تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[09 - 02 - 08, 12:20 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. وبعد

نستكمل الحديث حول مفهوم الاتباع. ونقول مستعينين بالله:

سبق أن ذكرنا أن الاتباع عند أهل السنة يختلف مفهوما عن أهل الهوى. كما بينا قبل ذلك أن الله ما ترك الاتباع هكذا ينتحله كل أحد بل بينه وحدده ووضحه { ... الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلاَمَ دِينًا فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (المائدة/3). حتى مات رسول الله صلى الله عليه وسلم تاركا أمته على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعده إلا هالك. {وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام/55). إذن .. فلا حجة لأحد على الله بعد الرسل.

وفيما يلي إن شاء الله نورد أدلة على وجوب الاتباع وذم الابتداع في صورة تأصيلية. ثم نتبع ذلك بصورة عملية توضح الفرق بين تطبيق السلفيين وغيرهم من أهل الهوى، وذلك بدءا بالتوحيد وانتهاء بإماطة الأذى عن الطريق. والله المستعان وعليه التكلان.

عذرا فهذه الكلمات أقرب إلى الخواطر منها على التصنيف، فلربما أترك شيئا من التخريج لضيق الوقت أو شيئا من الترتيب أيضا لكن بصورة لا تؤثر في المادة العلمية إن شاء الله تعالى.

ومهما يكن من أمر فأنا بشر أصيب وأخطئ فإن أصبت فمن الله الرحمن وإن أخطأت فمني ومن الشيطان والله ورسوله منه براء. ومرحبا بتصويبات وآراء إخواني.

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:00 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول وآله وصحابته ومن تبع هداه وبعد

لا يزال الحديث موصولا حول مفهوم الاتباع وحقيقته، وكما وعدتكم سنبدأ بالتأصيل أولا ثم نثني بالتطبيق العملي {وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ} (الأنعام/55). ولا أزعم أني سأستوعب فمن رأى خلال أو نقصا فليبادر رحمه الله بالتذكير والنصح والتتميم

الأصل الأول

وجوب الأخذ بنصوص الوحيين ودلالاتها بإطلاق

هذا الأصل عند السلفيين أصيل، وركن عند المؤمنين ركين، لا محيد عنه ولا عدول. ولا استثناء ولا محاباة، وقد تواتر على ذلك الأدلة وتضافرت الدلالات

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)} واعلم -رحمني الله وإياك-أن طاعة الله ورسوله تتمثل في الأخذ بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم

يقول جل جلاله {وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ (170) ويقول تعالى ((وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)) [النحل:64] ويقول تعالى (( ... وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) [الحشر:7] ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السَّبُعِ وَلَا لُقَطَةُ مُعَاهِدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُ فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُ فَلَهُ أَنْ يُعْقِبَهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُ. [أبو داود]

وهذا الأصل عام لا ينبغي -ولا يجوز-تخصيصه بشيء من الشبه التي يتمسك بها المبتدعة، يقول الله عز وجل {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (الأنعام/162).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير