تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يوم الخميس، وما أدراك ما يوم الخميس. لولاعمر لهلكت الأمة]

ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[02 - 03 - 08, 10:01 م]ـ

جاءني صابىء صبأ الى الرفض سرا، ووجهه يتهلل بشرا، وقلبه يقطر شرا، ولسانه ينفث مرا، يقول لقد جئتك بما يدين عمر، ويسمه بميسم الكفر، ويثبت لك أن القوم غدر، وكلهم فجر، إذ نسبوا الى النبي المعصوم أنه هجر، فلا يوثق بشيء عنه صدر،وتلك لعمري كبرى الكبر. فتركته ينفض مذرويه ويهدر، ويبدي ما كان يسرولايظهر. حتى إذا فرغ من سبه وثلبه، وملأمن ذلك ذنوب ذنوبه، أقبلت عليه اقبال النهارعلى الليل"فمحونا آية الليل"وصمدت إليه صمد الحق الى الباطل"فإذا هو زاهق "ونظر الى نفسه ـ خلسة ــ فإذا هوهو الأحمق المائق ـ وقدقلت له في جملة ما قلت:

1/ هذا حديث لم ينفرد بنقله مناكيد الروافض،بل نقله الثقات الأثبات من أهل السنة، من الذين يتولون عمر، الكوكب الزهر، وفلتة الدهروفي نقلهم وفهمهم كفاية لمن رشد واستبصر."في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل"وما فهموامنه ـ وهم اهل الفهوم والأحلام ـ هذا الذي فهمته الرافضة الطغام.

2/قلت له:دعني اصور لك المشهد كأنك تراه رأي العين،معتمدا في ذلك على ما صح من الأخبار في مرض موته صلى الله عليه وآله وسلم:فلقد ابتدأه المرض ـ بأبي هو وأمي والناس أجمعين ـ ليلة السبت لاثنتين وعشرين ليلة خلت من صفر، وتمادى به الوجع وهوفي ذلك يتحامل على نفسه ويدور على نسائه،فأشفقن عليه وأذن له أن يمرض في بيت أحب أزواجه اليه، الصديقة بنت الصديق ـ رضي الله عنهاوعن أبيهاوصلى الله على زوجها ونبيها ـ واشتد وجعه وحماه حتى أن الرجل منهم كان لايطيق ان يضع يده على جسده الشريف الطاهر الطيب.

ولما كان يوم الخميس قبل الوفاة بأربعة أيام قال ـ وقد اشتد به الوجع: (هلموا أكتب لكم كتاباً لن تضلوا بعده) ـ وفي البيت رجال فيهم عمر ـ فقال عمر: قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن، حسبكم كتاب الله، فاختلف أهل البيت واختصموا، فمنهم من يقول: قربوا يكتب لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط والاختلاف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قوموا عني).وفي رواية "قالوا ما شأنه أهجر؟ استفهموه"وفي أخرى"قالواان رسول الله يهجر"

والثابت أنه عليه الصلاة والسلام صلى بهم صلاة مغرب ذلك اليوم ثم أراد ان يخرج الى العشاء فأغمي عليه مرارافلما رأى من نفسه الضعف أمر أن يصلي أبو بكر بالناس وحاولت عائشة أن تحول دون ذلك ولكن النبي كان حازما صارمافي أمره ذاك.وانت الآن ايها الرافضي مسوم بخطتي خسف،إما أن تأخذ بألفاظ الحديث كلها أو تردها كلها، أما أن تأخذ منها ما يوافق هواك وتترك منها ما يبطل دعواك فتلك خطة لايوافقك عليها ذو دين ولا سلف لك فيها من العالمين الامن بكتهم رب المشرقين بقوله"أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ "

فإن اخترت الثانية فقد استرحت وأرحت،وإن اخترت الأولى فإنا نقول لك:أين فيها أن عمر ـ رضي الله عنه ـ هو الذي قال كلمة "أهجر"؟ وحقيقة الحال أن النبي عليه السلام أفاق من اغماءته فقال الذي قال ولما رأى الناس ما يلقاه من فيح الحمى قال بعض من سمع مقالته "ماشأنه أهجر؟ "وقال بعضهم "إن رسول الله يهجر"وقال البعض"استفهموه" وقال آخرون"قربوا يكتب لكم رسول الله "فلما رأى عمر اختلافهم ومالحق النبي من مشقة استفهامهم وهو من الحمى لايكاد يبين وعلم ـ وهو المحدث الملهم الذي ضرب الله الحق على لسانه "قال:"ان رسول الله قد غلبه الوجع ـ فكفوا عنه ـ حسبنا كتاب الله " وبالله احلف ثلاثا غير حانث أن لو قدر لذلك الكتاب أن يكتب لاختلفوا فيه فقبلته فرقة وردته أخرى مدعية أن النبي كان يهجر من الحمى ولهووا في باب التأويل والتكذيب كل مهوى، ولكفروا بذلك دون مين.ولكن الله عصمهم بفقه عمر فتأمل هذا فإن فيه لأهل الإفك مزجر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير