تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ما الحِكَم الملموسة من الإيمان بالملائكة؟

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[29 - 01 - 08, 01:23 ص]ـ

الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ

والصلاة والسلام على الشاهد المبشر النذير

وبعد

الإبمان بالملائكة شرط في صحته، لا يستقيم إسلام المرء إلا به، فهم الرسل المبشرين، والعباد المكرمين، والواسطة بين الآدمي ورب العالمين، منهم الروح الأمين، وميكائيل وإسرافيل، عليهم السلام

ثم إنهم الحفظة الكتبة، الكرام البررة، حملة السفرة، قوتهم التسبيح، دينهم الطاعة، حظهم القرب من رب البيت المعمور

كما أنهم منكر ونكير، ونافخ الصور، وقابض الأرواح، وخزنة الجنة والنار، قواد الغر المحجلين، والفجرة الكافرين يوم يبعث الفريقان ليوم معلوم

عن الحياة الدنيا انقطع الوحي بموت المصطفى، وشهد قرننا نهضة العلم وشدة ارتباط الانسان بالمادة، فمن حين لآخر يسأل أحدهم: لماذا الملائكة؟

الله أعلم بأحوالنا، وعلى كلٍّ قدير

فالجواب الأول: إنها صنعة الله وهوأعلم بمصالح الانسان وما يليق بحاله ومآله

ثم إن الملائكة مخلوقات لطيفة شفافة، وعلى قولٍ لا تدفع عن الانسان ولا شيء

فما من الأمور التي يحسها الانسان ويلمسها من تواجد الملائكة في كل مكان؟ وما الحكمة؟

كان أحدهم يقول إذا سب أو شتم - أعزكم الله -: حاش الملائكة

وآخر يستدل لحرمة الأفلام الدينية التي فيها سب النبي والصحابة م بقوله: إذا كان يسب ويقول إنه يمثل فالملائكة الكتبة لا تمثل

ومن هذا نظير كثير، أرجو التعداد ولكم من الله خير الجزاء يوم المعاد.

ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[01 - 02 - 08, 01:41 ص]ـ

ثُم

* من الحكَم أن الملائكة مخلوقات كريمة، قال تعالى: {بل عباد مكرمون لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون} والإنسان مدعو للتشبه بكل كريم والاقتداء به.

* ومنها أن الله عز وجل قال: {كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون} وقال مالك في حق الآية: هي بمنزلة قوله تعالى: {في كتب مطهرة بأيدي سفرة كرام بررة} وذهب المالكية تبعا لإمامهم في وجوب الطهارة لمن مسَّ المصحف عملا بدليل الأحروية؛ إذ نحن المخاطبون بالكتاب فنحن أولى بالتقديس من الملائكة.

* ومنها أن الملائكة أشرف من الإنسان عموما وهم في ذلك محسنون له؛ يبشرونه، يدفعون عنه، يستغفرون له، يصلون عليه .. ، فلزم الإنسان الإحسانَ إلى من هو دونه منزلة كالحيوان، كقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن الله كتب الإحسان في كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليُرح ذبيحته ".

ـ[توبة]ــــــــ[02 - 02 - 08, 12:34 ص]ـ

جزاكم المولى خيرا.

ومن حكمة الإيمان بالملائكة:

* أن يعلم الإنسان سعة علم الله تعالى وعظم قدرته وبديع حكمته، وذلك أنه سبحانه خلق ملائكة كراماً لا يحصيهم الإنسان كثرة ولا يبلغهم قوة وأعطاهم قوة التشكل بأشكال مختلفة حسبما تقتضيه مناسبات الحال.

* الإيمان بالملائكة عليهم السلام هو ابتلاء للإنسان بالإيمان بمخلوقات غيبية عنه، وفي ذلك تسليم مطلق لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

* أن يعلم الإنسان أن الله تعالى خلق ملائكة أنقياء أقوياء لكلٍ منهم له وظيفة بأمر من الله تعالى إظهاراً لسلطان ربوبيته وعظمة ملكه، وأنه الملك المليك الذي تصدر عنه الأوامر، من الوظائف التي أمروا بها: نفخ الروح في الأجنة ومراقبة أعمال البشر، والمحافظة عليها وقبض الأرواح وغير ذلك ... .

* أن يعلم الإنسان ما يجب عليه تجاه مواقف الملائكة معه وعلاقة وظائفهم المتعلقة به، فيرعاها حق رعايتها ويعمل بمقتضاها وموجبها.

مثال ذلك: أن الإنسان إذا علم أن عليه ملكاً رقيباً يراقبه وعتيداً حاضراً لا يتركه، متلقياً عنه ما يصدر منه، فعليه أن يحسن الإلقاء والإملاء لهذا الملك المتلقي عنه والمستملي عنه الذي يدون على الإنسان كتابه ويجمعه ثم يبسطه له يوم القيامة وينشره ليقرأه قال الله تعالى: {اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا} [الإسراء: 14].

* وقد اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل ملائكة كراماً وسطاء سفرة بينه وبين أنبيائه ورسله عليهم السلام قال الله تعالى: {يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاتَّقُونِي} [النحل: 2].

وفي ذلك تنبيه إلى عظم النبوة والرسالة، ورفعة منزلة الشرائع الإلهية وشرف العلوم الربانية الموحاة إلى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وإن شرائع الله تعالى مجيدة كريمة، لأن الذي شرعها هو العليم الحكيم الذي أحكم للناس أحكامها ووضع لهم نظامها على وجه يضمن مصالح العباد وسعادتهم وعزتهم الإنسانية وكرامتهم الآدمية.

منقول للفائدة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير