تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 07:51 م]ـ

أحمد ربي وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

نستكمل الحديث الذي بدأناه. وقد توقف بنا القلم عند صورة من صور رد نصوص القرآن والسنة ودلالاتها، وهي بدعةُ ردِّ الأحاديث الظنية أو الآحاد.

والآن أتوقف بقارئنا الكريم عند صورة آخرى من تلك الصور الخطيرة، إنها آفة تقديم العقل على النقل.

وكما ذكرت قبلُ أنني لا أتوقف عند الشبهة لأفندها أو أرد عليها بقدر ما أتفرغ للتأصيل النقي البعيد عن كدر البدع والمبتدعة، تاركين وراءنا دنس الشبهات إلى مروج القرآن والسنة الفيحاء.

وقبل الولوج إلى صلب الحديث أقدم بين يديه مقالة مهمة:

إن الآفات التي أشير إليها ليست مجرد أفكار وطئها التاريخ بكلكله، أو أنها صارت مبتوتة عن عصرنا وواقعنا. كلا، بل لها من الجذور ما غار في قلب الأمة اليوم بصورة مخيفة.

فإذا نظرت إلى أفكار الخوارج وجدتها قد تناثرت في أفكار الإخوان وجماعة الجهاد والجماعة الإسلامية والتكفير وغيرهم.

وإذا نظرت إلى المرجئة أو الأشعرية وجدتها قد تغلغلت في العامة، بل وأكثر علماء الأزهر.

وإذا نظرت إلى المعتزلة وجدت العلمانيين قد كفوا غيرهم مئونة إحياء أفكارهم.

وغيرهم وغيرهم ...

إذن نحن نعيش أزمة حقيقية، أزمة بدأت مع ظهور فجر الإسلام ولا تزال، ولا أراها تزول إلى قيام الساعة.

لكن ذلك لا يعني الاستسلام إزاءها، بل وجودها وبقاؤها أمر قدري وردها ودفعها أمر شرعي وهذا الأخير هو الذي نخاطب به وعليه نحاسب.

يبدو أن المقدمة قد طالت؛ لذلك أرجئ الحديث إلى اللقاء القادم. إن قدر بقاء ولقاء.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير