محمد بن ناصر الفقيهي في تعليقه على " الإيمان " إلى تفرد علي بن محمد بن نصر
هذا بهذه الزيادة , و إلى ما فيه من اللين , و لكنه قد فاته أنه قد توبع , فقال
أبو عوانة (1/ 139): و حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل و أحمد أخي قالا:
حدثنا إسحاق بن منصور به , إلا أنه قال: " أو أضراسه ". قلت: أحمد أخو أبي
عوانة لم أعرفه , لكن عبد الله بن أحمد بن حنبل ثقة مشهور , و بذلك تبرأ ذمة
ابن نصر من مسؤولية هذه الزيادة , و يتبين أنها محفوظة عن إسحاق بن منصور ,
برواية عبد الله بن أحمد و قرينه عنه , لكن ذلك مما لا يجعل النفس تطمئن لكونها
محفوظة في الحديث , و ذلك لما يأتي: أولا: أن مسلما رواه عن إسحاق بدون
الزيادة كما تقدم. ثانيا: أنه قد خالفه الإمام أحمد و عبيد الله بن سعيد
فروياه عن روح بن عبادة دون الزيادة كما سبق , و اثنان أحفظ من واحد , لاسيما و
أحدهما أحمد , و هو جبل في الحفظ , و بخاصة أن إسحاق قد وافقهما في رواية مسلم
عنه. ثالثا: أننا لو سلمنا أن إسحاق قد حفظها عن روح بن عبادة , و لم تكن
وهما منه عليه , فإن مما لا شك فيه , أن رواية من رواه عن روح بدونها أرجح ,
لموافقتها لرواية الثقتين الأولين أبي عاصم و حجاج بن محمد الخالية من الزيادة
. رابعا: أنني وجدت للحديث طريقا أخرى عن جابر فيها بيان أن هذه الزيادة
موقوفة منسوبة للنبي صلى الله عليه وسلم من فعله , فقد أخرج الآجري في "
الشريعة " (ص 282) من طريق وهب بن منبه عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم في قصة الورود قال: " فيتجلى لهم ربهم عز وجل يضحك ". قال
جابر: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو لهواته. قلت: و
إسناده حسن , و فيه بيان خطأ رواية من روى عن إسحاق رفع بدو اللهوات , و أن
الصواب فيه الوقف يقينا. و الله سبحانه و تعالى أعلم. هذا و للحديث شاهد من
حديث أبي هريرة نحوه مضى تخريجه برقم (756) و لجملة تجليه تعالى ضاحكا شواهد
, منها عن أبي موسى الأشعري تقدم أيضا برقم (755). و قد أخرجها الدارقطني في
" النزول " (48/ 33) من طريق يحيى بن إسحاق أبي زكريا السيلحيني: حدثنا ابن
لهيعة عن أبي الزبير بسنده المتقدم. و يحيى هذا قال الحافظ: (2/ 420): "
هو من قدماء أصحاب ابن لهيعة.
جزاك الله خيرا على هذا النقل
وقد اشرت سابقا لحال الحديث والقصد أن السائل طلب ما ورد في ذلك حتى لو كان ضعيفا.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكر الله للجميع غيرتهم و دفاعهم و حسن إيرادهم
المقصد من السؤال- و حاشا لله أن نصف الله بغير ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم فيما صح عنه - أن أحد الإخوة في درس الشيخ محمد البطيح بجده و كنت حاضراً و كان يغلب على السائل التصوف قال للشيخ أن الله ما دام يتكلم و تقولون بذاك يعني أن له لسان و قام بتأويل قوله تعالى ((بلسان عربي مبين)) و أن المراد بها الله فرد الشيخ عليه أن الأسماء والصفات توقيفية، فلا يوصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم. و بين له تأويل الآية السابقة الذكر ثم عرج الشيخ إلى أن الصوفية في بعض عقائدهم يريدون بذلك أن الله يتكلم مع الولي و يتخاطب معه و بين بطلان هذا فأخذ هذا الأخ يورد الأدلة و يشغب و يصرخ و الشيخ يذكر عدم صحتها و وعد الأخ أن يحضر للشيخ بعض الأدلة و لكن لم يحضر الأخ
فأحببت أن أتبين ما ورد حول هذا الأمر من صحيح و ضعيف حتى أعرف من أين دُخِل على هذا الأخ هداه الله