تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ملامح الفرقة الناجية الطائفة المنصورة]

ـ[ابو البراء]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:33 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[ملامح الفرقة الناجية الطائفة المنصورة]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي الأمين، ثم أما بعد: إن الطائفة المنصورة هم زبدة أهل السنة والجماعة اعتقادا وقولا وعلما وعملا وخلقا وهديا ودعوة وجهادا، فاعتقادهم أسلم ومنهجهم أقوم، وعلمهم أحكم، وفقههم أفهم، وإنهم صفوة الله من خلقه بعد الرسل والأنبياء، فهم أنصار الله ورسوله، وهم أتباع النبيين، هم أولياء الله الأخيار، دعوتهم الصلاح والإصلاح بالتوحيد والسنة ومنهج النبوة، هم أهل الحق والطاعة، ويبذلون النصيحة لكل مسلم مهما كانت منزلته بالضوابط الشرعية والقواعد السنية، والطائفة المنصورة هم في الحقيقة ملح البلاد لا يحلو العيش بدونهم لأنهم أهل الله تعالى وخاصته، أينما يحلون أو يرتحلون ينزل عليهم الخير وتحيط بهم وطلبتهم البركة، وتصحبهم السلامة، وتظلهم العافية، فهم العاملون بالكتاب والسنة فهم الأبرار حقا والأطهار صدقا، بهم تستنصر الأمة على الأعداء لأنهم أهل التوحيد والمعتقد الصحيح، وهم المقدمون في صلاة الاستسقاء عند القحط والبلاء، لأنهم أهل استقامة وتقوى، ودعاءهم مستجاب (كما قدم عمر العباس رضي الله عنهما)، فهم أعلم الناس بأسماء الله وصفاته وذاته وأفعاله وأقواله، وهم زينة المجالس، كلامهم يسطع منه نور العلم لأنه مقتبس من مشكاة النبوة، مازال الناس بخير ما صاحبوهم وكانوا معهم، وتعلموا منهم، وعرفوا منزلتهم ومكانتهم، وأخذوا عنهم في العلم والعمل والهدي والسمت، والطائفة المنصورة هم المستمسكون بالشرع القويم والقائمون بالحق المبين، فحجج الهدى منبعهم، والعلم النافع والعمل الصالح طريقهم، والدعوة إلى الله وحده سبيلهم، وتحكيم شرعه وإقامة أمره ونهيه سجيتهم، والأخذ بأيدي الخلق إلى الجنة هدفهم، و رضا الله مبتغاهم، يقولون الحق بالبرهان، ولا يخافون في الله لومة لائم، ويجاهدون الأعداء المحاربين للدين والملة، ويستبسلون في مواطن البلاء بعد علمهم أن الفتن ستنجلي، ولا يثبت في الختام إلا الحق، و ما سوى ذلك يذهب جفاء وهباء منثورا، فشجاعة الطائفة المنصورة لا يضاهيها مثيل في التضحية على الدين بالغالي والنفيس، فالنبي صلى الله عليه وسلم قدوتهم، والسنة منهجهم، والصحابة رضي الله عنهم أئمتهم، فهم سيوف الله المسلولة على الكفار والمنافقين والأعداء المحاربين، وهم أبطال الإسلام في مواطن النزال، ومقارعة الشجعان والأقران، فإصلاح الفساد وإزالة الظلم والعناد والعدوان بالحكمة سبيلهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعارهم، هم أسدُ الله المدافعون عن الملة بالعلم والعمل، و هم الحامون للبِيضة والديار الإسلامية، وهم الناصرون للمؤمنين المستضعفين المقهورين في الأرض بالدعاء والنصرة، هم بأكناف بيت المقدس وما حوله وغيرها من الديار، وأهل هم بأس الله الذي لا يرد عن القوم المجرمين (كما عقبة بن نافع رضي الله عنه: هم المجاهدون في سبيل الله)، فإذا نزلوا إلى ساحة الوغى ترى ما لا يخطر على بال من إقدام في غير إحجام ولا إدبار، هم في الصف الأول في كل محنة، فالعمل في سبيل الله قرة أعينهم والشهادة في سبيل الله بالنسبة لهم فضل وشرف منه سبحانه وخاتمة حسنة يتكرم بها الله جل جلاله عليهم بعد طول عمر في التمكين لدين الله بالعلم والعمل، فهم الفاتحون في كل زمان وعصر و دهر، وقد جعل الله ثناء الناس عليهم علامة الرضا والقبول في حياتهم قبل مماتهم، يموتون ويبقى ذكرهم كما قيل: " تمضي الرجال ويبقى الأثر"، لأن الله خلّد أعمالهم التي لا يمكن أن تنسى لكثرة حسناتهم، فمواقفهم النبيلة، وإصلاحاتهم الرفيعة و معاملاتهم الحميدة، وخصالهم الكريمة، فسرائرهم أصفى وأطهر وخير من علانيتهم، وحبهم للخير عظيم، لهم سهم في كل خير وعمل، وهم السابقون السبّاقون إلى كل خير، وهم المتنافسون من غير حقد على كل بر وتقوى وفلاح، فهم منارات العلم، ومنابر الهدى، منهم يقتبس نمط الحياة، هم أعلم الخلق بالنبي صلى الله عليه وسلم وسنته وهديه، فهم القوم لا يشقى جليسهم، سيمات الصلاح على وجوههم النيرة كالمصابيح في الظُلم ظاهرة، مثلهم في الأمة كالأعمدة الرواسي، والجبال الشامخات الثابتة، لا يقطع برأي دونهم، بهم يثبت كل بناء، ويستنير كل تائه، ويهتدي كل ضال، هم أولوا البصائر والألباب والرشاد والسداد، لا يقدمون على عمل حتى يعلموا حكم الشرع فيه، فاجتهادهم في القضايا أقرب إلى الحق من غيرهم، أقوالهم حميدة وأفعالهم حسنة وأخلاقهم مقبولة، ولا يداهنون أحدا في دين الله تعالى ولو كان ذا مال وسلطان، يقولون للمحق أصبت ولو كان عدوا، ويقولون للمبطل أخطئت و لو كان قريبا صديقا حميما، و لقد وعد الله الطائفة المنصورة بالنصر و الظفر على اليهود والنصارى والمجوس والمشركين كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم أهل الله وحزبه المنصور الفالح الغالب حتى لو اجتمع عليها العدو من داخل بلاد الإسلام وخارجها من بين أقطار الدنيا، فالأيام عندهم دول بين الناس، وللحق والباطل صولة، والعاقبة للأتقى والبقاء للأصلح، وأهل الحق والأثر يدركون تماما هذه السنن الربانية فيتعاملون معها وفق الشرع المبين، والحكمة العاقلة، فهم في الحقيقة أهل النفس العميق بفضل الله، لا تجزعهم الأحداث والقوة بالنسبة لهم لا تجعل الباطل حقا ولا الحق باطلا، فالباطل باطل عندهم ولو أشرقت الشمس الزور بين طرفي جبين مدعيه والحق حق بالنسبة لهم ولو وضع السيف على عنق أحدهم فعلماءهم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة لا يقرون باطلا وإن جُعل أحدهم في غياهب السجون و ظلمتها تحت القمع والتعذيب فالسيرة مملوءة بقصص هؤلاء الأبطال، لا يضرهم انقلاب الناس عليهم لأنهم يعلمون إن العامة تدور مع القوة والمصلحة أينما كانت ومن كان صاحبها، أما الفرقة الناجية الطائفة المنصورة فهم لا يدورون إلا مع الحق الأبلج المبين [يتبع] ...

و كتبه

الشيخ عبد الفتاح زراوي

http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1587

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير