تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ليس لهم علمٌ ولا تقوى ولا رسوخُ قَدَمٍ في مواطنِ الشُّبَه، واتخذوا المناصبَ وطريقَ التعيينِ الإداريِّ دليلاً على العلم وسبيلاً إلى صدّ الناس عن دعوة الحقّ، وصدق رسولُ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إذا يقول: «وَلَكِنْ يُقْبَضُ العِلْمُ بِقَبْضِ العُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» (18 - أخرجه البخاري في «العلم» باب كيف يقبض العلم: (100)، ومسلم في «العلم» باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان: (6796)، والترمذي في «العلم» باب ما جاء في ذهاب العلم: (2652)، وابن ماجه في «المقدمة» باب اجتناب الرأي والقياس: (52)، والدارمي في «سننه»: (243)، وابن حبان في «صحيحه»: (4571)، وأحمد: (6475)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_18')))، وفي مضمون دلالة هذا الحديث يقول عبدُ الله بن مسعودٍ رضي الله عنه: «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ فِيهَا الكَبِيرُ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ قَالُوا: غُيِّرَتِ السُّنَّةُ؟ قِيلَ: مَتَى ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ قَالَ: إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ» (19 - أخرجه الحاكم في «المستدرك»: (8620)، والدارمي في «سننه»: (190)، وابن أبي شيبة في «المصنف»: (32945)، والبيهقي في «شعب الإيمان»: (6951) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه موقوفًا. قال الألباني في «تحريم آلات الطرب»: (16): «وهو موقوف في حكم المرفوع؛ لأنه من أمور الغيب التي لا تُدرك بالرأي ولا سيما وقد وقع كلّ ما فيه من التنبؤات»، وصحّحه في «صحيح الترغيب»: (111). وقد ورد مرفوعا ولكنه لا يصح بلفظ: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تكْثُرُ فِيهِ القُرَّاءُ، وَتقِلُّ الفُقَهَاءُ، وَيُقْبَضُ العِلْمُ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ، قَالُوا وَمَا الهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: القَتْلُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ يَأْتِي بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانٌ يَقْرَأُ القُرْآنَ رِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ، ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ زَمَانٌ يُجَادِلُ المُنَافِقُ وَالكَافِرُ وَالمُشْرِكُ بِاللهِ المُؤْمَنَ بِمِثْلِ مَا يَقُولُ»، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: (1/ 446): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه: ابن لهيعة، وهو ضعيف»، وضعّفه الألباني في «السلسلة الضعيفة»: (8/ 191) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_19'))).

قال الشاعر:

مَتَى يَبْلُغُ البُنْيَانُ يَوْمًا تَمَامَهُ إِذَا كُنْتَ تَبْنِي وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ

فالمفكِّرون وأربابُ الثقافة معدودون من جمهور المسلمين وعوامِّهم، بل هم أشبَهُ بأهل الكلام الذين ليس لهم من العلم إلاّ عباراتٍ وشقائقَ المسائلِ وتفريعَهَا، فيظنُّهم الجاهلُ علماءَ وما هم بعلماء، إذ معرفة شقائقِ المسائل لا تعكس حقيقةَ العلم وليست دليلاً عليه، وقد قال مالك –رحمه الله-: «الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل» (20 - أخرجه ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» باب قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا حسد إلا ... »: (1/ 83) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_20')))، وذكر ابن عبد البر: «إجماع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أنّ أهل الكلام أهلُ بدع وزيغ، ولا يُعَدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء، وإنما العلماء أهل الأثر والفقه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والمَيْزِ والفهم» (21 - جامع بيان العلم وفضله: (2/ 942) (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_21'))).

فهل طرأ على السمع ذكرٌ -في دولة لا تتبنى الإسلام كنظام حكم- أن اعتلى أهل السُّنَّة من السلفيين فيها أعلى المناصب في الرئاسة والوزارات أو سعوا إلى توليها في دولة من الدول الإسلامية؟! كلاَّ، وإنما هي حَكْر على غيرهم منذ زمن بعيد ولا يزالون… واللهُ المستعان.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير