تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ألا ترى أنك إذا أشرت الى جهة الشرق والغرب لا يصح أن تقول ثم جهة الشرق، ثم جهة الغرب، بل تقول هذه جهة الشرق، وهذه جهة الغرب، ولو قلت هناك جهة الشرق والغرب لكان ذكر الظرف لغوا وذلك لأن "ثَمَّ" إشارة الى المكان البعيد فلا يشار بها الى قريب والجهة والوجهة مما يحاذيك الى آخرها فجهة الشرق والغرب وجهة القبلة مما يتصل الى حيث ينتهي فكيف يقال فيها "ثَمَّ" اشارة الى البعيد؟ بخلاف الاشارة الى وجه الرب تبارك وتعالى فإنه يشار الى ذاته ولهذا قال غير واحد من السلف فثم الله تحقيقا لان المراد وجهه الذي هو من صفات ذاته والاشارة اليه بأنه "ثَمَّ" كالإشارة اليه بأنه فوق سمواته وعلى العرش وفوق العالم

ومنها أن تفسير القرآن بالقرآن هو أولى التفاسير ما وجد اليه السبيل ولهذا كان يعتمده الصحابة والتابعون والأئمة بعدهم والله تعالى ذكر في القرآن القبلة باسم القبلة والوجهة وذكر وجهه الكريم باسم الوجه المضاف اليه فتفسيره في هذه الآية بنظائره هو المتعين

ومنها أنك إذا تأملت الأحاديث الصحيحة وجدتها مفسرة للآية مشتقة منها:

كقوله صلى الله عليه و سلم "إذا قام أحدكم الى الصلاة فانما يستقبل ربه"

وقوله: "فإن الله يقبل إليه بوجهه عنه"

وقوله: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصقن قبل وجهه" وقوله: "فان الله بينه وبين القبلة"

وقوله: "ان الله يأمركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت" رواه ابن حبان في صحيحه والترمذي

وقال: "ان العبد اذا توضأ فأحسن الوضوء ثم قام الى الصلاة أقبل الله عليه بوجهه فلا ينصرف عنه حتى ينصرف أو يحدث حدث سوء"

وقال جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم: "إذا قام العبد يصلي أقبل الله عليه بوجهه فاذا التفت أعرض الله عنه وقال: يا ابن آدم أنا خير ممن تلتفت اليه فاذا أقبل على صلاته أقبل الله عليه فاذا التفت أعرض الله عنه"

قال ابن تيمية: ومن عدها فى الصفات فقد غلط، كما فعل طائفة قال عيد فهمي:

قد عدها في الصفات الإمام أحمد وابنه الإمام عبد الله بن أحمد والإمام عثمان بن سعيد الدارمي والإمام ابن خزيمة والإمام ابن بطة والإمام اللالكائي والإمام البربهاري والإمام الطبري والإمام ابن عبد البر والإمام ابن القيم والإمام السعدي وغيرهم كثير

فهل كل هؤلاء غلطوا؟

قال ابن تيمية: هكذا قال جمهور السلفقال عيد فهمي:

بل جعلها جمهور السلف من آيات الصفات كما ذكرتُ وإنما قال بما قاله الشيخ رحمه الله جمهور المتكلمين وكتبهم شاهدة بذلك

وإنما يُروى ذلك عن مجاهد ومقاتل وهو من باب التفسير باللازم ولو جعلناه تأويلا للزمنا تأويل أكثر آيات الصفات حيث يرد تفسيرها باللازم عن بعض السلف

وأما ما جاء عن الشافعي فهو وجادة للبيهقي بغير إسناد ومن أنعم النظر في الكلمة المنقولة عنه أيقن أنها ليست من كلامه وهي قوله: "فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} يَعْنِي -وَاَللَّهُ أَعْلَمُ-: فَثَمَّ الْوَجْهُ الَّذِي وَجَّهَكُمْ اللَّهُ إلَيْهِ" فما هذا بأسلوب الشافعي وكتبه شاهدة بذلك ولعلها مدرجة بين ثنايا كلامه ممن روى عن المزني هذه النسخة أو مِن بعض مَن امتلكها فلا حجة فيها

وعلى فرض ثبوتها -وهو بعيد- فالأولى حملها على التفسير باللازم لموافقة جمهور السلف الذين عدوها من آيات الصفات. والله أعلم

ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:16 م]ـ

شيخنا نضال:

ومثلها قوله تعالى: (كل شيء هالك إلا وجهه)،

حيث إن الراجح من التفاسير: كل شيء من الأعمال هالك إلا ما قصد به وجه الله.

لو تأتينا بمصدر كلامك لكان افضل ..... وبوركت

شيخنا عيد فهمى:

قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على راحلته في السفر حيثما توجهت به قال وكان عبد الله بن عمر يصنع ذلك

ولو كانت الايه تفسر بغير بالوجه اى الجهه ... فكيف تفسر فعل النبى عليه الصلاة والسلام ...

وهذا اشكال ... نتمنى من مشايخنا الاجابه عليه ....

بوركتم

ـ[عيد فهمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:05 م]ـ

شيخنا عيد فهمى:

قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي على راحلته في السفر حيثما توجهت به قال وكان عبد الله بن عمر يصنع ذلك

ولو كانت الايه تفسر بغير بالوجه اى الجهه ... فكيف تفسر فعل النبى عليه الصلاة والسلام ...

وهذا اشكال ... نتمنى من مشايخنا الاجابه عليه ....

بوركتمليس هناك إشكال إن شاء الله

فمعنى الآية:

فَأَيْنَمَا تُوَلُّواوُجُوهَكُمْ فِي الصَّلَاةِ فثَمَّ وجهُ اللهِ؛ لَأَنَّ الْمُصَلِّي إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ

وهذا يتفق مع الحديث الذي في الصحيح:

إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا كَانَ فِي الصَّلَاةِ فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ فَلَا يَتَنَخَّمَنَّ أَحَدٌ قِبَلَ وَجْهِهِ فِي الصَّلَاةِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير