[سئل العلامة ابن عثيمين عن النسيان هل يوصف به الله تعالى فماذا أجاب؟]
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:09 م]ـ
سئل الشيخ هل يوصف الله تعالى بالنسيان؟
فأجاب بقوله
النسيان له معنيان
احدهما
الذهول عن شىء معلوم مثل قوله تعالى (ربنا لاتؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) ومثل قوله تعالى (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسى ولم نجد له عزما) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم إنما انا بشر مثلكم انسى كما تنسون فاذا نسيت فذكرونى وقوله صلى الله عليه وسلم من نام عن صلاة او نسيها فليصلها اذا ذكرها
وهذا المعنى من النسيان منتف عن الله عز وجل بالدليلين السمعى والعقلى
اما السمعى فقوله تعالى (يعلم مابين أيديهم وماخلفهم) وقوله عن موسى (قال علمها عند ربى فى كتاب لايضل ربى ولاينسى) فقوله يعلم مابين ايديهم 00 اى مستقبلهم يدل على انتفاء الجهل عن الله تعالى وقوله تعالى (وماخلفهم) اى ماضيهم يدل على انتفاء النسيان عنه والاية الثانية دلالتها عن ذلك ظاهرة
واما الدليل العقلى
فان النسيان نقص والله تعالى منزه عن النقص موصوف بالكمال كما قال تعالى (ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم)
وعلى هذا فلايجوز وصف الله بالنسيان بهذا المعنى على كل حال
والمعنى الثانى للنسيان بمعنى الترك عن علم وعمد مثل قوله تعالى (فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم ابواب كل شىء) ومثل قوله صلى الله عليه وسلم فى الخيل (ورجل ربطها تغنيا وتعففا ولم ينس حق الله فى رقابها وظهورها فهى له كذلك ستر)
وهذا المعنى ثابت لله تعالى قال تعالى (فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا إنا نسيناكم) وقوله فى المنافقين (نسوا الله فنسيهم) وفى صحيح مسلم فى كتاب الزهد عن ابى هريرة قال قالوا يارسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة فذكر الحديث وفيه ان الله تعالى يلقى العبد فيقول 00 افظننت انك ملاقى فيقول لا فيقول فانى انساك كما نسيتنى
وتركه سبحانه للشىء صفة من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته التابعة لحكمته قال تعالى
وتركهم فى ظلمات لايبصرون
وقال سبحانه
وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض
وقال سبحانه
ولقد تركنا منها آية بينه
والنصوص فى ثبوت الترك وغيره من افعاله المتعلقة بمشيئته كثيرة معلومة وهى دالة على كمال قدرته وسلطانه وقيام هذه الافعال به سبحانه لايماثل قيامها بالمخلوقين وان شاركه فى اصل المعنى كما هو معلوم عند اهل السنة
رحم الله العلامة ابن عثيمين ونفعنا بعلمه وسائر العلماء العاملين
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[29 - 01 - 08, 11:11 م]ـ
المصدر كتاب
فتاوى العقيدة
وفقنا الله تعالى لما يحب ويرضى
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ورحم الله الشيخ
ـ[محمود المصري]ــــــــ[03 - 02 - 08, 06:55 م]ـ
بارك الله في الشيخ ابن عبد الغني - أغناه الله من فضله -
وقد جمعهما الشيخ وليد السعيدان حفظه الله في نونيته فقال:
والله يعجب من خروج الشيء عن ** حكم النظائر لا خفاء معاني
والله ينسى والمراد به هنا ** ترك الإله لفاعل العصيان
علما وعمدا لا ذهولا يا فتى ** فاعرف هنا المقصود بالنسيان
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 02 - 08, 03:01 ص]ـ
الاخ القاهرى شكرا للمرور
اخى الحبيب محمود المصرى وفيك بارك اخى الكريم
اين انت اخى لك وحشة والله
كم تبلغ درجة الحرارة فى كندا الان كان الله فى عونك
ياريت ينفع ارسل لك شوية شمس على الخاص (ابتسامة دفيان)
ـ[ابو انس المصراوي]ــــــــ[06 - 02 - 08, 09:03 م]ـ
جزاك الله خيرا ورحم الله بن العثيمين
ـ[ربيع المغربي]ــــــــ[10 - 02 - 08, 08:45 م]ـ
لماذا أول النسيان ها هنا؟؟؟ هل إذا احتجنا إلى التأويل أولنا؟
أم أنه تعارض نصين؟
النص الأول: قال علمها عند ربى فى كتاب لايضل ربى ولاينسى
النص الثاني: نسوا الله فنسيهم
فوجب علينا هاهنا التأويل
ـ[أبو مسلم التكسبتي]ــــــــ[04 - 05 - 08, 10:29 م]ـ
أخي ربيع المغربي: ليس هناك تأويل على الإطلاق حتّى تدّعيه، وذلك لأنّ النسيان في اللّغة التي بها خوطبنا له معنيان:
أ) بمعنى الذهول وغياب العلم أي ترك بلا علم.
ب) بمعنى الترك عن علم لا عن غيابه ولا عن ذهول فيه.
فوجب تعيين أحدهما لأنّهما معنيان متضادّان، وباتّباع القرائن المرجّحة يتبيّن ما يلي:
¥