تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ومنها أن يكون قدما نسبيا، يعني أن يكون قديم - يعني إطلاق اللفظ - قديم على بعض الأشياء

الأول واضح، والثاني كقوله تعالى ?حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ? قال ?أَنتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الأَقْدَمُونَ? وهذا فيه قِدم نسبي، ولهذا لما احتمل هذا اللفظ أن يكون فيه المعنيان ـ معنى القِدم المطلق والقِدم النسبي - لم يصح أن يطلق في أسماء الله جل وعلا وأن يقال إن من أسمائه القديم، وذلك للاحتمال.

فأسماء الله جل وعلا كلها حسنى، كلها أسماء كمال، وأما الاسم الذي يحتمل شيئين فإنه لا يطلق في أسماء الله جل وعلا وليس من أسماء الله الحسنى وهذا مثل (الصانع) ومثل (المريد) وأشباه ذلك.

وهذا الذي الذي ذكره الشارح أشار إليه الشيخ علوي السقاف

قال حفظه الله: الْقِدَمُ

يُخْبَرُ عن الله عَزَّ وجلَّ بأنه قديم، لا صفةً له، والقديم ليس اسماً له.

قال الحافظ ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (1/ 162): ((000 ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاَ؛ كالقديم، والشيء، والموجود، والقائم بنفسه)). اهـ.

قال قوَّام السُّنَّة في ((الحجة)) (1/ 93): ((000 فبيَّن (أي: النبي صلى الله عليه وسلم) مراد الله تعالى فيما أخبر عن نفسه، وبيَّن أن نفسه قديم غير فانٍ، وأن ذاته لا يوصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم 000)) اهـ

وفي الحديث الصحيح: ((أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم؛ من الشيطان الرجيم)). رواه أبو داود، وقال النووي في ((الأذكار)) (86): ((حديث حسن، رواه أبو داود بإسناد جيد)) اهـ. وانظر: (صحيح سنن أبي داود / 441).

وفيه وصف سلطان الله عَزَّ وجلَّ بالقِدَم.

وقد وصف شيخ الإسلام ابن تيمية عِلْمَ الله بالقِدَم في ((الواسطية)) (ص 20)، فقال: ((والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين، فالدرجة الأولى: الإيمان بأن الله عليمٌ بالخلق وهم عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوفٌ به أزلاً وأبداً 000)).

وقال في ((مجموع الفتاوى)) (9/ 300و301): ((والناس متنازعون؛ هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع، وإن لم يرد بإطلاقه نصٌ ولا إجماعٌ، أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع؟ على قولين مشهورين، وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع؛ كلفظ (القديم) و (الذات) 000 ونحو ذلك، ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عند الحاجة؛ فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى؛ كما قال: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه؛ مثل أن يُقال: ليس هو بقديم، ولا موجود، ولا ذات قائمة بنفسها 000 ونحو ذلك؛ فقيل في تحقيق الإثبات: بل هو سبحانه قديم، موجود، وهو ذات قائمة بنفسها، وقيل: ليس بشيء، فقيل: بل هو شيء؛ فهذا سائغ 000)) اهـ.

وقال البيهقي في ((الاعتقاد)) (ص 68): ((القديم هو الموجود لم يزل، وهذه صفة يستحقها بذاته)).

وقد عَدَّه السفاريني في ((لوامع الأنوار)) (1/ 38) صفة لله تعالى، بل اسماً له، وعلق عليه الشيخ عبد الله بابطين بقوله: ((قوله: ((إن القديم اسم من أسمائه تعالى)): فيه نظر من وجهين 000))، إلى أن قال: ((وبذلك لا يصح إطلاق القديم على الله باعتبار أنه من أسمائه، وإن كان يصح الإخبار به عنه؛ كما قلنا: إنَّ باب الإخبار أوسع من باب الإنشاء، والله أعلم)).

قلت: وهذا قد يفهم ضمنا من كلام الشيخ , وعلى هذا القول فلا إشكال في إطلاق وصف القديم على سلطان الله لأننا نحمله على القول الثاني وهو بمعنى الأولية الغير مسبوقة بالابتداء.

القول الثاني: أن المراد بسلطان الله هي الصفة المتعلقة بالخلق " الملكوت "

قال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية:السلطان هنا المقصود به الخَلْقْ؛ يعني الملكوت أو يُقْصَدْ به الصفة المتعلقة بذلك، وهذا فيه بحث زيادة على ما ذكرت، ولكن هذه الكلمة لا تعني أن القديم من أسماء الله - عز وجل -، أو أنه من صفاته سبحانه؛ لأنه وُصِفَ به سلطانه سبحانه «أَعُوذُ بِوَجْهِ الله الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ» سلطان الله القديم الذي هو صفة تدبيره سبحانه، وهذه ليست راجعة إلى الاسم القديم الذي يدل على الذات، كما هو معلوم أن الأسماء تدل على الذات وتدل على الصفات.

وقال الشيخ أحمد النقيب في شرح رسالة ابن أبي زيد: والقدم هنا متعلق بسلطان الله - عز وجل- السلطان أي الملك.انتهى

هذا ما وقفت عليه في الجواب على هذا الإشكال وإن كان القول الثاني يحتاج إلى مزيد تحرير وبيان.

والله أعلم

ـ[فيصل]ــــــــ[30 - 01 - 08, 12:07 ص]ـ

بارك الله فيك

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=532360&postcount=8

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير