تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما عنايته بالفقه فقد أملى شرحا لمختصر خليل رحمه الله على طلابه وللأسف لم يصلنا منه شيء.

واعتنى رحمه الله بالإفتاء فكان يجيب على أسئلة الناس فتأتيه الأسئلة من الجزائر ومن تونس ومن فرنسا ومن المغرب، فيجيب على أسئلتهم ويكشف عن المسائل الغامضة ويبين خطأ الخاطئين من المفتين كرده على شيخه الشيخ طاهر بن عاشور رحمه الله

وعقد مجالس لعلوم العربية كالنحو والصرف فشرح ألفية ابن مالك والبلاغة كالجوهر المكنون.

وأما عنايته بالطلاب فقد كان الإمام رحلة يرحل إليه الطلاب من أقطار المغرب الإسلامي لطلب العلم والإجازة، فكان رحمه الله يرعى شؤونهم ويتكفل بمعاشهم وتعليمهم وإرسالهم إلى مصر وتونس للاستزادة من العلوم، على شكل بعثات، البعثة المصرية وكان يرأسها الشيخ الفضيل الورتلاني بالتعاون مع المشايخ إسماعيل أعراب ومحمد الغسيري وأحمد حماني ومصعب بن سعد الجيجلي. أما البعثة الشامية فكانت من جمعية التربية والتعليم بقسنطينة بالتنسيق مع أعضاء اللجنة المكلفة بالبعثة المصرية. واعتنى ببناء المدارس وجعل من المساجد مدارس يفد إليها طلاب العلم ويتكفل بمعاشهم ونفقاتهم.

أيها الإخوة الأعزاء:

فهذه قطرة من بحر جهود إمام علماء الجزائر في دعوة الأمة إلى العلم والعمل بكتاب ربهم وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم والسير على منهاج سلفهم الصالح في أخلاقهم وعباداتهم القولية والاعتقادية والعملية، وتطبيق ماهم عليه اليوم من عقائد وأعمال وآداب على ما كان في عهد السلف الصالح. ولمحات مقتضبة من آثاره قصصناها عليكم لتعرفوا قدره فتجلوه وأخبارهم فتنشروها بين الناس، واستنهض همم حملة الشريعة وسائر الباحثين إلى السعي الحثيث لاستخراج علوم الإمام وكتابة دراسات تبرز الجوانب الخفية من شخصية الإمام كونه مفتي ومحدث وفقيه وحافظ وأصولي وناقد. اللهم اغفر لنا وله و لعلمائنا واجزهم خير الجزاء، ولا تجعل في قلوبنا غلاّ عليهم، ووفقنا للسير على منهجهم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين.

كتبه محمد بن علي خربوش

http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1700

ـ[ابو البراء]ــــــــ[06 - 06 - 08, 03:22 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

نبذة عن تضحيات العلامة ابن باديس رحمه الله

الحمد لله عظيم المنة، مكن للدين بأهل السنة، وصلى الله وسلم على النبي الذي جاءنا من عند الله بأكمل نعمة، ثم أما بعد: إن من الوفاء بالعهد لمشايخنا بعد وفاتهم: نشر علمهم، والتحدث عن مآثرهم، والترويج لمناقبهم، والتعريف بشخصياتهم، والمساهمة في إصلاحاتهم، والدعوة إلى دعوتهم الصحيحة، لأن توقير العلماء من السنة والدين، كما جاء عن بعض السلف فيما نقله ابن عبد البر في الجامع (1/ 14)، كما قال طاووس: "إن من السنة أن توقر العالم"، إذا فمن الواجب علينا نشر مؤلفاتهم بعدهم، والترويج لمنهجهم، والحث على اتباع سيرهم، لأنهم كانوا على السنة والهدي المستقيم، قال الشيخ البشير الإبراهيمي عن الشيخ عبد الحميد بن باديس:" إمام النهضة الدينية، والعربية، والسياسية في الجزائر"، وقال: "كان يدرس في أصول العقائد الإسلامية بدلائلها من الكتاب والسنة التي يلقيها في الجامع الأخضر بمدينة قسنطينة (مدينته الأصلية الأصيل) ينشرها اليوم الأستاذ محمد صالح رمضان أحد طلابه، فجاءت عقيدة مثلى يتحملها الطالب، فيأتي منه مسلم سلفي موحد لربه بدلائل القرآن، كأحسن ما يكون المسلم السلفي، يستدل على ما يعتقد في ربه بآية من كلام ربه، فكان (رحمه الله) على الطريقة السلفية التي اتخذتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منهاجا لها بعد ذلك، وبنت عليها جميع مبادئها، ومنهجها في الإصلاح الديني، مسترشدة بتلك الأصول التي كان الإمام رحمه الله يأخذ بها تلامذته قبل تأسيس الجمعية وإن كانت الجمعية قد توسعت في ذلك ... "، فهذه يا عباد الله من الشهادات الكثيرة التي يثني بها مشايخ السنة على إمام الجزائر، ومجدد الدعوة، وقائد الإصلاح، فالشيخ عبد الحميد بن باديس كان يدرس العقيدة السنية ويدعو إليها بعلمه وعمله، ولا يفتر عن نشرها، وحمل الشعب عليها، لأنه كان بمثابة الوالد العاقل الذي يدعو أهله إلى أمر رشاد، وعزيمة صلاح، فكان سبابا رحمه من جديد لتجديد مذهب السنة في المغرب العربي، والشمال الإفريقي، فلقد أتت عليه زلازل مروعة، وفتن مهولة، و اضطرابات متكررة، وتقلبات مبعثرة، لولا لطف الله تعالى به، وبإخوانه العلماء العاملين ما بقيت السنة في الجزائر، ولطغى منهج عباد القبور من عمار المشاهد والأضرحة، على مذهب أهل السنة والجماعة الذي كانت تدعو إليه الجمعية السنية المباركة، ولقد كان رحمه الله تعالى كالجبال الرواسي، والركائز الشامخات في وجه عواصف الشرك، وأعاصير الفتن البدعية، التي كانت تدعو إليها فرنسا وأنصارها ..

و كتبه

عبد الفتاح زراوي حمداش

المشرف العام لموقع ميراث السنة

http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1631

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير