أن الاسم إذا أطلق عليه جاز أن يشتق منه المصدر والفعل فيخبر به عنه فعلا ومصدرا ونحو السميع البصير القدير يطلق عليه منه السمع والبصر والقدرة ويخبر عنه بالأفعال من ذلك نحو قد سمع الله المجادلة 1 وقدرنا فنعم القادرون المرسلات 23 هذا إن كان الفعل متعديا فإن كان لازما لم يخبر عنه به نحو الحي بل يطلق عليه الاسم والمصدر دون الفعل فلا يقال حي.
وقال أيضاً:
فإن الفعل أوسع من الاسم ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل كأراد وشاء وأحدث ولم يسم بالمريد و الشائي والمحدث كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق أفعالها على نفسه فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء وقد أخطأ أقبح خطأ من اشتق له من كل فعل اسما وبلغ بأسمائه زيادة على الألف فسماه الماكر والمخادع والفاتن والكائد ونحو ذلك وكذلك باب الإخبار عنه بالاسم أوسع من تسميته به فإنه يخبر عنه بأنه شيء وموجود ومذكور ومعلوم ومراد ولا يسمى بذلك فأما الواجد فلم تجيء تسميته به إلا في حديث تعداد الأسماء الحسنى والصحيح أنه ليس من كلام النبي ومعناه صحيح فإنه ذو الوجد والغنى فهو أولى بأن يسمى به من الموجود ومن الموجد أما الموجود فإنه منقسم إلى كامل وناقص وخير وشر وما كان مسماه منقسما لم يدخل اسمه في الأسماء الحسنى كالشيء والمعلوم ولذلك لم يسم بالمريد ولا بالمتكلم وإن كان له الإرادة والكلام لانقسام مسمى المريد والمتكلم وأما الموجد فقد سمي نفسه بأكمل أنواعه وهو الخالق البارئ المصور فالموجد كالمحدث والفاعل والصانع وهذا من دقيق فقه الأسماء الحسنى فتأمله وبالله التوفيق. إ هـ
نفهم مما سبق
ان ما يطلق على الله تعالى خبرا يقسم إلى ما يلي:
1/ ما يجوز الإخبار به فقط. مثل القديم والموجود
2/ ما يجوز الإخبار به والوصف. مثل الاستواء والنزول
3/ ما يجوز الإخبار به والوصف والتسمية. مثل السميع والبصير
4/ ما لا يجوز الإخبار به وما يكون كذلك لا يجوز الصف به والتسمية به إذ هي تابعة له. مثل الخيانة
وليس هناك خبر يسمى الله به ولا يوصف إذ أن أسماء الله في ذاتها أوصاف والوصف أحد دلالاتها فلا تنفك عنه أبدا، فالوصفية ملازمة للتسمية تنتفي بانتفائها دون العكس فتوجد الوصفية دون الاسمية.
قال ابن القيم " ما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا ".
ويقول العلامة ابن باز رحمه الله عزوجل (21):
قوله (قديم بلا ابتداء) هذا اللفظ لم يرد في أسماء الله الحسنى كما نبه الشارح رحمه الله وغيره، وإنما ذكره كثير من علماء الكلام ليثبتوا به وجوده قبل كل شيء وأسماء الله توقيفية لا يجوز إثبات شيء منها إلا بالنص من الكتاب العزيز أو السنة الصحيحة، ولا يجوز إثبات شيء منها بالرأي كما نص على ذلك أئمة السلف الصالح، ولفظ القديم لا يدل على المعنى الذي أراده أصحاب الكلام، لأنه يقصد به في اللغة العربية المتقدم على غيره وإن كان مسبوقا بالعدم كما في قوله سبحانه) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) (يّس:39) وإنما يدل على المعنى الحق بالزيادة التي ذكرها المؤلف وهو قوله (قديم بلا ابتداء) ولكن لا ينبغي عده في أسماء الله الحسنى، لعدم ثبوته من جهة النقل ويغني عنه اسمه سبحانه الأول كما قال عز وجل:) هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ) (الحديد: من الآية3) الآية والله ولي التوفيق.
وكذا قال العلامة الألباني رحمه الله عزوجل:
في نفس الموضع فى التعليق على الطحاوية:
اعلم أنه ليس من أسماء الله تعالى: (القديم) وإنما هو من استعمال المتكلمين فإن القديم في لغة العرب التي نزل بها القرآن - هو المتقدم على غيره فيقال: هذا قديم للعتيق وهذا جديد للحديث ولم يستعملوا هذا الاسم إلا في المتقدم على غيره لا فيما لم يسبقه عدم كما قال تعالى: (حتى عاد كالعرجون القديم) [يس: 39] والعرجون القديم: الذي يبقى إلى حين وجود العرجون الثاني فإذا وجد الجديد قيل للأول قديم وإن كان مسبوقا بغيره كما حققه شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى " (1/ 245) والشارح في " شرحه " لكن أفاد الشيخ ابن مانع هنا فيما نقله عن ابن القيم في " البدائع " أنه يجوز وصفه سبحانه بالقدم بمعنى أنه يخبر عنه بذلك وباب الأخبار أوسع من باب الصفات التوقيفية. ا. هـ
ـ[أبو عمر العمري]ــــــــ[21 - 04 - 08, 10:30 م]ـ
جزاكم الله خيرا و أحسن الله إليكم
ـ[أم حنان]ــــــــ[14 - 05 - 08, 11:37 ص]ـ
قال الشيخ ناصر العقل -حفظه الله- في شرح لمعة الاعتقاد مايلي:
الأمر الأول: أن كلام الله -عز وجل- أزلي النوع، ما معنى أزلي النوع؟ أي أن الله موصوف بالكلام حتى قبل أن توجد المخلوقات التي كلمها، كما أن الله -عز وجل- موصوف بأنه خالق قبل وجود الخلق، ظاهر؟ الله -عز وجل- يوصف بأنه خالق حتى قبل أن يخلق المخلوقات، فهذه صفة أزلية، كذلك الله -عز وجل- متكلم بمعنى قادر على الكلام؛ لأن الكلام صفة كمال؛ ولذلك هناك سؤال فطري، أي أكمل وأعظم وأجل؟ الذي يتكلم أو الذي لا يتكلم؟ المتكلم أكمل، لكن كلام الله ليس ككلام المخلوقين، فإذن ما دام صفة كمال عقلاً وفطرة، فإذن الله -عز وجل- كلامه أزلي النوع يعني أن الله موصوف بصفة الكمال من الأصل، وأنه متكلم بكلام قديم، يقصد بالقديم: الأزلي، يعني الأول الذي ليس قبله شيء، طبعًا عبارة قديم عبارة اضطرارية، وإلا نحن لا نصف شيء من صفات الله بأنه قديم؛ لأن القديم أحيانًا يفهم منه البالي المتهالك، لا هذا معنى آخر، إنما المقصود بالقديم الأزلي الذي ليس قبله شيء لا بداية له، إذن كلام الله قديم، إذن كلام الله أزلي النوع، لكنه آحاد المفردات يعني بمعنى حادث الآحاد، يعني أن الله -عز وجل- حينما كان موصوفًا بالكلام فإنه -عز وجل- متى شاء تكلم، وهذا أيضًا من الكمال، ولا يصبح غير متكلم.