تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ومن (الكويت) .. جاء التحذير والرد على (الكوثري)]

ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[08 - 04 - 08, 02:20 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ضج علماء وفضلاء العالم الإسلامي من رأس الجهمية في هذا العصر (الكوثري)؛ بسبب عدائه للسنة وأهلها، وأكاذيبه وافتراءاته عليهم، فأبدى كثيرون رأيهم فيه، وهو ما أقوم بنقل ما أظن أن كثيرين لم يطلعوا عليه، بين حين وآخر؛ ليُعلم أن التحذير منه ومن مسلكه قد جاء من ديار متفرقة في العالم الإسلامي، وليس مقصورًا على بلد منها.

وهذه المرة جاء النقد للكوثري من (الكويت)، على يد شيخها عبدالعزيز الرشيد – رحمه الله –، حيث قال في مجلته " الكويت " (ص 824 - 828):

ذيول طبقات الحفاظ للذهبي

ورد إلى إدارة "الكويت" ثلاث ذيول لطبقات الحافظ للحافظ الذهبي مهداة من بعض الأفاضل إليها (الأول) ذيل تذكرة الحفاظ لتلميذه الحافظ أبي المحاسن الحسيني الدمشقي المتوفى 765هـ و (الثاني) لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحافظ للحافظ أبي الفضل محمد بن محمد بن فهد المكي المتوفى 871 و (الثالث) ذيل طبقات الحفاظ للذهبي لجلال الدين السيوطي المتوفى 911.

وقد جمعت هذه الذيول الثلاثة في مجلد واحد وعليها كثير من التعليقات لمحمد زاهد الكوثري، وهي حواش دس فيها السم بالدسم، وابتعد عن الحقيقة في غالبها بعد المشرق عن المغرب، تعليقات جعل همه الوحيد فيها الطعن البذيء بعلماء السلف الصالح عامة وبالحنابلة خاصة، ولاسيما شيخ الإسلام ابن تيمية وتلامذته المحققين، فتراه لا يترك فرصة تمر به إلا وينتهزها في الحط من كرامتهم وتوهين أمرهم وتنفير الناس منهم، ولكن هيهات أن ينال منهم ما يتمناه أو يدرك ما يبتغيه.

وقد يغتفر لزاهد كل هذا الإغراق في التعصب لو كان استناده على حقائق راهنة فيما ينسبه إليهم لا مطعن فيها، ولكن العجب أن يحاول إثبات مثالب لهم بما هو في الحقيقة من مناقبهم، ويحاول أن يبرز لهم سيئات لا وجود لها إلا في مخيلته الفارغة، ويهون كل هذا أمام محاولته الخبيثة في إلصاق العيوب الفاضحة ببعض أكابر الصحابة رضي الله عنهم، وغمزهم في دينهم؛ كعبدالله بن عباس رضي الله عنه حبر هذه الأمة وترجمان القرآن.

وإني إزاء هذه الفواقر القاحمة منه أكاد أجزم بأنه قنبلة الحادية أرسلها دعاة الإلحاد بعد أن علموا أن القضاء على قواعد الدين المحكمة لا يمكن إلا على أيدي أهله المتلبسين ممن انتسب إليه ظاهراً وقد اضمر له السوء؛ أمثال الكوثري، لا على أيدي متجدديهم الطائشين الذين نبذوا الدين جهاراً، فلم تخف حقائقهم حتى على الغر البليد، أكاد أجزم بهذا بلا تردد؛ لأن تهوين الطعن على أكابر الصحابة رضي الله عنهم والتشهير بأعلام الأمة المجددين بعدهم بمثل لهجة الكوثري الجافة لا يفهم منه حتى الجاهل إلا هذا، مهما أراد أن يحسن الظن به وينتحل له عذراً يبرر به تهجمه، زيادة على أن أثر هذا الطعن عند أعداء الإسلام أعظم من كل أثر، وفائدته لهم إذا صح أن يؤخذ حجة عليه أكبر من كل فائدة، ولا أحسب هذا الغر يجهل أن المبشرين قديماً عمدوا إلى هدم السنة النبوية التي هي قسيمة القرآن بالطعن في رواتها من الصحابة أمثال أبي هريرة وعبدالله بن عمر وغيرهما في اعتراض خبيث، وفق الله إلى أجابتهم عليه مجدد هذا العصر الأستاذ الكبير السيد محمد رشيد رضا صاحب المنار الغراء؛ فألقمهم بتحقيقه فيه حجر السكوت، وبيض وجه الحق وأهله.

يقول الكوثري في تعريفه البارد بابن عباس رضي الله عنه وبشيخ الإسلام ابن تيمية تعليقاً على قول ابن فهد في ترجمة المنصفي الحنبلي أنه حصلت عليه محنة بسبب ما أفتى به في مسألة الطلاق ما يأتي ص 186 (من أن إرسال الطلقات الثلاث بلفظ واحد طلقة واحدة حشد ابن تيمية حول تأييد هذه الفتوى ما هو نموذج لتمويهه بما لا ينخدع به إلا ضعفاء النظر، وليس عنده لدى النقد ما يكون شبه دليل على مدعاه، وكاد وقوع الطلاق الثلاث أن يكون من مواطن الإجماع بين الصحابة حتى عند ابن عباس على ما ثبت بطرق عنه. وأما ما يرويه مسلم عنه فيما انفرد به عن البخاري من أن الثلاث كانت واحدة ففيه أولاً أن لفظه محتمل، وعند الاحتمال يسقط الاستدلال. وثانياً أن ظاهره المفروض خلاف رواية جماعة من الإثبات عنه، فيكون من الشاذ المردود على تقرير تسليم أن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير