- وأما كلام الشيطان على لسان المصروع فهذا من مخاريق العزامين (1) ولا يجوز إلا في عقول ضعفاء العجائز، ونحن نسمع المصروع يحرك لسانه بالكلام، فكيف صار لسانه لسان الشيطان عن هذا لتخليط ما شئت. وإنما يلقي الشيطان في النفس يوسوس فيها، كما قال الله تعالى {يوسوس في صدور الناس} (الناس: 5) وكما قال تعالى {إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته} (الحج: 52) فهذا هو فعل الشيطان فقط، وأما أن يتكلم على لسان أحد فحمق عتيق وجنون ظاهر، فنعوذ بالله من الخذلان والتصديق بالخرافات.
رسائل ابن حزم الأندلسي 3/ 228 الشاملة
ومنه يتضح ضعف الحديث الدارج على بعض السنة الناس في هذا الموضوع:
فثع ثعة وخرج من جوفه مثل الجرو الأسود فسعى
قال الإمام أحمد بن حنبل:
حدثنا عبد اللَّهِ حدثني أبي ثنا عَفَّانُ ثنا حَمَّادٌ عن فَرْقَدٍ السبخي عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عَنِ بن عَبَّاسٍ ان امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ ان ابني هذا بِهِ جُنُونٌ وانه يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِناَ وَعَشَائِنَا فَيُفْسِدُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً قال عثمان فَسَأَلْتُ:أَعْرَابِيًّا فقال بَعْضُهُ على أَثَرِ بَعْضٍ وَخَرَجَ من جَوْفِهِ مثله الْجَرْوِ الأَسْوَدِ وسعى ـ مسند أحمد بن حنبل 1/ 254
قال الدارمي: أخبرنا الْحَجَّاجُ بن مِنْهَالٍ ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ عن فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيُخَبَّثُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً وَخَرَجَ من جَوْفِهِ مِثْلُ الْجِرْوِ الْأَسْوَدِ فَسَعَى ـ سنن الدارمي 1/ 24
قال ابن ابي شيبة: حدثنا أبو بكر قال حدثنا الحسن بن موسى قال حدثنا حماد بن سلمة عن فرقد السبخي عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن ابني هذا به جنون وإنه يأخذه عند عشائنا وغدائنا فيخبث قال فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من جوفه مثل الجرو الأسود ـ مصنف ابن أبي شيبة 5/ 47
قال الطبراني: حدثنا عَلِيُّ بن عبد الْعَزِيزِ ثنا حَجَّاجُ بن الْمِنْهَالِ ثنا حَمَّادُ بن سَلَمَةَ عن فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عَنِ بن عباس أن امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيَخْبُثُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً فَخَرَجَ من جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الأَسْوَدِ فَشُفِيَ ـ المعجم الكبير 12/ 57
عن ابن عباس أن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله إن به لمما وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثع ثعة فخرج من فيه مثل الجرو الأسود فشفي وفي رواية فثع أي فسعل رواه أحمد والطبراني وفيه فرقد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما ـ مجمع الزوائد 9/ 2
5923 وعن ابن عباس قال إن امرأة جاءت بابن لها إلى رسول الله فقالت يا رسول الله إن ابني به جنون وإنه ليأخذه أي الجنون عند غدائنا وعشائنا أي عند حضورهما أو وقت استعمالهما وقال شارح أي صباحنا ومساءنا فمسح رسول الله صدره أي صدر الولد ودعا فثع بالمثلثة والعين المشددة أي قاء ثعة أي فيئة واحدة ففي النهاية الثع القيء والثعة المرة الواحدة وخرج من جوفه مثل الجرو بكسر الجيم وسكون الراء أي ولد الكلب الأسود صفة للجرو وقوله يسعى حال أي يمشي ذلك الجرو ويسرع ـ مرقاة المفاتيح 11/ 68
حديث ضعيف فيه فرقد السبخي وهذه اقوال أئمة الجرح والتعديل فيه:
قال سليمان بن حرب عن حماد بن زيد سألت أيوب عنه فقال ليس بشيء وفي رواية لم يكن صاحب حديث
قال بن المديني عن يحيى القطان ما يعجبني التحديث عنه
وقال أبو طالب عن أحمد رجل صالح ليس بقوي في الحديث لم يكن صاحب حديث
وقال الجوزجاني عن أحمد يروي عن مرة منكرات
وقال بن أبي خيثمة عن بن معين لي بذاك
وقال عثمان الدارمي عن بن معين ثقة
وقال البخاري في حديثه مناكير
وقال الترمذي تكلم فيه يحيى بن سعيد وروى عنه الناس
وقال النسائي ليس بثقة
وقال يعقوب بن شيبة رجل صالح ضعيف الحديث
وقال أبو حاتم ليس بقوي في الحديث وكان حائكا
وقال بن عدي كان يعد من صالح أهل البصرة وليس هو كثير الحديث
وقال بن سعد مات بالطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة
قلت بقية كلام سعد وكان ضعيفا منكر الحديث
وقال العجلي بصري لا بأس به رجل صالح
وقال عبد الله بن أحمد سألت أبي عنه فحرك يده كأنه لم يرضه
وقال الساجي كان يحيى بن سعيد يكره الحديث عنه
وقال بن المديني لم يكن بثقة
وقال بن معين ليس به بأس
وقال أحمد ليس هو بقوي قال الساجي وقد اختلف فيه وليس بحجة في الأحكام والسنن
وقال بن شاهين قال أحمد ليس بثقة
وقال الحاكم أبو أحمد منكر الحديث
وقال بن حبان كانت فيه غفلة ورداءة حفظ فكان يرفع المراسيل وهو لا يعلم ويسند الموقوف من حيث لا يفهم فبطل الاحتجاج به ـ تهذيب التهذيب 8/ 236