تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 08, 04:12 م]ـ

الحمد لله وحده ...

أحببت أن أؤكد على بعض الأمور، أكثرها مجرد تلخيص لما سبق في الموضوع ..

أولا: أن كل من قرأ أصل الموضوع لم يفهم ما يقوله الأخ عيد مؤخّرًا، وأنا أحدهم، فالجميع فهم أم الأخ عيد يستنكر على شيخ الإسلام الموافقة في اللفظ والمعنى، لا اللفظ فقط كما يقول الأخ عيد مؤخّرًا.

ولو قُدّر أن يكون هذا عيبًا، فلا شك أنه من الكاتب لا من القارئ، فلا يمكن أن يجتمع القراء على فهم شيء لم يرده الكاتب إلا ويكون ذلك عيبه.

ثانيًا: أن صياغة الأخ عيد للموضوع أولا لا تساعده على المعنى الذي يوضّحه في مشاركاته التالية، بل هي واضحة قاطعة فيما فهمه الإخوة، من أنه يغلّط معنى كلام شيخ الإسلام لا لمجرد لفظه.

فالأخ عيد يقول بعد أن ساق كلام شيخ الإسلام وتلميذه:

قلت: وهذا القول مشهور في كتب الفلاسفة، وهو خلاف مقتضى العقل وخلاف ما عليه جمهور أهل السنة وعقلاء المتكلمين؛ فإنهم لا يجعلون العلة الغائية علة فاعلية؛ لأن ذلك يستلزم إما التسلسل في العلل وإما الدَّور وكلاهما ممتنع عقلا، ولكنهم يقولون: إن السابق في الذهن هو تصور العلة وإرادتها وليس ذاتها.

وقد خالف شيخ الإسلام رحمه الله قوله السابق وردَّه، بل ونسبه إلى الفلاسفة ـ كما ذكرتُ ـ في درء تعارض العقل مع النقل (5/ 231) فقال:

"وجمهور العقلاء يقولون: السابق هو تصور العلة الغائية وإرادتها. وأما ابن سينا ونحوه من الفلاسفة فيقولون: بل نفس العلة هي السابقة في الذهن ويقولون: العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية. وجمهور العقلاء لا يجعلونها علة فاعلية بل يقولون: تصور الفاعل لها وإرادته لها به صار فاعلا فلولا تصور الغاية والإرادة لها لما كان فاعلا."

وكأنَّ هذا ما انتهى إليه قوله في هذه المسألة والله أعلم، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.

وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل

وإذا قيل (قال العالم قولا ثم رجع عنه بقول آخر) = لم يكن ذلك مصروفا إلا إلى لفظ ومعنى مراد لا إلى لفظ فقط، وهو ما نبه عليه الأخ أبو فهر.

كذلك لا يقال إن شيخ الإسلام خالف ما عليه جمهور أهل السنة إلا إن كان الكلام حول معنى الكلام لا لفظه، فإن اللفظ متفق على احتماله الصواب إن خلا من القرينة توضح مقصود القائل.

فكيف ولفظ شيخ الإسلام واضح في مراده؟

(تنبيه: شيخ الإسلام قال بما يتفق عليه العقلاء، ولو أنه قال بقول ابن سينا فقد خالف كل العقلاء سوى شذاذ الفلاسفة، لا جمهور أهل السنة فقط).

كذلك ختم الأخ عيد موضوعه بقوله: (وبذلك يُعلم خطأ مَن تصوّر أن الإلوهية تعتبر علة فاعلية للربوبية، وهو ما انتشر على ألسنة الكثير بغير تحرير).

ومع كون نفي هذه العبارة فيه ما فيه، لكن المقصود أنها تؤكّد أن الأخ عيد يتكلم على المعاني لا على مجرد الألفاظ.

ثالثًا: إذا قال قال: (ذات العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية).

أو قال قائل: (ذات الغاية توجد قبل فعل الغاية).

أو قال القائل: (عين العلة الغائية فاعلة للعلة الفاعلية).

فإذا تأمل العاقل في هذه الألفاظ فإنه يقطع بأن قائلها خالف مقتضى العقل الصريح ..

وأن هذا القول مناقض لبداهة المعقول ولا يحتاج في رده إلا حكايته للصبيان ..

فهذا هو قول هذه الطائفة المخبولة من الفلاسفة ولكن يضاف إليه أنهم يقولون إن هذه الذات التي وُجدت أولاً (علة فاعلية) للعلة الفاعلية التي هي مؤثرة في وجود نفس الغاية!

أي أن وجود هذه الذات شرط في الفعل أو عدم وجودها مانع من الفعل.

وهذا مناقض لصريح العقل كما سبق، وظنّي أنه قد حصل الاتفاق على كون هذا باطلا بداهة بيننا وبين الأخ عيد.

والذي أريد أن أقوله الآن: أن العاقل إذا قال: (العلة الغائية علة فاعلية للعلة الفاعلية) لا يمكن لعاقلٍ أن يفهم أنه يريد بهذا ذات العلة الغائية ..

ويستفاد من ذلك أنه يستحيل أن يقول بهذا الخبل عاقل بدعوى أنه (جرى على المشهور من غير تحرير) ثم يرجع عن ذلك بعد أن يتبين له أنه خالف مقتضى العقل!

فكيف بفحل من فحول العقلاء وأهل السنة والجماعة؟! هذا والله من أعجب العجب.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير