تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ويوم الاثنين في هذا المسجد يلقي الشيخ عبد الحق شطاب محاضرة بعنوان" الجانب التربوي الدعوي عند الإمام" وفي مسجد أحمد حفيظ يلقي أخونا الشيخ عبد القادر سناتي إمام وخطيب مسجد الشيخ الإبراهيمي محاضرة بعنوان" العلاقات الخارجية عند الإمام" ويوم الثلاثاء في هذا المسجد يلقي أخي وصديقي الفاضل عبد الحميد روشاي محاضرة بعنوان " أصول الدعوة السلفية عند الإمام"

ويوم الخميس حفل الختام في مسجد أحمد حفيظ بعد صلاة العصر ويشتمل على محاضرة للشيخ المربي يوسف تتطواح يلخص فيها الجوانب العامة العلمية والعملية عند الإمام " وكلمة بعث بها أخي وصديقي الشيخ عبد العزيز بورحلة نزيل المدينة النبوية تقرأ على الجمع المبارك بعنوان النواحي الإصلاحية عند الإمام.

أيها الإخوة الأعزاء

لقد مضى على موت الإمام إمام الدعوة سبعين سنة وتسعة وعشرين يوما وكأنه حي لم يمت لأن العالم لا يموت وإنما يموت الجسد ويبقى ما نشره من العلوم منشورا بين الناس ينهلون من علمه. ولا عجب فإن الإمام رحمه الله تعالى نشر علوما لم يعط بعضها حقه من البيان فانصرفت همة الباحثين وإلى داخل القطر الجزائري وخارجها لدراسة هذه الجوانب التي أحيت ذكره وخلدت اسمه.

ومحاضرة اليوم معشر المسلمين تبرز جوانب علمية تميز بها الإمام رحمه الله تعالى قد تخفى على كثير من المسلمين، فإن الإمام كان مفسرا حافظا محدثا فقيها مفتيا أصوليا نظارا ناقدا رحلة.

صحيح أن المراجع التي بين أيدينا قليلة ولكنها اشتملت على أكثر ما يفي بالمقصود وأكثر هذه المصادر "آثار الإمام" التي جمعتها لجنة إحياء التراث التي كان يرأسها الأستاذ الشيخ محمد الصالح الصديق حفظه الله تعالى ومن أعضائها الشيخ الجليل الرئيس عبد الرحمن شيبان حفظه الله.وآثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي"التي جمعها ولده الدكتور أحمد طالب.

وكذلك الفوائد التي أخذتها من بعض طلبة الإمام.

فأقول وبالله التوفيق. الإمام المجدد المجتهد العلامة الحافظ المحدث الناقد الفقيه المفتي الأصولي النظارا الخطيب الرُحلة باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق، وقائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، وإمام الحركة السلفية، ومنشئ مجلة"الشهاب" مرآة الإصلاح وسيف المصلحين، ومربي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدي المحمدي وعلى التفكير الصحيح، ومحي دوارس العلم بدروسه الحية، ومفسر كلام على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة وملقّن مباديها، علم البيان وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد ابن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائرين، وأول مؤسس لنوادي العلم والأدب وجمعيات التربية والتعليم رحمه الله ورضي عنه.

أحيا أمة تعاقبت عليها الأحداث والغير، ودينا لابسته المحدثات والبدع، ولسانا أكلته الرطانات الأجنبية وتاريخا غطى عليه النسيان ومجدا أضاعه ورثة سوء وفضائل قتلتها رذائل الغرب.10

فصل: ترجمة مختصرة للإمام وبيان بعض الميزات في حياته.

ولد الإمام بقسنطينة سنة 1307 وهو الموافق لليوم الذي مات فيه الإمام صديق حسن خان رحمه الله صحب التأليف الممتعة فأفل نجم وبزغ نجم لئلا تخلو الأرض من قائم لله بحجة، فحفظ القرآن وأتمه وعمره ثلاث عشرة سنة على يد الشيخ محمد المداسي وأخذ العلوم على شيخه العلامة حمدان الونيسي المهاجر إلى طيبة والمدفون بها الرجل العظيم. وتوفي مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول 1359 ودفن بقسنطينة.

ولما بلغ العشرين من عمره سنة 1327 رحل إلى تونس لطلب العلم فالتحق بجامع الزيتونة العامر، وجسد الإمام قول الإمام الخطيب البغدادي من لم تكن له رحلة لن تكون رُحلة"روى رحمه الله في الرحلة في طلب الحديث عن كثير بن قيس، قال: كنت جالسا مع أبي الدرداء في مسجد دمشق، فأتاه رجل، فقال: يا أبا الدرداء جئتك من المدينة مدينة الرسول لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ولا جئت لحاجة، قال: لا، قال: ولا لتجارة؟ قال: لا، قال: ولا جئت إلا لهذا الحديث؟ قال: لا قال: فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك به طريقا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن فضل العالم على العابد

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير