تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مفهوم الاتباع]

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[04 - 02 - 08, 11:19 ص]ـ

الحمد الله مُبْدِى الكواكب اللوامع، ومنشىء السحائب الهوامع، ومُعْلِى السُّنَّة الشريفة وأربابها فى مجامع الصدور، وصدور المجامع. باعث النبى العربى بالكَلِم الجوامع، والحكم الروائع، ومؤيده بالدلائل القواطع، والبراهين السواطع، فَشَنَّفَ بحديثه المسامع، وسَيَّفَ من عانده فى معارك المعامع، ووعدهم فى المآب بالحميم من الشراب، وألوان العذاب، ولهم من الحديد مقامع.صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه ما أُنْهِلَتْ المنابع، وانهملت عند ذكر حديثه المدامع، وسَلَّمَ تسليماً.

إن الحديث عن الاتباع وأهله أمر ذو شجون، لاسيما في ذلك الزمن، الذي تنكب أهله الطريق وحاربوا فيه أهل الإيمان ووالوا أهل الكفران فضيعت الأمانة ووسد الأمر لغير أهله ونطق الرويبضة وتشابكت الفتن وانتكست القلوب فأضحى الحليم حيران ...

الله أكبر .. تلك زفرات مهموم، وأنات مكلوم، فاللهم اقبضني إليك غير مفرط ولا مفتون

إخوتي .. لعلي أحزنت حين كتبت، وما بذلك أخطأت، فالحزن على سوء الحال نهج الأنبياء وسبيل الأتقياء {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا} (الكهف/6). بيد أنه لا يأس ولا قنوط

يتبع إن شاء الله

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[06 - 02 - 08, 03:00 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد

نستكمل ما بدأناه من الحديث عن مفهوم الاتباع

إن الاتباع اليوم بات عند أكثرهم مشوها فارغا من مضمونه وحقيقته، ممسوخا لا حلاوة فيه ولاطلاوة عليه ولا ثمرة له

الكل يتمسح بالاتباع على ما هو عليه من الهوى والزيغ. والاتباع منهم براء.

لكن ترى .. هل ترك الوحي هؤلاء وهؤلاء يعيثون في مفهوم الاتباع فسادا لا رقيب ولا حسيب؟!

كلا، بل أنزل عليهم ما يفضحهم ويبين زيغهم وحيدتهم عن السبيل، قديما وحديثا

{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (53)

وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ (20) طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ (21)

وساق الآجرّي بسنده عن أبي عبيدة الناجي أنه سمع الحسن يقول: قال قوم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنا لنحب ربنا. فأنزل الله تعالى بذلك قرآنا: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ (31) فجعل اتباع نبيه صلى الله عليه وسلم عَلمًا لحبه، وكذَّب من خَالفه، ثمَّ جعل على كل قول دليلا: مِن عملٍ يُصدّقُه، ومِن عَملٍ يُكذّبُه. وإذا قال قولا حسنا، وعمل عملا حسنا، رفع الله قولَه بعملِه، وإذا قال قولا حسنا، وعمل عملا سيئا، ردَّ الله القولَ على العملِ، وَذلكَ في كتابه تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ}

وللحديث بقية إن شاء الله

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[07 - 02 - 08, 12:25 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

لا يزال الحديث موصلا حول مفهوم الاتباع في محاولة لتجلية حقيقته أمام البصائر والأبصار

إن مفهوم الاتباع السلفيين مفهوم ضيق لا يسع لكل صادرة وواردة، إلا بضوابط وقيود معلومة وواضحة، الاتباع عند السلفيين يعني التقيد بالوحيين بفهم السلف. وهو بيت القصيد في هذه السلسلة.

أما عند أهل الزيغ والهوى فالأمر واسع هلامي لا يكاد يحد بحد. ولا يقيد بنص، لذلك تراهم متخبطين ومتناقضين بل ومتحاربين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير