ونكثة أخرى وهو أن كل ما نأخذه من الشريعة المطهرة علما وعملا نأخذه لنبلغ به ما نستطيع من كمال في حياتنا الفردية والاجتماعية، والمثال الكامل لذلك كله هو حياة محمد صلى الله عليه وسلم في سيرته الطيبة، فهذا الحديث بعدما تقدمه من الكتاب كله مثل الغاية من الوسيلة، فسيرته صلى الله عليه وسلم هي الجامعة لمحاسن الإسلام والغاية لكل كمال.
ومن أبدع المناسبة لختم الكتاب أن كان آخر هذه الأسماء الشريفة هو العاقب، والعاقب هو الخاتم.
فائدة: فالصحيح ما رواه العدل الضابط عن مثله إلى آخر سنده سالما من العلة والشذوذ فإذا خف الضبط في بعض رواته فهو الحسن.
فائدة: وما يقول فيه أبو عيسى الترمذي حسن صحيح أقوى مما قال يقول فيه حسن فقط لأن وصفه بالصحة مع الحسن يفيدان خفة الضبط في بعض رجاله تكاد لا تؤثر عليه حتى كأنها لم تحطه عن رتبة الصحيح التام.
فائدة: وأما الغريب فهو ما انفرد بروايته راو فقط، وإذا كان ذلك المنفرد ثقة فذلك الانفراد لا يضر، فالغرابة لا تنافي الصحة والحسن.
فائدة: وتصحيح هؤلاء الأئمة ـ النسائي والترمذي وابن حبان وابن خزيمة والبيهقي ـ له للحديث حصل لنا العلم الكافي ـ وهو الظن الغالب ـ بثبوته، وحيث كان بهذه المنزلة من الثبوت فإنه صالح لاستنباط الأحكام العملية منه.
فائدة: استهل الأستاذ الدرس بعد الاستعاذة والتسمية بالتحميد الماثور: الحمد لله إن الحمد لله ... ثم عقب بما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبدأ به خطبه، وجرت عادة المحدثين والمفسرين أن يفتتحوا به مجالس التحديث والتفسير .. "
فائدة قال أبو بكر الأبهري: جملة ما في الموطأ من الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة والتابعين ألف وسبعمائة وعشرون حديثا، المسند منها ستمائة حديث والمرسل مائتان واثنان وعشرون حديثا والموقوف ستمائة وثلاثة عشر، ومن قول التابعين مائتان وخمسة وثمانون.
وعدة رجال مالك الذين روى عنهم في هذا المسند وسماهم خمس وتسعون رجلا.
قال القاضي: وعدة من روى له فيه من رجال الصحابة خمسة وثمانون رجلا، ومن نسائهم ثلاث وعشرون امرأة، ومن التابعين ثمانية وأربعون رجلا، كلهم من أهل المدينة إلا ستة رجال، أبو الزبير من أهل مكة، وحميد الطويل، وأيوب السختياني من أهل البصرة، وعطاء بن عبد الله من أهل خراسان، وعبد الكريم من أهل الجزيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة من أهل الجزيرة، وإبراهيم بن أبي عبلة من أهل الشام، هذا كله كلام القاضي.
فقد تكلم الإمام رحمه الله على هذه الأحاديث والآثار والمراسيل والرجال المذكورين في السند من حفظه يدل على قوة الحفظ وسرعة الاستحضار فحق بوصف الحافظ المحدث رحمه الله.
وعقد مجالس أملى فيها مختصرا في أصول الفقه، جمعه في رسالة الدكتور عمار طالبي وطبع بعنايته، ثم انبرى لشرحه ونشره بين الناس شيخنا العلامة شيخ الأصول ببلدنا الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله تعالى أملاه شيئا فشيئا في مسجد الفتح في باب الواد ثم طبع الشرح بعنوان " الفتح المأمول في شرح مبادئ الأصول" وللإمام اختيارات أصوله ذكرها في أماليه الأصولية وبعدها منشور فيما طبع من آثاره تدل على تمرسه في علم أصول الفقه وعلى طول نفس وتبحر فيه.
وعقد مجالس أملى مختصرا في التوحيد ضمنه جملة من القواعد في التوحيد على الطريقة السلفية.
قال الإمام البشير رحمه الله: كان يلقي دروسا في أصول العقائد الإسلامية وأدلتها من القرآن على الطريقة السلفية التي اتخذتها جمعية علماء المسلمين الجزائرين منهاجا بعد ذلك، وبنت عليها جميع مبادئها ومنهاجها في الإصلاح الديني.
ورسالته الشهيرة " العقائد الإسلامية" وقد انبرى لشرحها ونشرها شيخنا العلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس حفظه الله تعالى.
ومن أقواله طيب الله تراه:"يعلم العلماء أن التوحيد هو الأساس الذي تنبني أعمال الإيمان: أعمال القلوب وأعمال الجوارح، وأن الله لا يقبل شيئا منها إذا انبنى على الشرك، وقد قال تعالى {لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}.
وكان سيفا صقيلا على رقاب الدجالين من الطرقيين والقبوريين. ونلمس ذلك في مقالات ضمتها آثاره المطبوعة بعناية الشيخ العلامة عبد الرحمن شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائرين الحالي حفظه الله تعالى.
¥