تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما بالنسبة لاستشكال صاحب الموضوع وفقه الله، فليس لمثلي اضافة يضيفها بعد أن تكلم المشايخ الفضلاء، ولكن خطر لي تساؤل أحببت أن أوجهه الى صاحب الموضوع: لماذا يا أخي الكريم قست حكم الذبح على حكم الحلف؟ انه لم يأتك الاشكال الا من هذه الجهة!

المشكلة أننا أحيانا نكثر على أنفسنا من تتبع القواعد والتقعيدات العامة والقواعد الأصولية الكبرى والتي يخرج بها بعض العلماء وطلبة العلم من استقراء الأحكام والنصوص، فاذا بنا نقع أحيانا ومن حيث لا نشعر، في الاقران بين أمرين قد لا يقترنان، أو الجمع بين مسألتين لا تجتمعان، أو لم يرد النص بالقران بينهما أو جمعهما في بابة واحدة .. وأنا أقول ما الضير في أن يكون في مسألة من المسائل الحكم عام مجمل، وفي مسألة أخرى، قد يجمعها بالأولى شيء من التشابه أو التوافق في بعض الوجوه، تجد الحكم المتفق عليه والمستنبط من جمع النصوص وكلام الفقهاء فيه تفصيل أو نظر أو قيد أو نحو ذلك؟ لا ضير في ذلك ولا عجب، ولكن نحن نميل الى التجريد والى التقعيد، ونود لو كان بين أيدينا قاعدة واحدة نحكم بها على كل شيء ..

لماذا لا يكون الجواب الكافي ها هنا لهذا الموضوع أن نقول، هذه مسألة لها بسطها وأحكامها وتلك لها أحكامها، ولا وجه - بالضرورة - للمساواة أو القياس بينهما؟

لماذا يكون هناك عجب ان قلنا أن الحكم في الحلف هو كذا بينما الحكم في الذبح هو كذا بخلافه، وانتهى الأمر عند ذلك؟ أنا لا أقول - وحتى لا أرمى بالظاهرية - بمنع الاستنباط واستخراج العلل الجامعة وبحث أوجه القياس وما الى ذلك، ولكن الأمر جاء هنا معروضا في صورة اشكال يراد الجواب عنه! وأنا لا أرى سببا للاستشكال أصلا، فهذه مسألة وتلك أخرى وكوننا قد لا نرى الرابط الذي نبني به قاعدة موحدة تجمع المسألتين، فهذا لا يؤخذ منه ما يستشكل به على الحكم المستبنط من النص، والله أعلم.

وفقكم الله وبارك فيكم.

بارك الله فيك أخي الكريم إضافة جميلة، و أحب أن أقول إنه - كما لايخفى- مدارك الناس و طرائقهم في التفكير، و استيعابهم للمسائل و القضايا يختلف من شخص إلى آخر، فقد يستشكل المرء أمراً لا إشكال فيه، و الله المولى.

اسمح لي أن أطلب منك طلباً أخي الحبيب - إن رأيت ذلك مناسباً و هو متاح لمن أراد - لو قلت لك: أعد صياغة الحوار أعلاه بحيث لا يبقى إشكال لدى السائل شريطة أن تبقى أسئلة السائل كما هي من دون تغيير. فما تقول؟.

ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:04 ص]ـ

جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد و المشاركات.

محاولة لإزالة الإشكال. إذا علمنا تعريفا من تعريفات الشرك الأصغر و هو

" ما ورد في النصوص تسميته شركاً و لم يصل إلى حد الشرك الأكبر "

فيقال: إن الذابح لغير الله لا يمكن أن يتصور أنه يذبح لغير الله إلا لأنه يرى أن ذلك (الغير) يستحق هذا الذبح فيكون قد صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله، و لا يُتصور أن يكون ذلك إلا بتعظيم؛ لأنه فعل، و الفعل لا بد له من إرادة و عزم، فالذبح - كما قال أخي أبو عبيدة - متضمن و لا بد للتعظيم فلم يبق هناك احتمال لأن يكون شركا أصغر.

أما الحلف فهو مجرد قول يحتمل أن يُضم إليه التعظيم، و يحتمل عدمه، فإن تضمن تعظيما كتعظيم الله صار شركاُ أكبر، و إلا كان أصغر.

هذا كله على التسليم بأن الحلف عبادة، و التسليم بصحة الحديث " فقد كفر أو أشرك "

أما إن قيل بأن الحلف ليس بعبادة فيقال: إنه

إما أن يكون محرما (أو مكروها) إن خلا من تعظيم كتعظيم الله

و إلا كان أكبر.

و الله المستعان

ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:08 ص]ـ

بقي الإشكال في النذر لغير الله (المعذرة أخي الحائلي):)

ـ[سامي السلمي]ــــــــ[27 - 04 - 08, 02:27 ص]ـ

أخي الحبيب أبا عبيدة - نفع الله بك - أوافقك في النقطة الثانية، و لا أوافقك في الأولى، و أشكر لك مشاركتك آجرك الله.

أبو عبيدة الجزائري

الذبح لغير الله هو الذبح بنية التقرب أو ما والاه لصنم أو ضريح أو حجر أو جن أو غير ذلك سواءا تلفظ بذلك أم لا.

جميل هذا التعريف فليتك أخي الحبيب تفيدنا بمرجعه حتى تتم الفائدة

و الحلف بغير الله هو التلفظ بصيغة حلف المقسوم به غير الله كقوله "وسيدي فلان"، "و حياة الشيخ"، "و رأس فلان" و غير ذلك سواءا نوى تعظيم المقسوم به أم لا.

و كذلك هذا التعريف أيضاً

و بيان ذلك أنه لو ذبح إنسان بهيمة لم يمكنا الحكم على ذبحه لا لغة و لا شرعا أ هو لله أو لغير الله حتى نعلم نيته.

لو جاء إنسان إلى قبر و ذبح هذه البهيمة فهل يخفى أنه ذبح للقبر؟ و يحتاج ذلك إلى الاطلاع على نيته؟ فما الذي جعله يأتي إلى القبر و يذبح؟ فهلا ذهب إلى أي مكان آخر؟

فإذا الذبح لغير الله شرك أكبر لتضمنه نية التقرب لغير الله فلا تفصيل. و الحلف بغير الله لا بد فيه من تفصيل لعدم تضمنه نية التعظيم لغير الله في كل الحالات، فإن كان الحالف معظما في حلفه لغير الله ألحق الحلف بغير الله هنا بالذبح لغير الله في كونه شركا أكبرا و إلا كان شركا أصغرا باعتباره جملة درجت على لسانه.

أحسنت أخي الحبيب في هذه و جزاك الله صالحةً أفدتنيها غفر الله لك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير