فقوله: ? تَنزِيلُ الكِتَابِ مِنَ اللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ. إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ. أَلاَ لِلَّهِ الدِّينُ الخَالِصُ ? [الزمر: 1 - 3] وقوله: ? قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَّهُ الدِّينَ. وأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَولَ المُسْلِمِينَ. قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَومٍ عَظِيمٍ. قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِي ? [11 - 14] هذا ونحوه في توحيد الألوهية، فالسورة كلها تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة.
وكذلك غيرها من سور القرآن وآياته متضمنة أنواع التوحيد الثلاثة فلا تكاد تجد سورة من القرآن تخلو من ذكر التوحيد، وبعض السور خالصة في نوع واحد أو أكثر من أنواع التوحيد. وأكثر السور المكية في بيان التوحيد، والدعوة إليه.
وهذا يدل على أهمية التوحيد ومكانته من الدين، وأنه يجب على المسلمين العناية به تعلمًا وتعليمًا وعملاً؛ قال تعالى: ? فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ ولِلْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ ? [محمد: 19] وهذا خطاب لرسول الله: salla: وكل واحد من أمته، أمرهم بالتعلم قبل العمل، تعلم العلم، ولا سيما علم التوحيد؛ لأن العمل إذا لم يؤسس على علم! فإنه لا يكون صحيحًا.
فلا بد أن يتعلم الإنسان أولاً ثم يعمل، ولا يعمل بدون علم.
ولذا قال سبحانه: ? إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وهُمْ يَعْلَمُونَ ? [الزخرف: 86] ? شَهِدَ بِالْحَقِّ ? يعني: نطق بلسانه وقال: لا إله إلا الله، ? وهُمْ يَعْلَمُونَ ? ما يشهدون به من معنى هذه الكلمة ومقتضاها وما تدل عليه، ويعملون بها بعد العلم والمعرفة.
فلا بد من ثلاثة أمور: النطق بلا إله إلا الله وإعلان ذلك ومعرفة معناها، والعمل بمقتضاها ظاهرًا وباطنًا.
فالقرآن إذن كله في التوحيد وأنواعه، وحقوقه ومكملاته، وجزاء من عمل به وجزاء من أعرض عنه، كله يدور على هذه المعاني.
هذا هو التوحيد الذي يجب على المسلمين أن يهتموا به قبل كل شيء؛ حتى يتحقق لهم النصر والعز والتمكين في الأرض، فهذه الأمور لا تتحقق إلا بتحقيق التوحيد الذي خلق الله الخلق من أجله وأمرهم به من أولهم إلى آخرهم.
فكيف يهون من شأن التوحيد؟! فيقال: الناس الآن في مشكلات! المسلمون في ضيق وفي مضايقة من الأعداء!
يجب أن يعلم أن أعظم قضايا المسلمين هو الإتيان بالتوحيد، فتجب العناية به قبل كل شيء، وأن نخلص الناس من الجهل بالتوحيد، ونخلصهم من الشرك، والبدع والخرافات؛ حتى يتحقق لهم النصر كما تحقق لمن كان قبلهم من قرون هذه الأمة الذين حققوا التوحيد قولاً وعلمًا وعملاً، فمكن الله لهم في الأرض، كما في قوله تعالى: ? وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوفِهِمْ أَمْناً ? لكن بشرط: ? يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ? ? ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ? [النور: 55] أي: الخارجون عن طاعة الله عز وجل.
والله المستعان
http://al7ekma.info/vb/showthread.php?p=674#post674 (http://al7ekma.info/vb/showthread.php?p=674#post674)
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[18 - 03 - 09, 05:01 ص]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله .. والله إن هذا لهو من أروع ما قرأت، فجزاك الله خيراً
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 03 - 09, 12:40 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[18 - 03 - 09, 02:28 م]ـ
اجتمعت أنواع التوحيد الثلاثة: الألوهية، والربوبية، والأسماء والصفات في الآية: {رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] (قاله الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -)
ـ[بن عفان]ــــــــ[18 - 03 - 09, 10:37 م]ـ
وفيكم بارك الله، وجزاكم خيراً