تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عبداً حياً فوصف العبودية لا ينفك عنك مطلقاً، أما ما يقال من الحقيقة والفناء أو من الشهود، فهذه مصطلحات بدعية شركية لم يعرفها الخليلان ولم يعرفها أصحاب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من بعده، ولم يعرفها أولوا العزم من الرسل، وإنما هذه بدع وضلالات ابتدعها هَؤُلاءِ القوم وأدخلوها في دين الإسلام، فهل كَانَ فيما حققوه أنهم جعلوا التوحيد ثلاثة أقسام، توحيد العامة، وتوحيد الخاصة، ثُمَّ توحيد خاصة الخاصة؟

بل وإنما كانت الدعوة إِلَى عبادة الله، وكان النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يعبد الله أمام أصحابه، وكان أصحابه يقتدون به في عبادته، وهكذا كَانَ الأَنْبِيَاء من قبل ولم يكن أحد منهم أبداً عَلَى هذا التوحيد الذي هو مجرد ذكر أو ترانيم، توصل صاحبها إِلَى ما يسمى بالفناء المزعوم، قال تعالى: وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة:130 - 131] وفي الحديث الذي أخرجه الدارمي وابن السني أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يعلم أصحابه ويقول: (أصبحنا عَلَى فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وملة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما كَانَ من الْمُشْرِكِينَ) ويستدل المُصْنِّف بمعناه، ومعناه صحيح من حيث إن ملة إبراهيم هي دين مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا شك في ذلك وهي كلمة التوحيد التي جعلها إبراهيم في عقبه كما قال تعالى: وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الزخرف:28] وهي الشهادة شهادة أن لا إله إلا الله كلمة التوحيد فبين المُصْنِّف رَحِمَهُ اللَّهُ أن هَؤُلاءِ الصوفية ومن ادَّعى هذه الدعوى قد افتروا عَلَى الله الكذب حين قسموا التوحيد إِلَى هذه الأنواع الثلاثة، وأما القسمة الصحيحة الحقيقية للتوحيد فهي أن نقول: إنه توحيدان توحيد خبري علمي اعتقادي، الذي هو توحيد المعرفة أي توحيد الأسماء والصفات، وتوحيد عملي طلبي إرادي وهو توحيد الألوهية، أي: توحيد العبادة، وأيضاً قلنا: إن المُصْنِّف قال إن هناك توحيدان -أي باعتبار آخر- توحيد المرسِل، وهو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وتوحيد المرسَل أي: متابعة الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فنوحد الله تَعَالَى بالطاعة والعبادة بأن نعبده وحده، ونوحد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالاقتداء فلا نقتدي بأحد غيره.

http://www.alhawali.com/index.cfm?method=home.Sub*******&*******ID=4422

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[19 - 04 - 08, 11:53 م]ـ

حررت المشاركة ...

المعذرة شيخنا لم أنتبه لمشاركتك إلا اللحظة , ويبدو أننا أرساناها في وقت واحد ...

ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:46 ص]ـ

بعضهم يقول ثلاثة وبعضهم يقول اربعة

الغزالي قسمه على اربعة

الاول توحيد المنافقين وهو قولهم لا اله الا الله باللسان فقط

الثاني توحيد العامة وهو قولهم لا اله الا الله

الثالث توحيد الخاصة وهو قولهم لا فاعل إلا الله

الرابع توحيد خاصة الخاصة وهو قولهم لا موجود إلا الله

وقد حرر الكلام الغزالي في كتاب الاحياء باب التوحيد، والله المستعان

============

أبو عثمان

ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 04 - 08, 12:59 ص]ـ

الرابع توحيد خاصة الخاصة وهو قولهم لا موجود إلا الله

هل يقصدون بهذا وحدة الوجود؟

وأن الله وحده الموجود حقيقة؟

ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[20 - 04 - 08, 01:24 ص]ـ

ولا شيء وسواها

============

أبو عثمان

ـ[سلوى العتيبي]ــــــــ[20 - 04 - 08, 05:59 م]ـ

وتوحيد خاصة الخاصة: هو الحلول والاتحاد وهو أن لا يبقى ذات معبودة وذات عابدة، وإنما تصبح الذاتان ذاتاً واحدة -والعياذ بالله- وهذا هو الفناء وهو غاية السالكين كما يسمونه؛ لأن الطريق عندهم كالتالي:

يبدء المرء مريداً، وهذا المريد يتعلم، ثُمَّ السالك يمشي في المقامات، ثُمَّ الواصل وهو الذي قد وصل وانتهى وفني وسقطت عنه التكاليف، فهذا يسمى الواصل.

هل معنى أنه أذا وصل درجة الواصل تسقط عنه التكاليف؟ وستشهدوا بذلك قوله تعالى (وعبد ربك حتى يأتك اليقين) هل هو الفناء؟

أرجو توضيح معنى الفناء أكثر؟

ـ[أبو عثمان_1]ــــــــ[21 - 04 - 08, 01:22 ص]ـ

((وتوحيد خاصة الخاصة: هو الحلول والاتحاد وهو أن لا يبقى ذات معبودة وذات عابدة، وإنما تصبح الذاتان ذاتاً واحدة))

مع احترامي لكاتب المقال

هذا الكلام خطأ لا يقول به المتصوفة وليس هذه عقيدة خاصة الخاصة، فعقيدة خاصة الخاصة هي وحدة الوجود لا موجود إلا الله فالكل عين الله، وفليس هناك ذاتين أصلا انما هي ذات واحدة علمها من علمها وجهلها من جهلها، ويطلقون على الجهال المحجوب، وعلى العالم الواصل.

نعم قد يكون يقول بعضهم بالاتحاد المقيد، ويعنون به أنه أحد مراتب الوجود لا أن تصير الذاتين ذات واحدة، فكل من قال ان الخواص يقولون بالذاتين فهو لم يفهم قولهم، والله تعالى أعلم.

((هل معنى أنه أذا وصل درجة الواصل تسقط عنه التكاليف؟))

حقيقة لم أجد هذا مبثوث في كتب الصوفية إنما ذكر في موضوع ان لم تخني الذاكرة في كتاب طبقات المناوي المسمى بالكواكب الدرية، ولكن نقل لنا الثقات من العلماء ما يدل على فسادهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وحدثني الشيخ العالم العارف كمال الدين المراغي شيخ زمانه أنه لما قدم وبلغه كلام هؤلاء في التوحيد قال: قرأت على العفيف التلمساني من كلامهم شيئاً فرأيته مخالفاً للكتاب والسنة، فلما ذكرت ذلك له قال: القرآن ليس فيه توحيد بل القرآن كله شرك، ومن اتبع القرآن لم يصل إلى التوحيد، قال: فقلت له: ما الفرق عندكم بين الزوجة والأجنبية والأخت والكل واحدد؟ قال لا فرق بين ذلك عندنا وإنما هؤلاء المحجوبون اعتقدوه حراماً فقلنا هو حرام عليهم عندهم، وأما عندنا فما ثم حرام)) [الرسائل والمسائل ص 74/ 2]

هذا والله تعالى أعلم

==============

أبو عثمان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير