تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الشيطان على رأس الموتى]

ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[25 - 02 - 08, 04:52 م]ـ

الشيطان على رأس الموتىفيه أحاديث ضعيفة عند القرطبي في تذكرته والسيوطي في شرح الصدور والبدور السافرة .. ولكن يستفاد من الحديث الصحيح الذي دعا فيه رسول الله ? بقوله: أعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبراً وأعوذ بك أن أموت لديغاًً ... الحديث. (رواه أحمد في المسند رقم 8652 عن أبي هريرة وأبي اليسر الأنصاري واسمه كعب بن عمرو ومثله عند أبي داود 1549 والنسائي 5546 وسنده صحيح) وهو بمفهومه يدل على أن الشيطان يتخبط الإنسان عند الموت فيحاول جاهداً أن يصده عن السبيل، وأن يختم له بسوء في ختام عمره .. قال في عون المعبود: (يتخبطني الشيطان عند الموت) هو إبليس أو أحد أعوانه .. وقيل التخبط الإفساد والمراد إفساد العقل والدين، وتخصيصه بقوله (عند الموت) لأن المدار على الخاتمة. وقال القاضي: أي من أن يمسني الشيطان بنزعاته التي تزل الأقدام وتصارع العقول والأوهام. وأصل التخبط أن يضرب البعير الشيء بخف يده فيسقط. قال الخطابي استعاذته عليه السلام من تخبط الشيطان عند الموت هو أن يستولي عليه الشيطان عند مفارقته الدنيا فيضله ويحول بينه وبين التوبة أو يعوقه عن إصلاح شأنه والخروج من مظلمة تكون قبله أو يؤيسه من رحمة الله تعالى أو يكره الموت ويتأسف على حياة الدنيا فلا يرضى بما قضاه الله من الفناء والنقلة إلى دار الآخرة فيختم له بسوء ويلقى الله وهو ساخط عليه. وقد روي أن الشيطان لا يكون في حال أشد على ابن ادم منه في حال الموت يقول لأعوانه دونكم هذا فإنه إن فاتكم اليوم لم تلحقوه بعد اليوم (لم يصح حديث في هذا المعنى وقد ذكره ابن الجوزي في الثبات عند الممات وأشار إلى رفعه) نعوذ بالله من شره ونسأله أن يبارك لنا في ذلك المصرع وأن يختم لنا ولكافة المسلمين بخير .. اهـ من عون المعبودوقال المناوي في فيض القدير: وهذا تعليم للأمة فإن شيطانه (أي شيطان النبي صلى الله عليه وسلم) أسلم (قيل في معناها: أسلم الشيطان وقيل: يسلم النبي من شره) ولا تسلط له ولا لغيره عليه بحال وسائر الأنبياء على هذا المنوال. اهوقال الذهبي في السير: وفي جزء محمد بن عبد الله بن علم الدين سمعناه قال: سمعت عبد الله بن أحمد يقول: لما حضرت أبي الوفاة جلست عنده وبيدي الخرقة لأشد بها لحييه فجعل يغرق ثم يفيق ثم يفتح عينيه ويقول بيده هكذا: لا بعد، لا بعد ثلاث مرات فلما كان في الثالثة قلت يا أبت أي شيء هذا الذي لهجت به في هذا الوقت؟ فقال يا بني ما تدري؟ قلت: لا، قال: إبليس لعنه الله قائم بحذائي وهو عاض على أنامله يقول يا أحمد فتني؟ وأنا أقول: لا بعد حتى أموت. ثم عقب الإمام الذهبي قائلاً: فهذه حكاية غريبة تفرد بها ابن علم فالله أعلم. (انظر سير النبلاء للذهبي 9/ 559 ترجمة رقم 1876 فصل مرض الإمام أحمد، وفي ترجمة ابن علم (محمد بن عبد الله بن عمورية) راوي القصة قال: حكايته- هذه- لا تعد منكرة) فالواجب على المرء أن يجاهد الشيطان ما استطاع اليه سبيلا إذ إنه واجب أمر به الله عزوجل .. فلا يجعل نفسه طائعة للشيطان بل عليه ان يضعف الملعون حتى إذا دنا الأجل واقترب الرحيل قوي ايمان المؤمن وثبت على الايمان عند الممات .. وقد جاء في المسند 2/ 380 قال الإمام أحمد: حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا ابن لهيعة عن موسى بن وردان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضى أحدكم بعيره في السفر. (الحديث ضعفه الأرنؤوط في تعليقه على المسند والهيثمي في المجمع من أجل أن ابن لهيعة سيء الحفظ مع أن رواية قتيبة بن سعيد عن ابن لهيعة صالحة ... ولذلك حسنه الألباني في الصحيحة رقم 3586 فالله أعلم) قال في فيض القدير: (إن المؤمن ينضي شيطانه) أي يهزله ويجعله نضوا أي مهزولا لكثرة إذلاله له وجعله أسيرا تحت قهره وتصرفه ومن أعز سلطان الله أعزه الله وسلطه على عدوه فظهر أن المؤمن لا يزال ينضي شيطانه (كما ينضي أحدكم بعيره في السفر) لأنه إذا عرض لقلبه احترز عنه بمعرفة ربه وإذا اعترض لنفسه وهي شهواته احترز بذكر الله فهو أبدا ينضوه فالبعير يتجشم في سفره أثقال حمولته فيصير نضوا لذلك وشيطان المؤمن يتجشم أثقال غيظه منه لما يراه من الطاعة والوفاء لله فوقف منه بمزجر الكلب في ناحية وأشار بتعبيره (لينضي) دون (يهلك) ونحوه إلى أنه لا يتخلص أحد من شيطانه ما دام حيا فإنه لا يزال يجاهد القلب وينازعه والعبد لا يزال يجاهده مجاهدة لا آخر لها إلى الموت .. لكن المؤمن الكامل يقوي عليه ولا ينقاد له ومع ذلك لا يستغني قط عن الجهاد والمدافعة ما دام الدم يجري في بدنه فإنه ما دام حيا فأبواب الشياطين مفتوحة إلى قلبه لا تنغلق وهي الشهوة والغضب والحدة والطمع وغيرها .. قال رجل للحسن يا أبا سعيد أينام إبليس فتبتسم وقال لو نام لوجدنا راحة .. فلا خلاص للمؤمن منه لكنه بسبيل من دفعه وتضعيف قوته وذلك على قدر قوة إيمانه ومقدار إيقانه .. قال قيس بن الحجاج قال لي شيطان دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن كالعصفور قلت ولم ذا؟ قال أذبتني بكتاب الله. وأهل التقوى لا يتعذر عليهم سد أبواب الشياطين وحفظها بحراسة الأبواب الظاهرة والطرق الخلية التي تفضي إلي المعاصي الظاهرة وإنما يتعثرون في طرقه الغامضة .. اهـ من فيض القدير

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير