تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الأمر الثاني: اختلاف أبى بكر مع فاطمة رضي الله عنهما على الميراث فلا يخفى أن فاطمة طلبت من أبي بكر الصِّديق رضي الله عنه حقها من ميراث أبيها واحتجت عليه أنه إذا مات هو يرثه أبناؤه، فلماذا يمنعها من ميراث أبيها، فأجابها أبو بكر الصدِّيق بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نحن معشر الأنبياء لا نورث، ما تركنا صدقة)، وقد حضر ذلك جماعة من الصحابة فبقيت فاطمة الزهراء مغاضبة لأبي بكر حتى ماتت بعد ستة أشهر بعد وفاة أبيها صلى الله عليه وسلم فهذان حبيبان لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه قال فاطمة بضعة مني يسوءني ما ساءاها أو كما قال عليه الصلاة والسلام وصرح أن أبا بكر أحب الناس إليه، وقال: (ما أحد أمن علي في نفس ولا مال من أبي بكر الصدِّيق) رواه البخاري. وهذه المغاضَبة التي وقعت بين أبى بكر وفاطمة، تسوء النبي صلى الله عليه وسلم، فلو كان يظهر لأحد بعد وفاته لغرض من الأغراض لظهر لأبي بكر الصديق وقال له: إني رجعت عما قلته في حياتي فأعطها حقها من الميراث، أو لظهر لفاطمة وقال لها يا ابنتي لا تغضبي على أبي بكر فإنه لم يفعل إلا ما أمرته به.

تقي الدين الهلالي: ليس عندي من الجواب إلا ما سمعتَ

ابن العربي العلوي: احفظ هذا.

الأمر الثالث: الذي وقع بين طلحة والزبير وعائشة من جهة، وعلي بن أبى طالب من جهة أخرى واشتد النزاع بينهم حتى وقعت حرب الجمل، في البصرة فقتل فيها خلق كثير من الصحابة والتابعين وعقر جمل عائشة فكيف يهون على النبي صلى الله عليه وسلم سفك هذه الدماء ووقوع هذا الشر بين المسلمين بل بين أخص الناس به، وهو يستطيع أن يحقن هذه الدماء بكلمة واحدة وقد أخبر الله سبحانه في آخر سورة التوبة برأفته ورحمته بالمؤمنين وأنه يشق عليه كل ما يصيبهم من العنت وذلك قوله تعالى: ** لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (12)

تقي الدين الهلالي: ليس عندي من الجواب إلا ما سمعت وظهوره وكلامه للشيخ التجاني فضل من الله، والله يؤتي فضله من يشاء.

ابن العربي العلوي: احفظ هذا وفكِّر فيه.

الأمر الرابع: خلاف علي مع الخوارج، وقد سفكت فيه دماء كثيرة، ولو ظهر النبي صلى الله عليه وسلم لرئيس الخوارج وأمره بطاعة أمامه لحقنت تلك الدماء،

تقي الدين الهلالي: الجواب هو ما سمعت.

ابن العربي العلوي: احفظ هذا وفكر فيه، فإني أرجو أنك بعد التفكير ترجع إلى الحق ...

والأمر الخامس: النزاع الذي وقع بين علي ومعاوية، وقد قُتل في الحرب التي وقعت بينهما خلق كثير، منهم عمار بن ياسر، فكيف يترك النبي صلى الله عليه وسلم الظهور لأفضل الناس بعده وفي ظهوره هذه المصالح المهمة من جمع كلمة المسلمين وإصلاح ذات بينهم وحقن دمائهم، وهو خير المصلحين العاملين بقوله تعالى: {وَأَصْلِحُوا ** ذَاتَ بَيْنِكُمْ} وقوله تعالى: {** إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ} ثم يظهر للشيخ التجاني في آخر الزمان لغرض غير مهم وهو في نفسه غير معقول لأنه مضاد لنصوص الكتاب والسنة.

قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي: فلم يجد عندي جوابا غير ما تقدم ولكني لم أُسلِّم له بن العربي العلوي: فكِّر في هذه الأدلة وسنتباحث في المجلس الآخر.

وقد تم بعد هذا المجلس عقد سبعة مجالس كل منها كان يستمر من بعد صلاة المغرب إلى ما بعد صلاة العشاء بكثير قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي: وحينئذ أيقنت أنني كنت على ضلال، ولكن أردت أن أزداد يقينا فقلت له: من معك من العلماء هنا في المغرب على هذه العقيدة؟ وهي أن كل مسألة في العقائد أو في الفروع يجب أن نعرضها مع قصر باعنا وقلة اطلاعنا على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ظهر لنا أنه موافق لهما قبلناه وما ظهر لنا أنه مخالف رددناه محمد بن العربي العلوي: يوافقني على هذا أكبر مُقدِّم للطريقة التجانية في المغرب كله وهو الشيخ الفاطمي الشرادي و بعد هذه المناظرة ذهب الشيخ تقي الدين الهلالي إلى الشيخ الفاطمي فعرض عليه ما قال له الشيخ محمد بن العربي العلوي فأقره على ذالك وأثبت صواب ما قال الشيخ العلوي وأنه هو الحق الذي لا شك فيه ,وأن هذه الطرق الصوفية لا فائدة فيها

ــــــــــــــــــــــــــــ

كتاب الهدية الهادية للفرقة التجانية للشيخ محمد تقي الدين الهلالي.

و جعلته على شكل حوار حتى تتضح المحاضرة أكثر.

رحم الله الشيخين رحمة واسعة و رزقنا الثباث على هدي نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و الحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو أويس البيضاوي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 12:56 ص]ـ

رحمةالله العلامة فخر المغرب الشيخ تقي الدين الهلالي (الحق واضحًا أبلج وبدا الباطل ضعيف الحجة لجلجًا)، وارجو من الله ان يتبتني واياكم على الحق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير