تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

7 - معنى الآية: اختلفت أقوال أهل العلم و عباراتهم فيها و استشكل بعضهم العموم الوارد فيها و هو في قوله: الجن و الإنس " فهي عامة في جميع الثقلين فهل التعليل الوارد فيها هو تعليل عقلي بحيث يلازم فيه االمعلول العلة أم يراد به التعليل الشرعي الذي لا يلازم فيه المعلول العلة؟ حصل نزاع مبناه على تفسير هذه اللامو هذا يجري على أصل عقدي عند أهل السنة و هو إثبات التعليل في أفعال الرب جل و علا.

8 - قيل في معنى الآية: " و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون " إذا جعلنا العبادة هنا لازمة بأن كل إنس لابد أن يعبد و كل جن لا بد أن يعبد فلا بدّ من تقدير و هو: و ما خلقت الجن و الإنس ممن علم الله عز و جل بسابق علمه أنه يعبده إلا ليعبدون فحينئذ يخرج الكافر و من لم يكن مكلفا من كونه قد خلق و وجد على الأرض و لم يعبد الله عز وجل فيستقيم بهذا الحمل المعنى و إلا كان بدون هذا التقدير مخالفا للآية في الظاهر فيكون ثمة تعارض في الذهن قال بعض المفسرين: هو خاص فيمن سبق في علم الله أنه يعبده فجاء بلفظ العموم و معناه الخصوص فهو عام أريد به خصوص من حقق العبودية فيكون المعنى: و ما خلقت أهل السعادة من الجن و الإنس إلا لتحقيق العبودية و قد قال الله جل و علا: " و لقد ذرأنا لجهنّم كثيرا من الجن و الإنس " و الذي خلق لجهنم لم يخلق قطعا للعبادة فلا تعارض حينئذ فالكافر من الجن و الإنس لم يدخل في النص أصلا.

9 - قرأ ابن مسعود رضي الله عنه: " و ما خلقت الجن و الإنس من المؤمنين " و هي تدلّ على هذا المعنى الآنف الذكر.

10 - و قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " و ما خلقت الجن و الإنس " إلا لآمرهم أن يعبدوني فأبقى النص على عمومه و من صحح هذا القول من أهل العلم جنح إلى أدلة أخرى منها قوله تعالى: " و ما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون " و الكفار كما هو متقرر في الأصول: مأمورون بالإجماع بأصول الشريعة و هذا القول لعلي رضي الله عنه رجّحه شيخ الإسلام ابن تيمية و الزجّاج و هو من أئمة اللغة رحمهما الله تعالى.

11 - و قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: إلا ليقرّوا بالعبودية طوعا و كرها و رجّح هذا القول ابن جرير رحمه الله تعالى.

12 - و عن مجاهد رحمه الله: إلا ليعرفوني و عنه: إلا لآمرهم و أنهاهم و عن زيد بن أسلم: هو ما جبلوا عليه من الشقوة و السعادة و عن الكلبي: إلا ليوحّدون و الكافر موحد و المؤمن موحد إلا أن المؤمن موحد في الرخاء و الشدّة و الكافر موحّد في الشدة دون الرخاء و هذا القول لا يخلو من نظر [لدلالة الأدلة على خلافه] و قال عكرمة: إلا ليعبدون و يطيعون فأثيب العابد و أعاقب الجاحد أي: ليذلّوا و يخضعوا و يعبدوا. فهذه أقوال على جهة التفصيل في معنى الآية.

13 - الصحيح قول علي رضي الله عنه قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: و يدل على هذا قوله

تعالى: " أيحسب الإنسان أن يترك سدى " قال الشافعي رحمه الله: لا يؤمر و لا ينهى.

14 - و الظاهر من اللام أنها شرعية فالمراد بالتعليل هنا العلة الشرعية و شيخ الإسلام رحمه الله تعالى ردّ على من جعل اللام عقلية في الآية.

15 - قدّم الله تعالى الجن على الإنس لأنهم أول من خلق.

16 - المجدّد رحمه الله تعالى فسّر العبادة بما لا تتم إلا به و هو التوحيد.

17 - ذكر الطبري رحمه الله تعالى عن ابن عباس في قوله: " إياك نعبد " إياك نوحّد و نخاف و نرجو يا ربنا لا غيرك.

و الله أعلم.

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ

طريقتي معاشر الإخوان هي أني أفرغ الشريط ثم أنضد الفوائد على شكل نقاط فيمكن اعتبار هذه الطريقة كمذكرات لكل درس يستطيع طالب العلم أن يحفظها لأن العلم بالحفظ كما لا يخفى.

و بعد فالعلم إذا لم ينضبط 0000 بالحفظ لم ينفع و من مارى غلط

ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 06:39 م]ـ

بارك الله فيك ....... إلى الأمام

ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 07:56 م]ـ

السلام عليكم

أخي جزاكم الله خيراً

وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان ينفعنا

بما نتعلم

وأن يحفظ الشيخ أحمد عمر الحازمي

ويبارك فيك أخي محمد الحنبلي

والسلام

ـ[أبي عبدالله المكي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:48 ص]ـ

جزاك الله خير

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير