وعليه فهل يمكن للآية أن تخصص حديث: "من بدل دينه فاقتلوه". بحيث يصبح مفهوم الحديث: من بدل دينه فأفسد في الأرض فاقتلوه. بأن التخصيص اعتمد على دليل صحيح وواضح (التراك لدينه المفارق للجماعة)
وهذا الفهم إنما جاء بقراءة الأحاديث في ضوء القرآن الكريم، وتتبع الجزئيات إلى الكليات ..
هداكم الله وهداني .. ).
ونا لا أرى أي تعارض بين الحديث والآيات ولا بين الحديث والحديث بل لم يرد مثل هذا الإشكال عند أحد من أهل العلم الساقين المعتبرين، وغاية ما فيها عدم إدراك المقاصد الشرعية للأحكام الربانية فيالوحيين.
ولو نظر أخونا إلى وجه اعتراضه الذي نقلته عنه لبان له بعض الحكم ولزال عنه الإشكال وما بدا له انه تعارض.
إذ لو أدخل حديث (من بدل دينه فاقتلوه) تحت قوله تعالى ({مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (32) سورة المائدة.
إذ أي فساد أعظم من الكفر وقد قال الله تعالى {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا} (90) سورة مريم.
إن الكافر والمرتد سبب فتنة عظيمة لأهل التوحيد وهو من أكبر معاول الهدم الداخلي، بل هو أحد لبنات وأركان العدو في محاربة الإسلام، وآثاره على المجتمع والاستهانة بالدين لا تخفى على العقلاء.
ومن وجه آخر: من ذا الذي زعم أو قال من أهل السنة أن الحديث النبوي لا يرد فيه زيادة أحكام لم تأت بالقرآن.
إذا تجاوزنا أن يكون الحديث مبينا للآية الكريمة ومفسرا لها من بعض أوجهها.
ثم أضف حفظك الله بعض ما ذكره الاخوة فيما له تعلق في المسألة.
أما التعراض: فقد سبق نقل قول اليخ ابن جبرين فيه.
وخلاصة الامر: أن الإكراه منهي عنه في ابتداء الدخول. إذ لا يستقيم إكراه وإيمان وإكره وإسلام، لأن الإكراه يود النفاق، والصدق يرتقي بصاحبه إلى الإحسان.
ومن المعلوم أن من دخل الإسلام طوعا رضي بشروطه وأحكامه، فمن نقضها عرّض نفسه للعقوبة المنصوص عليها في دين الله تبارك وتعالى.
وهي على باب التقريب في السياسات المعاصرة تتنزل على باب الخيانة العظمى، علما بأن خيانة الدين أعظم، والردة منها في دين الله تبارك وتعالى، مع مراعاة سائر أحكام الردة من استتابة وغيرها، خلافا لقوانين أهل الدنيا الذين لا يعدلون مع غيرهم.
وأخيرا قوله: (وهذا الفهم إنما جاء بقراءة الأحاديث في ضوء القرآن الكريم، وتتبع الجزئيات إلى الكليات .. ).
أقول: إن مسألة الكليات والجزئيات تحتاج إلى معرفة قصد صاحبها، وبكل حال: إن الأحكام الشرعية التفصيلة كليات يرجع في تطبيق الشريعة اليها وما يقاس عليها من أحكام جزئية _ على ما سماه الأخ _ لا بد من وجود علة جامعة بوجه معها لتأخذ حكمها.
ـ[أبو عبدالرحمن العمري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:00 م]ـ
إضافة إلى ما سبق أقول: قد بين شيخ الإسلام أن الخوارج يردون كل حديث يخالف ظاهر القرآن وهذا نصه ((والخوارج لا يتمسكون من السنة إلاما فسر مجمله دون ماخالف ظاهر القرآن عندهم فلا يرجمون الزاني ولايرون للسرقة نصاباً وحينئدٍ يقولون ليس في القرآن قتل المرتد فقد يكون المرتد عندهم نوعين 13/ 48 - 49))
وقال أيضاً ((وأهل البدع ذنوبهم ترك ما أمروا به من اتاع السنة وحماعة المؤمنين فإن الخوارج أصل بدعنهم أنهم لا يرون طاعة الرسول واتباعه فيما خالف ظاهر القرآن عندهم وهذا ترك واجب 20/ 104))
وعليه فإن الأخ إياد أبوربيع متأثر بالخوارج أو منهم
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:45 ص]ـ
الأخوة الكرام
لم أجد أحدًا بيّن لي بوضوح
بل وجدت كثيرا منكم بالشتم يبوح
أنا لست إلا طالب علم نصوح
فهل العلم الا بالتعلم والسبوح؟!
لكنكم جعلتموه جامدًا كاللوح
سامحكم الباري فهل لي أن أبوح
إنكم سلف تركتكم سلف سفينة نوح
فنصحي لكم أسفًا لكني عليكم لن أنوح!!
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 03 - 08, 04:12 ص]ـ
الأخوة الكرام
لم أجد أحدًا بيّن لي بوضوح
بل وجدت كثيرا منكم بالشتم يبوح
أنا لست إلا طالب علم نصوح
فهل العلم الا بالتعلم والسبوح؟!
لكنكم جعلتموه جامدًا كاللوح
سامحكم الباري فهل لي أن أبوح
إنكم سلف تركتكم سلف سفينة نوح
فنصحي لكم أسفًا لكني عليكم لن أنوح!!
سجع كسجع الكهان، نهاية مؤسفة للمتلاعبين بأحكام الدين، فالعجز عن الفهم مع قصور العقل، يورد صاحبه الموارد
ونحن نحمد الله على هدايتنا للكتاب والسُّنَّة، وكتاب الله سيبقى محفوظا، وسنة رسوله ستبقى محفوظة
وقد حاول أسلافك تعطيلها والنيل منها، لكنهم لم يجدوا إلا الثبور.
¥