[بيان معنى اسم (الله) جل وعلا]
ـ[عبدالعزيز الداخل]ــــــــ[19 - 02 - 08, 05:28 ص]ـ
اسم (الله) هو الاسم الجامع للأسماء الحسنى، ويعني في لسان العرب، المألوه، أي المعبود المستحق للألوهية، وهي العبادة، كما قال تعالى: (وهو الله في السموات وفي الأرض) أي: المعبود في السماوات والمعبود في الأرض.
والتأله في لسان العرب التعبد.
فمعنى اسم الله: هو الإله الذي تألهه الخلائق محبة وتعظيماً وخضوعاً.
وهو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال؛ فله الأسماء الحسنى والصفات العلى:
- فهو العليم الذي أحاط علماً بجميع خلقه.
- القدير الذي لا يعجزه شيء.
- السميع الذي يسمع كل صوت مهما دق، لا تختلط عليه الأصوات، ولا تختلف عليه اللغات، يعلم منطق كل شيء، ولا يشغله سمع عن سمع.
- والبصير الذي يبصر كل شيء، ولا يحجب بصره شيء، ولا منتهى لبصره جل وعلا.
- وهو المجيد الجامع لصفات المجد والعظمة والكبرياء والعزة.
- وهو الغني الذي له كل شيء، وبيده ملكوت كل شيء، مالك الملك، وبيده خزائن السموات والأرض.
- وهو الواحد القهار، والعزيز الغفار، والقوي الجبار، والكريم الوهاب، والحليم التواب، والرحمن الرحيم.
- وهو العظيم الذي له جميع معاني العظمة؛ عظيم في ذاته، عظيم في مجده، عظيم في قوته وبطشه، عظيم في كرمه وإحسانه ورحمته، عظيم في حلمه ومغفرته.
-وهكذا سائر الأسماء الحسنى والصفات العلى
فهذا هو ربنا جل وعلا وهو الله الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى.
فمعنى اسم (الله) يشتمل على معنيين عظيمين متلازمين:
المعنى الأول: هو الإله الجامع لجميع صفات الكمال والجلال والجمال.
المعنى الثاني: هو المألوه أي المعبود الذي لا يستحق العبادة أحد سواه.
والعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول: المحبة العظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)
قال الشاعر يصف شدة حبه لمحبوبته:
لا تدعني إلا ب (يا عبدها) = فإنه من أشرف أسمائي
وقال إبراهيم الصولي:
وهان علي اللوم في جنب حبها = وقول الأعادي إنه لخليع
أصم إذا نوديت باسمي وإنني = إذا قيل لي يا عبدها لسميع
نعوذ بالله من الخذلان.
فالعابد مُحِبٌّ لمعبوده أشد المحبة؛ يقدِّم محبته على محبة النفس والأهل والولد والمال، لا يهنأ إلا بذكر محبوبه، ولا يأنس إلا بفعل ما يحبه، فذكره في قلبه ولسانه لا يكل ولا يمل من ذكره، بل يأنس بذكره في كل أحيانه، ويجتهد في كسب رضاه ومحبته، حتى لو بلغ الأمر به أن يضحي بنفسه في سبيله.
وهذه المرتبة من المحبة لا يستحقها أحد غير الله عز وجل.
وإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامة على طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبة ورهبة.
وينبغي للمؤمن أن يفقه معنى قول الله تعالى: (والذين آمنوا أشد حباً لله) فوصف الله محبة عباده المؤمنين له بأنها شديدة قوية متينة وهذا يقتضي أنهم لا يقدمون طاعة غير الله على طاعة الله، فمن فعل ذلك فإنما هو لنقص في إيمانه.
ومحبة الله تورث في نفس المؤمن حلاوة وعزة ورفعة لا يجدها غيره أبداً
وذلك أن الله له ما في السموات وما في الأرض، وله الدنيا والآخرة، وقد كتب العزة والرفعة والحياة الطيبة لعباده المؤمنين الذين يحبونه ويتولونه، ويفعلون ما يحبه ويرضاه، وجعلَهَم حِزبَه وأولياءَه وأنصارَه وأتباعَه وعبادَه فأضافهم إليه إضافة تشريف وتكريم تقتضي لطفه بهم ومحبته وتوليه لهم، فالله وليُّ الذين آمنوا، {والله ولي المؤمنين) فهو وليهم الذي يتولى أمورهم ويجيب دعاءهم ويقضي حوائجهم ويفرج كروبهم ويعينهم ويعيذهم ويغيثهم ويغفر لهم ويرحمهم ويحفظهم ويتقبل أعمالهم ويخرجهم من الظلمات إلى النور ويهديهم إليه صراطاً مستقيماً.
ومن كملت محبة الله في قلبه كملت طاعته واستقامته، ومن كملت طاعته لم يعذبه الله أبداً، كما قال تعالى: (وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم) فالمحبة تمنع العذاب.
¥