تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

6) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه حصل له شرف الرّحيل إلى الحجاز بلد التّوحيد وعلماء التّوحيد، وبلا شكّ وجد كتبا في هذا المجال ووجد كتبا في قمع البدع، وخاصّة بدعة المولد .. فما هو عذره يا ترى في إحياء مثل هذه المنكرات والدّعوة إلى تجديد الذّكرى في كلّ سنة بحجّة حبّ المصطفى صلّى اللّه عليه و سلّم؟!.

7) أنّ هذا الكلام تكرّر في كتب "ابن باديس" وتكرّر احتفاله بالمولد النّبوي وفي هذا دليل على إصْرار عجيب منه على هذه البدعة لأنّ ما تكرّر تقرّر كما يقال.

8) أنّ المسألة لو كانت مسألة اجتهاديّة لقلنا بأنّ الرّجل أهل لذلك، ولكنّ الأمر ليس كذلك إذ أنّ مدار الموضوع حول بدعة ضلالة ولا اجتهاد مع بدعة.

9) أنّه لو قال قائل بأنّ "ابن باديس" يُدخل ذلك ضمن البدع الحسنة لكان الرّد الفوري بأنّ علماء السّلفية الكبار قديما وحديثا لا يقرّون بأنّ هناك (بدعة حسنة) بل غايتهم واحدة في أنّ كلّ محدثة بدعة وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار.

وحول هذه النّقطة قال الشّيخ العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه ما يلي:» والآيات والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد صرّح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتّحذير منها عملا بالأدلّة المذكورة وغيرها، وخالف بعض المتأخّرين فأجازها إذا لم تشتمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلمّ، وكاختلاط النّساء والرّجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك ممّا ينكره الشّرع المطهّر، وظنّوا أنّها من البدع الحسنة، والقاعدة الشّرعية ردّ ما تنازع فيه النّاس إلى كتاب اللّه وسنّة رسوله محمّد صلىّ اللّه عليه وسلمّ، كما قال اللّه عزّوجلّ:? يا أيّها الّذين آمنوا أطيعوا اللّه وأطيعوا الرّسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى اللّه والرّسول إن كنتم تؤمنون باللّه واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا?، وقال تعالى:? وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى اللّه?، وقد رددنا هذه المسألة .. وهي الاحتفال بالمولد، إلى كتاب اللّه سبحانه فوجدناه يأمرنا باتّباع الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فيما جاء به ويحذّرنا عمّا نهى عنه ويخبرنا بأنّ اللّه سبحانه قد أكمل لهذه الأمّة دينها، وليس هذا الاحتفال ممّا جاء به الرّسول صلّى اللّه عليه وسلمّ فلم نجد فيها أنّه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضيّ اللّه عنهم فعلمنا بذلك أنّه ليس من الدّين بل هو من البدع المحدثة، ومن التّشبه بأهل الكتاب من اليهود والنّصارى في أعيادهم، وبذلك يتّضح لكلّ من له أدنى بصيرة ورغبة في الحقّ، وإنصاف في طلبه أنّ الاحتفال بالمولد ليس من دين الإسلام بل هو من البدع المحدثات، الّتي أمر اللّه سبحانه ورسوله صلّى اللّه عليه وسلمّ بتركها والحذر منها، ولا ينبغي للعاقل أن يغتّر بكثرة من يفعله من النّاس في سائر الأقطار فإنّ الحقّ لا يُعرف بكثرة الفاعلين، وإنّما يُعرف بالأدلّة الشّرعية، كما قال تعالى عن اليهود والنّصارى: ?وقالوا لن يدْخل الجنّة إلاّ من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين?، وقال تعالى: ?وإن تطع أكثر من في الأرض يضلّوك عن سبيل اللّه? الآية، ثمّ إنّ غالب هذه الاحتفالات بالمولد مع كونها بدعة لا تخلو من اشتمالها على منكرات أخرى ... «. (1)

10) أنّ الشيّخ "ابن باديس" عُرف بحربه العظيمة على الطّرقية الضّلال، ولكن في إحيائه لأمر المولد النّبوي وتشجيعه على ذلك قمّة الإرضاء لهؤلاء المنحرفين الّذين اشتهروا بالتّرويج لهذه البدعة المنكرة.

11) أنّ "ابن باديس" رحمه اللّه يؤكّد في الكثير من قواعده أنّه لا فَهْم للقرآن الكريم والسنّة النّبوية إلاّ على ضوء فهم السّلف الصّالح فلماذا لم يُعمل هذه القاعدة العظيمة في مسألة المولد هذه؟

وأخيرا أقول: إنّ بدعة المولد النّبوي بدعة ضلالة، ولا تساهل فيها أبدا وهي ليست بالأمر الهيّن الّذي يمكننا غضّ النّظر عنه كسلفييّن، وتبقى هذه النّقطة نقطة سوداء تعكّر على الشيّخ "ابن باديس" سلامة منهجه، فلا مجال لأن يقول قائل: هذا أمر هيّن لا يحتاج إلى وقفة لأنّ البدعة بدعة مهما رآها النّاس حسنة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) هكذا وردت في الكتاب ولعلّ الصّواب: المعمورة ..

(2) (مجالس التذكير من حديث البشير النذير)، [ص 287].

(3) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [ص289].

(1) (مجالس التّذكير من حديث البشير النّذير)، [من 289 إلى 295].

(1) إذن حجّة الاحتفال بهذه البدعة بادّعاء حبّه صلّى اللّه عليه وسلّم حجّة أوْهَن من بيوت العنكبوت!

(2) التّحذير من البدع [للشيّخ العلاّمة فقيد الأمّة "ابن باز" رحمة اللّه عليه].

(1) التّحذير من البدع [للشيّخ العالم العلاّمة "عبد العزيز بن باز" رحمه اللّه].

هذا الفصل منقول للفائدة من كتاب: (الرد الوافي .. ) للأخت أم أيوب وفقها الله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير