تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال - رحمه الله -: (000 فقد جمع العلماء من الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح، وإذا أمسى، وإذا نام، وإذا خاف شيئا، وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ 0 فمن سلك مثل هذه السبيل، فقد سلك سبيل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ومن دخل في سبيل أهل الجبت والطاغوت الداخلة في الشرك والسحر فقد خسر الدنيا والآخرة، وبذلك ذم الله من ذمه من مبدلة أهل الكتاب 0 حيث قال: (وَلَمَّا جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ*وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ) - إلى قوله -: (وَلَبئئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (سورة البقرة – الآية 101 – 102) والله سبحانه وتعالى أعلم) (مجموع الفتاوى - 24/ 281 - 282) 0

بهذه الكلمات المعبرة المتزنة يضع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - الأمور في نصابها الصحيح، ويعطي الفكرة الواضحة الناصعة عن الرقية الشرعية ومضمونها وما يجب أن تكون عليه 0

يقول الأخ الفاضل فتحي الجندي في كتابه القيم (النذير العريان) تحت عنوان هل الرقى توقيفية أم اجتهادية:

(إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصادر ما كان موجودا من الرقى ولم يسد الباب ابتداء ليقدم لهم بعد ذلك ما يراه جائزا من تلك الرقى، ولكنه ترك الباب مفتوحا ليمارس المسلمون بأنفسهم عملية التمحيص، وليقبلوا من الرقى ما لم يحو شركا أو محرما، أو يؤدي إلى محرم، كما يفهم من سائر نصوص الشريعة) (النذير العريان - ص 186) 0

ويقول تحت عنوان (هل يجوز ادخال الاجتهاد على الرقى التوقيفية المأثورة):

(لا لأن ذلك يعد بمثابة الاستدراك على النبي صلى الله عليه وسلم والمخالفة له 0

فإذا قال صلى الله عليه وسلم مثلا: قل ثلاثا فليس لقائل أن يقول: قل عشرا 0 فلا يجوز تغيير عدد منصوص أو هيئة أو صفة أو زمان بدون مبرر شرعي 0

أما الرقى المأثورة فهي مباحة ما لم تحو محذورا شرعيا سيما إذا جربت وصح نفعها بقدر الله، أما أن يحتج لرقية ما بأنها جربت وصح نفعها بمجرد التجريب فقط فهذا وحده لا يكفي كما سبق تقريره 0

فالرقية التي تكون على هيئة غامضة وأوامر متعسفة بحيث تشبه أفعال السحرة والمشعوذين وطقوسهم، مثل هذه الرقية لا تجوز وإن زعموا أنها قد جربت ونفعت 0

والمسلم يجب أن يكون على بصيرة من أمره في كل ما يأتي أو يذر فيزن كل ما يعرض له بميزان الشرع 0 وأن يتريث قبل العمل بمثل هذه الأمور التي لا يوجد فيها نقل صحيح صريح 0

فهذه الأشياء التي لا يعقل معناها، إذا لم نتأكد أنها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية؛ فلا يجوز التسليم بها أو تعاطيها، لأن هذا يفتح بابا عظيما من الفتن، إذ أنه ذريعة إلى تصديق السحرة والدجالين وتلبيس أمرهم على العامة) (النذير العريان – ص 193) 0

قلت: وليس المقصود فقط ألفاظ الرقية فحسب إنما يندرج تحت ذلك كافة الوسائل والأساليب المتبعة في الرقية والعلاج والتي تحتاج إلى قواعد وضوابط، ولا يخفى علينا مطلقا أن العلماء الأجلاء هم الذين يحددون سلامة كافة تلك الوسائل والأساليب المتبعة واعتبارها من الأسباب الشرعية أو العادية التجريبية، ويقومون بدورهم بتمحيص ذلك وتقديم السمين دون الغث، لا كما يفعل كثير من مدعي علم الرقية والعلاج حيث يستخدمون كل ما هب ودب مما تمليه عليهم أفكارهم وعقولهم الواهية أو توسوس لهم به شياطينهم لاستخدامه اداة لتمييع العقائد بل قد يصل الأمر إلى تدميرها بالكلية، وهذا يحتم على كافة المسلمين في شتى بقاع الأرض العودة لعلماء الأمة والاسترشاد بفتاواهم وتوجيهاتهم 0

ونتيجة لعدم التقيد بكافة تلك الضوابط ظهر وبشكل ملفت للنظر هؤلاء المدعين، وتهافتوا على هذا العلم من كل حدب وصوب، قائدهم في ذلك الأهواء والنزوات والشهوات فضلوا وأضلوا، ومن أجل ذلك كله ولأهمية ذلك الأمر أفردت جزءا خاصا يتحدث عن معظم تلك

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير