ـ[أبو هاجر المغربي]ــــــــ[22 - 02 - 08, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين
1 - منزلة الصلاة في الاسلام:
للصلاة في الاسلام منزلة لا تعدلها منزلة اي عبادة اخرى فهي عماد الدين الذي لا يقوم الا به قال صلى الله عليه وسلم راس الامر الاسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله
رواه الترمذي وقال حسن صحيح
وهي اول ما اوجبه الله تعالى من العبادات وتولى ايجابها بمخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم بلا واسطة ليلة المعراج.
قال انس فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ليلة اسرى به خمسين ثم نقصت حتى جعلت خمسا ثم نودي يا محمد انه لا يبدل القول لدي وان لك بهذه الخمس خمسين
رواه البخاري
وهي اول ما يحاسب عليه العبد قال صلى الله عليه وسلم
" اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله"
صحيح رواه الطبراني
وهي اخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم امته عند مفارقة الدنيا جعل يقول وهو يلفظ انفاسه الاخيرة " الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم"
صحيح رواه احمد
وهي اخر ما يفقد من الدين فان ضاعت ضاع الدين كله قال صلى الله عليه وسلم
" لتنقضن عرى الاسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها فاولهن نقضا الحكم واخرهن الصلاة "
صحيح رواه احمد
وقد ذكرها الله تعالى من الاشراط الاساسية للهداية والتقوى فقال تعالى:
(الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون)
سورة البقرة الايات 1 - 3
وقد استثنى تبارك وتعالى المحافظين على الصلوات من اصحاب الاخلاق الذميمة فقال:
(ان الانسان خلق هلوعا اذا مسه الشر جزوعا واذا مسه الخير منوعا الا المصلين الذين هم على صلاتهم دائمون
سورة المعارج الايات 21 - 23
وقال وهو يحكي عن اهل النار:
(ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين)
سورة المدثر الايات 42 - 43
2 - دوام التكليف بالصلاة:
وهي فريضة دائمة مطلقة على كل عبد وحر غني وفقير صحيح ومريض مقيم ومسافر رجل وامراة لا تسقط عمن بلغ الحلم في حال من الاحوال حتى امر بها في ساحة القتال وشرعت صلاة الخوف. قال تعالى:
(حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فان خفتم فرجالا او ركبانا فاذا امنتم فاذكروا الله كما علمكم مالم تكونوا تعلمون)
سورة البقرة الايات 238 - 239
ولا تسقط هذه الفريضة عن نبي مرسل فضلا عن صالح او عارف او مجاهد قال تعالى:
(واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) (اليقين اي الموت)
سورة الحجر اية 99
فمن ترك الصلاة واستغنى عنها اعتمادا على وصوله الى الغايات والنتائج التي يعتقد ان الصلاة شرعت لها او بسبب شدة اشتغاله بعمل مثمر يعود على الامة بالفائدة والخير الكثير شأن كثير من العاملين في حقل الاجتماع والسياسة والتعليم وغير ذلك فانهم يستهينون بأمر الصلاة ومواقيتها ويعتذرون بأنهم في شغل شاغل في خدمة الامة وفي جهاد متصل لا يترك لهم وقتا لأداء الصلوات المكررة في اليوم والليلة فهؤلاء قد عرضوا انفسهم للهلاك واعمالهم للحبوط وايمانهم للضياع فقد قال تعالى:
(ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا)
اي مفروضا ووقتا محددا
سورة النساء اية 103
3 - حكم تارك الصلاة:
ترك الصلاة ولمن تركها تكاسلا او تشاغلا عنها فقد قال صلى الله عليه وسلم
" بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"
رواه مسلم
قال صلى الله عليه وسلم
" أمرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فاذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم واموالهم الا بحق الاسلام وحسابهم على الله تعالى"
متفق عليه
4 - الجماعة واهميتها وفضلها:
وقد اوجب الله الصلاة المفروضة المشروعة في الاسلام ووضعها الصحيح قال تعالى:
(واركعوا مع الراكعين)
سورة البقرة اية 43
ولذلك داوم عليها الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه مداومة شديدة حتى كانها جزء من الصلاة ولم يتركها في السلم ولا في الحرب ولا في مرضه الذي مات فيه وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم شديد الانكار على من يتغيب عن الجماعة ولا يشهد الصلاة مع المسلمين فقد قال صلى الله عليه وسلم
" لقد هممت ان آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف الى رجال يتخلفون عن الجماعة فآمر بهم فيحرقون عليهم رحالهم بحزم من الحطب"
متفق عليه
كما ان صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ (الفرد)
اضعافا مضاعفة فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" صلاة الجماعة افضل من صلاة الفذ (الفرد)
بسبع وعشرين درجة "
متفق عليه
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال
" من احب ان يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن (في المساجد) فان الله تعالى شرع لنبيكم سنن الهدى وانهن من سنن الهدى ولو انكم صليتم في رحالكم (بيوتكم) كما يصلي هذا المتخلف لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم وانه كان يؤتى بالرجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم
(يهادى يتكيء)
رواه مسلم
ها أنتم قد رأيتم إخوة الكرام منزلة ومكانة الصلاة في الإسلام.
وقد سبق الحديث: اول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة فان صلحت صلح سائر عمله وان فسدت فسد سائر عمله.
هذا بالنسبة لمن يصلي ويتهاون فيها. وأما الذي لا يصلي فقد مر حكمه كما ذكر سابقا.
ونسأل الله أن يوفقنا ويجعلنا من الذين يحافظون على الصلوات ومن الذين يداومون عليها.
¥