تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما

وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل ... تجود وتعفو منة وتكرما

ولولاك لم يغوى بإبليس عابد ... فكيف وقد أغوى صفيك آدما

فإن تعف عني تعف عن متهتك ... ظلوم غشوم لا يزايل مأثما

وإن تنتقم مني فلست بآيس ... ولو دخلت نفسي بجرمي جهنما

قال الذهبي إسناده ثابت عنه [9]، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

وللحديث بقية بإذن الله.

*/ عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم. قسم السنة

13/ 11/1428

[1] مدارج السالكين1/ 312.

[2] شرح قصيدة ابن القيم 2/ 231.

[3] متفق عليه واللفظ لمسلم

[4] الترمذي في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار ح 3540

[5] البخاري في المغازي، باب حديث الإفك 4/ 1521 (3910).

[6] الترمذي في الدعوات، باب في فضل التوبة والاستغفار5/ 547 (3537)، وانظر حكم الشيخ الألباني على الحديث في صحيح الجامع (4338).

[7] مسلم في التوبة، باب قبول التوبة 4/ 2113 (2759)

[8] مسلم في الذكر والدعاء والتوبة، باب استحباب الاستغفار والاستكثار منه 4/ 2076 (2703). انظر الأسماء الحسنى للرضواني 3/ 103

[9] الوافي بالوفيات 1/ 225 تاريخ دمشق 50/ 332 سير أعلام النبلاء 10/ 76


التواب جل جلاله (2)
* بقلم / خالد بن محمد السليم
الحمد لله رب العالمين و الصلاة والسلام على أكرم خلقه أجمعين وبعد:
فمن أعظم آثار هذا الاسم الشريف أن يصبح الإنسان ويمسي معترفا بذنبه مشفقا منه خائفا من ربه تائبا إليه فلا يتناسى ذنبه مهما طال عهده به فالتناسي شأن من لم يعبأ بالذنب ولم يكترث منه (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ) بل يجدد توبته كلما ذكر الذنب ولا يتهاون به وإن صغر فلعل في تعظيم حق الله وإجلاله ما يكفر به خطاياه.
ملحا على مولاه بالتوبة راجيا قبوله لها فلا يكون آخر عهده بالتوبة بُعيد معصيته فلعل قبول التوبة لم يحن بعد , ولربما أخرت توبته ليعلم الله صدقه فيها؛ فهؤلاء الثلاثة الذين لهم من الحسنات والصحبة والجهاد والنصرة وتمام الطواعية لله ورسوله. حين تخلفوا عن غزوة واحدة فقط , ثم اعترفوا بذنبهم وأنابوا إلى ربهم , وبلغ بهم من عظيم الندم؛أن ضاق عليهم كل شيء حتى أنفسهم لم يبق فيها متسع لهم , في حال رهيبة من الحزن , مع صدق الالتجاء إلى الله أن يتجاوز عنهم؛أتراهم تيب عليهم في يومهم أو في أسبوعهم أو في شهرهم؟! إنها خمسين ليلة من التضرع والبكاء وأحدهم لم يزل باكيا منذ يومه ذاك ليس به حراك إلى شيء , وهم في وجلأن ترد توبتهم؛ ليعلم العبد بعد ذلك كله أن توبة الله لا تكون إلا للصادقين وحدهم (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (118) َيا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)) [التوبة]
قال الحسن رضي الله عنه:" يا سبحان الله! والله ما أكلوا مالا حراما ولا أصابوا دما حراما ولا أفسدوا في الأرض غير أنهم أبطأوا عن شيء من الخير والجهاد في سبيل الله وقد - والله - جاهدوا وجاهدوا وجاهدوا فبلغ منهم ما سمعتم فهكذا يبلغ الذنب من المؤمن" [1]
فليست التوبة كلمات تقال ولا مشاعر عابرة بل هي حال تخالط القلب فتجعله في كل أحواله منيبا أوابا أواها عندئذ ينال ما وعده الله للمنيبين (وَأُزْلِفَتْ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35)) [سورة ق]
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير