[العقبة الكؤود في باب الإيمان بالقدر]
ـ[ذات النطاقين]ــــــــ[08 - 02 - 08, 04:38 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد
نحمد الله المتعالي عن كل عيب ونقص.الممتن علينا بالهداية والرشد.من له العظمة والكبرياء أبداً ... وبعد.
كم نشاهد ونسمع الأطفال ممن هم دون سن الرشد أو ربما دون سن العاشرة .. وهم يرددون معنى الإيمان بصوت غض طري .. تتكشف من بين ثناياه تللك الفطر السليمة.والقلوب الطاهرة البريئه.
الإيمان هو (أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر وبالقدر خيرة وشره).
تلك الألسن النواعم تنطق بعقيدتنا الراسخة. ومذهبنا الحق.وديننا القويم.لتكون حربة في نحر كل ضال ومرتد.
إن الإيمان في مجملهُ غذاءٌ روحيٌ ذو طعم عذب المذاق .. والقدر على وجه الخصوص من أشد أبواب الإيمان غضاوةً وحلاوةً.ولكن .. من الفرق الضالة من حاد عن الصواب في هذا الباب لدرجةٍ مفرطة ينكرها العقل والشرع والحس والفطرة معاً!
إبتدائاً: لنعرف القدر لدى السلف.
(هو ماسبق به العلم القديم وجرى به القلم العظيم مما هو كائن ويكون إلى الأبد ,وأنه عز وجل قدر مقادير الخلائق ,ومايكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل ,وعلم تعالى أنها ستقع في أوقات معلومه عنده, وعلى صفات مخصوصة ,فهي تقع حسب ماقدرها وأرادها).
ثانياً: ماهية العقبه الركود.
إن أعظم ريبة وشك قد تدخل بين قلوب الناس, ولاسيما العامة منهم هي خلق أفعال العباد.
لأن مدخلها بسيط.وطريقها سهل سلس.
فالجبرية.يرون بأن الإنسان كالريشة في مهب الريح تصرفه المقادير كيفما شائت. ولا خيار له ولا إرادة وأسندو قولهم الجائر هذا.إلى أن الإنسان مجبر على أفعاله لامخير!
فهم بذالك نسبو الظلم إلى الله عز وجل! وأجازو التكليف بما لايستطاع!
والله تعالى يقول في كتابه الكريم (لايكلف الله نفساً إلا وسعها).
أما المعتزلة.
فهم يرون بأن الإنسان خالق لأفعاله وجميع تصرفاته وذالك تنزيهاً لله عز وجل عن الظلم والإجحاف.لذا قالو بتعدد الخالقين وأن كل إنسان خالق لأفعاله ,ويبنى على هذا أن الله تعالى لايعلم بالفعل إلا بعد وقوعه .. تعالى الله عما يقولون علواً عظيما ..
والصواب بأن الله تعالى خالق لنا ولأفعالنا جميعها بأن خلق لنا القوة والطاقة التي نعمل بها
والعبد إستخدمها بمطلق حريته وبما يراه مناسباً ,وموافقاً لرغباته ونزواته.
فالإنسان فاعل وليس خالق, والخير يأتي من عند الله أما الشر فمن مفعولات خلقه
وهذا كله مصداقاً لقوله تعالى (وهديناه النجدين).
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته