تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأخرج الناس إلى الاستسقاء فخرج وخرج معه العباس بن عبد المطلب ماشيا، فخطب وأوجز وصلى ثم جثى لركبتيه وقال: اللهم إياك نعبد وإياك نستعين، اللهم اغفر لنا وارحمنا وارض عنا.

ثم انصرف فما بلغوا المنازل راجعين حتى خاضوا الغدران."

وفي رواية أخرى بعدها:

"ثم روى سيف عن مبشر بن الفضيل، عن جبير بن صخر، عن عاصم بن عمر بن الخطاب: أن رجلا من مزينة عام الرمادة سأله أهله أن يذبح لهم شاة فقال: ليس فيهن شئ.

فألحوا عليه فذبح شاة فإذا عظامها حمر فقال يا محمداه.

فلما أمسى أرى في المنام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: " أبشر بالحياة، إيت عمر فأقره مني السلام وقل له إن عهدي بك وفي العهد شديد العقد، فالكيس الكيس يا عمر "، فجاء حتى أتى باب عمر فقال لغلامه استأذن لرسول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأتى عمر فأخبره ففزع، ثم صعد عمر المنبر فقال للناس: أنشدكم الله الذي هداكم

للاسلام هل رأيتم مني شيئا تكرهونه؟ فقالوا: اللهم لا، وعم ذاك؟ فأخبرهم بقول المزني - وهو بلال بن الحارث - ففطنوا ولم يفطن.

فقالوا: إنما استبطأك في الاستسقاء فاستسق بنا. ... " ا. هـ.

(ملاحظة: الروايتان قد تكونان ضعيفتين، ولكن المقصود هو أنها توضح معناها وتبين ما فهمه ابن كثير رحمه الله من رواية مالك الدار التي رواها بعد هاتين الروايتين وهو نفس فهم الحافظ ابن حجر رحمه الله)

3.علاء الدين علي المتقيالهندي البرهان فوري (976 هـ) في كتابه (كنز العمال):

ذكرها في باب (صلاة الإستسقاء)، وهو فعل عمر رضي الله عنه عندما توسل بدعاء العباس رضي الله عنه. فيدل على نفس التفسير السابق.

روايات فيها زيادة:

توجد روايات فيها زيادة، إذا صحت فإنها تؤكد صحة فهم العلماء السابقين لهذه الرواية.

- الإمام ابن عبد البر رحمه الله في كتابه (الإستيعاب في معرفة الأصحاب) في ترجمة عمر رضي الله عنه:

عن مالك الدار قال: أصاب الناس قحط في زمن عمر فجاءرجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله استسق لأمتك فإنهم قدهلكوا. قال: فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، وقال: ” إيت عمرفمره أن يستسقي للناس، فإنهمسيسقون، وقل له: عليك الكيس الكيس ”. فأتى الرجل عمر فأخبره، فبكى عمر، وقال: يارب، ما آلو إلا ما عجزت عنه يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه

- الإمام أحمد بن عبد الله الطبري في كتابه "الرياض النظرة في مناقب العشرة":

عن أنس بن مالك قال: أصاب الناس قحطفي زمن عمر فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله استسقلأمتك فإنهم قد هلكوا، قال فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام. وقال: ” أئت عمرفمره أن يستسقي للناس فإنهم سيسقون، وقل له عليك الكيس الكيس ”. فأتى الرجل عمر فأخبره فبكى عمروقال: يا رب ما آلو إلا ما عجزت عنه، خرجه البغوي في الفضائل وأبو عمر.

مناقشات عقلية:

1. الذين يستدلون بهذا الحديث على التوسل بطلب الدعاء من النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يقولون بأن عمر رضي الله عنه لم ينكر على الرجل استسقاءه بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره فهذا دليل على أنه يرى جواز ذلك؟.

الجواب: لا يوجد دليل في الرواية نفسها على أن الرجل أخبر عمر رضي الله عنه بأنه توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم عند قبره، لكننا نعلم من الرواية أنه أخبره بالمنام، مبلغا رسالة لانبي صلى الله عليه وسلم لعمر. فعندئذ يكون أمر اخباره عمر بتوسله عند القبر ظنيا، والظن ليس بدليل.

2. لم تمطر حتى توسل عمر رضي الله عنه بالعباس رضي الله عنه.

فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قادرا على الإستسقاء ودعاء الله عز وجل عند طلب الناس منه ذلك بعد وفاته، لمطرت السماء مباشرة بعد توسل الرجل بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولكنها لم تمطر حتى توسل عمر بدعاء العباس رضي الله عنهما.

هذا يبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوجه الرجل ليسأل عمر رضي الله عنه أن يستسقي للناس وليس أن يطلب ذلك منه هو صلى الله عليه وسلم، ملمحا بقوله "عليك الكيس الكيس". فلما استسقى عمر بدعاء العباس –رضي الله عنهما- نزل المطر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير