تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[بين المؤيدي وابن تيمية (الحلقة الرابعة)]

ـ[أبو خولة اليماني]ــــــــ[13 - 04 - 08, 06:05 م]ـ

http://www.edharalhaq.com/vb/showthread.php?p=1941&posted=1#post1941

الكاتب / ابن الوزير

[بين المؤيدي وابن تيمية (الحلقة الرابعة)]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على سيدّنا محمد وآله وصحبه وبعد ..

فقد كنت ختمتُ حلقاتي الموسومة بـ (بين المؤيدي وابن تيمية) في الحلقة الثالثة منها، ثم رأيتُ كلاماً للسيد مجد الدين المؤيدي يتعلق بشيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضعٍ من كتبه، رجّحتُ أهميةَ الوقوف معه في حلقاتٍ أخرى، فكانت هذه الحلقة هي الرابعة من تلك السلسلة، وسيتبعها غيرُها بإذن المولى تعالى.

وهذه الحلقة ردٌّ لغلوِّ السيد في الردّ، وإجحافه في النقد، وفحشه في التغليظ على المخالف في مسألةٍ جزئيّةٍ فرعيّة.

وسوف أوردُ نصَّ كلام السيد على ابن تيمية كالعادة، ثم أعقِّب عليه.

يقول السيد مجد الدين المؤيدي في كتابه الموسوم بـ "مجمع الفوائد" صـ299ـ 300 الطبعة الأولى دار الحكمة:

" في آية الولاية: قال ابن تيمية في الجزء الثاني من منهاجه (ص 74) في سياق جحده لنزول آيات في أمير المؤمنين عليه السلام آية: ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) ما لفظه: وصيغة الجمع لا يراد بها اثنان فقط لاتفاق الناس، بل إما الثلاثة فصاعداً، وإما الاثنان فصاعداً، أما إرادة الاثنين فقط فخلاف الإجماع .. انتهى المراد.

وأقول: إن الكذب والتكذيب للصدق من هذا الشيخ لا ينحصران، لكن أريد أن أوضح لك هنا أنه كذاب بالنص القرآني، فقد أطلق الله صيغة الجمع وأراد الاثنين فقط قال تعالى: ((إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا)) فأطلق صيغة الجمع وهي قلوب على قلبين قطعاً، والآية نازلة في حفصة وعائشة بلا ريب، فهذا نص قرآني صريح في تكذيبه بلا احتمال، وما هذا من غيره فقد صار الكذب الصريح والتكذيب للصحيح لهجة له يجازف بها بلا عدد ولاحساب ولامكيال ولاميزان، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت، وما حكم علماء عصره بتكفيره وزندقته وسجن حتى مات إلا لشأن ... ". انتهى كلامه

.

قلت: فتأمل أيها القارئ الكريم في ردّ السيد وغلظته واتهامه لابن تيمية بالكذب، وادّعاء أن القرآنَ يكذّب قولَه، ثم تأمل فيما سنورده من الكلام لتحكم بإنصافٍ وتجرّد، والظن أنك ستصل إلى ما وصلنا إليه من سابق قولنا أنّ السيد غلا في الردّ، وأفحش في النقد، بلا مبررٍ ولا موجب .. والله المستعان.

فأقول وبالله التوفيق:

أولاً: ينبغي أن تعلم أن السيد وهم في نسبته كلام ابن تيمية إلى الكلام عن آية الولاية التي ذكرها (إنما وليكم الله ... )، والصواب أن كلام ابن تيمية إنما كان عن قوله تعالى: (واركعوا مع الراكعين) حيث زعم ابنُ مطهر الحلي أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأجاب ابن تيمية عن ذلك بعدة أجوبة منها: عدمُ صحة الأثر، ومنها: نكارة متنه، وبيّن أن ذلك من جهة أنّ لفظ (الراكعين) جمعٌ، بينما الأثر يجعلهما اثنين فقط (النبي وعلي) وصيغة الجمع لا يراد بها الاثنين، وحكى الإجماع على ذلك ... وبإمكان القارئ الرجوع إلى النص الذي أشار إليه السيد للتأكّد من هذا الوهم.

ثانياً: مسألة صيغة الجمع هل يراد بها الاثنين أم لا؟ من مسائل اللغة الفرعية، مجال البحث فيها التخطئةُ والتعقيبُ والاستدراكُ لا التكذيب والتصديق، وإلا فيلزم السيد لزوماً لا انفكاك له عنه أن يحكمَ على كلِّ القائلين بقول ابن تيمية بنفس الحكم الذي حكم به عليه، وهو الكذب، وتكذيب القرآن لهم، فيدخل في ذلك أئمةُ العترة، وجمهورُ الزيدية، ومعظم الأصوليين، حيث أنّ هؤلاء قالوا بأنّ أقل الجمع ثلاثة كما قاله ابن تيمية سواء. وسأدلل على ذلك من كلام الزيدية أنفسهم.

يقول صارم الدين الوزير في كتاب الفصول اللؤلؤية (189):

واختُلف في أقل الجمع، فعند (أئمتنا، والجمهور، وبعض السلف): أنه ثلاثة. وعند (أبي العباس، وثعلب، والباقلاني، وبعض السلف، والفقهاء): أنه اثنان، وهو أحد قولي (المؤيد بالله). انتهى.

و يقول الإمام المهدي في منهاج الوصول (317):

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير