال لما ذكر ما أمر به أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وما نهاهم عنه {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} والمعنى أنه أمركم بما يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فمن اطاع أمره كان مطهرا قد أذهب عنه الرجس بخلاف من عصاه.
مجموع الفتاوى (11
267)
وقد أشار شيخ الإسلام إلى ذلك في أكثر من موضع.
ـ[السعيدي]ــــــــ[31 - 01 - 08, 08:49 ص]ـ
أخي الحبيب
ذكرت في سياق المقال: وجاء في "الكافي" لابن قدامة
والصحيح " المغني " وليس الكافي
ـ[الجهشياري]ــــــــ[31 - 01 - 08, 09:16 ص]ـ
أخي الحبيب
ذكرت في سياق المقال: وجاء في "الكافي" لابن قدامة
والصحيح " المغني " وليس الكافي
الحمد لله وحده.
بل في مقدمة "الكافي"، أخي الكريم. جزاك الله خيرا على اهتمامك وتدقيقك. ولا تنسنا من دعائك.
وديباجة "المغني" أطول، ولم ترد فيها عبارة "الطيبين الأطهار" عقب الصلاة والسلام على الرسول وآله.
وإن تبين لك خلاف ذلك، عرِّج على المشاركة للتصويب. بارك الله فيك.