تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

إن كل أمة تأخرت، وعن إدراك ما فيه خيرها وصلاحها عجزت، تجدها لا يقر لها قرار، ولا تهدأ لها أفكار، بل هي آناء الليل وأطراف النهار، تتطلب ضالتها المنشودة، وجوهرتها المفقودة، إلى أن تصل إلى غايتها المطلوبة، ومسألتها المرغوبة، فإن وصلت إلى مناها، ونجحت في مسعاها، كان كل من ساعدها في سبيلها صديقا حميما. وإن شط به المزار، ومن تعرض لها [فهو] بعكس ذلك وإن عد في الجوار.

وإن غايتك المطلوبة، ومسألتك المرغوبة، أيها المسلم، هي أن تعرف ما أمرك به دينك وما نهاك عنه، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالعلم، والعلم لا تجده إلا عند العلماء الذين هم ورثة الأنبياء، ورثوا العلم، من أخذه أخذ بحظ وافر.

العلم ميراث النبي كذا أتى في النص والعلماء ورّاثه

ما خلّف المختار غير حديثه فينا فذاك متاعه و أثاثه

فخذوا عنهم العلم وكونوا خير آخذ، وعضوا على ما أخذتموه عنهم بالنواجذ، واعلموا أن العلم هو وسيلة لكل خير يطلب، ومغنطيسً لكل ما فيه مرغب، فعلموه أولادكم، وفلذة أكبادكم، فإنكم عنهم يوم القيامة مسؤولون، وعن إهمالهم مناقشون و من نوقش الحساب عذب.

ولا تقل أيها الفقير: " إني فقير"، إذ لا عذر لك في هذا التقصير، فإنا نراك تبذّر فيما لا يعنيك الشيء الكثير، الذي يكفيك في ضرورياتك وتعليم أبنائك، ونراك تؤثر الملاهي في المقاهي، وتركت فلاحة أرضك التي تصون بها ماء وجهك، وتذب بها عن عرضك، وأصبحت تشتغل بما لا يعنيك وعن طاعة ربك معرض، وإذا دعيت لأن تقرض ربك أقل شيء تأخرت ولم تقرض.

ويا أيها الغني، وأنت في الحقيقة مسكين، طالما دُعيت للتصدق فما تصدقت، وطالما دعيت لأن تقرض ربك فما أقرضت، وأكلت أموال الفقراء والمساكين، وكم طردت أجيرا ولم تعطه عرق الجبين، وإذا دُعيت إلى ما فيه صلاحك ونجاحك تصاممت عن قبول الحق، واسترضيت المخلوق وأغضبت رب الخلق، فهلاّ صالحت مولاك بشيء من دنياك، ونظرت في القرآن، ما أعد الله لأهل الإحسان، في دار الرضا والرضوان، وهلاّ قدمت من مالك، ما تجده هنالك، وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا.

واعلموا [أيها المسلمون]: أن الاقتصاد أحسن شيء تمسّك به أهل الصلاح والسداد: وإنه خير معين على دفع عبء الدين، وأسهل وسيلة للغنى، لو كان به يعتنى، وقد أرشدنا إلى ذلك من لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى بقوله: ((ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار، ولا عال من اقتصد)).

فعليكم بالاقتصاد، تبلغوا غاية المراد، وإياكم والتبذير، فإن ضرره خطير، وصاحبه بالفقر جدير، وقد نهى الله عنه، وجعل صاحبه من إخوان الشياطين، في قوله وهو أصدق القائلين: ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين، ومما يحسن إنشاده في باب الاقتصاد، قول من أجاد وأفاد، إذ يقول:

ولما رأيت الدهر أنحت صروفه علي و أودت بالذخائر و العقد

حذفت فضول العيش حتى رددته إلى القوت خوفا أن أجيء إلى أحد

و قلت لنفسي أبشري و توكلي على قاسم الأرزاق والواحد الصمد

فإلا تكن عندي دراهم جمّة فعندي بحمد الله ما شئت من جلد

ألا إن لكل شيء أسبابا، وطرقا وأبوابا، منها لا من غيرها الوصول، ولا ينبغي عنها العدول، وإن الطريق الذي يوصل إلى كل شيء هو العلم، فاتخذوه سبيلا، واعتنوا بنشره وتعليمه، وتلقينه وتفهيمه، حتى تغوص في القلوب بشاشته، وتستولي على المشاعر حلاوته، فعند ذلك تؤتي شجرة العلم أكلها في كل وقت وحين، وعليكم بالمسالمة، والإعراض عن كل من يريد مشاغبة، فما خاب امرؤ جعل العلم دليلا، والمسالمة ظلا ومقيلا، إلا أن تهان كرامته، وتداس مسالمته، فعند ذلك لا يحسن الصبر، إذ لا صبر على الوقوف على الجمر، بل أهون من ذلك الاضطجاع في القبر.

ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:25 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الله تعالى أعلم بصحة الكلام أعلاه، وإن كنت أشك كثيرًا في كل ما يقوله عبد الباسط هذا!! فهو يقول الكثير جدًا من التخريفات والخرافات!

مثل زعمه مثلاً أنه يعرف سرعة الروح! ويزعم أنها تبلغ -على ما أذكر- 50 ألف مرة سرعة الضوء! ولا أدري كيف قاسها!

وكذلك حضرت له بعض المجالس، فوجدته مغرمًا بالأحاديث الموضوعة والخرافات المصنوعة!

أسأل الله أن يهديه ويصلح حاله ..

نعم يا أخي يجب التحذير من هذا الرجل بشدة

بل إنني أشك بأن هذا الرجل له علاقة بالسحر و الشعوذة

ـ[أبو تميم المصري]ــــــــ[27 - 03 - 07, 01:38 م]ـ

نعم وسوف تاتى آيات فى القرآن الكريم يوم القيامة بكرا فلا عجب من ذلك الاكتشاف ولكن العجب كله من التقصير نحوكتاب الله رغمما به من كنوز (مافرطنا فى الكتاب من شيء)

بل العجب أن يصبح كتاب الله حقلا للتجارب .. لكل من هب ودب .. بلا ضوابط وبدون الرجوع إلى أهله.

ـ[أسامة عباس]ــــــــ[27 - 03 - 07, 11:03 م]ـ

نعم وسوف تاتى آيات فى القرآن الكريم يوم القيامة بكرا فلا عجب من ذلك الاكتشاف ولكن العجب كله من التقصير نحوكتاب الله رغمما به من كنوز (مافرطنا فى الكتاب من شيء)

ما المراد بالكتاب في هذه الآية بارك الله فيك؟

{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ}

يُرجى مراجعة كتب التفسير للوقوف على ذلك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير