تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أن يعتقد الإنسان أن لا خالق غير الله سبحانه و تعالى لقوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} و كذلك يدخل فيها الإحياء و الإماته قال تعالى {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى} و قوله أيضاً {إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ}

فمن خالف ذلك و أعتقد أن غير الله يمكنه أن يخلق ولو مثقال ذرة أو أن غير الله يستطيع أن يحيى و يميت فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه و سلم

ولو قال قائل هناك من صنعون الإنسان الآلى الآن نقول إن الله يخلق من العدم و هؤلاء إنما يصنعون هذا الآلى من مواد خلقها الله مثل المعدن و الزجاج و غير ذلك

2) إفراد الله بالملك:

أن يعتقد أنه لا يملك الخلق إلا خالقهم فهو الذى يرزقهم و يعطيهم و يمنعهم لحكمته وهو الذى له الحق فى التحليل و التحريم وحده و الأدله على ذلك مستفيضة {قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (84) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (85) قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (86) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (87) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} و قال أيضا {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} و قال أيضا {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون}

و قال أيضا {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}

فمن أعتقد أن غير الله يملك الملك المطلق فى الكون و له تصرف فيه كمن يعتقد ذلك من الصوفيه و يقولون أن هناك أقطاب يتحكمون فى الكون بعد موتهم فهذا شرك بالله فى الربوبيه و كذلك من أعتقد أن غير الله يرزقك فقد أشرك مع الله فى الربوبيه كمن يذهبون إلى قبور الصالحين و يقولون يلا بدوى أرزقنى يا بدوى أرزقنى ولداً يا حسين أرزقنى مالاً فهذا كله شرك لأنهم يعتقدون أن غير الله يملك الرزق و سيأتى الكلام عن هذه بالتفصيل فى توحيد الألوهية و من أتخذ من دون الله أنداداً يُشرٍعون غير شرع الله فقد أشرك مع الله فى الربوبيه الله ولهذا يروى من حديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أنه قال للرسول ـصلى الله عليه وسلم ـ في قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُون َ} قال: يا رسول الله إنا لسنانعبدهم قال: (أليس يحلون ما حرم الله فتحلونه ويحرمون ما أحل الله فتحرمونه) قال: نعم يا رسول الله قال: (فتلك عبادتهم) فجعل النبي ـ صلى الله عليهوسلم ـ هذا من الشرك و هذا ما يعتقده الشيعه فى أئمتهم الإثنى عشر فيعتقدون أن الله أعطاهم حق التحليل و التحريم و لذلك تجد فى دينهم الفاسد كل فُحش و دنس فيحللون الزنى و يُحللون الكذب و اهل البيت و رب الكعبه منهم براء و كذلك من أعتقد أن غير الله يملك إيصال النفع و الضر فهذا شرك أيضا كمن يذهبون إلى القبور ليسألوا أصحابها أن يشفوهم أو يرزقوهم أموال و كمن يذهبون للدجالين و السحرة و يتقربون إلى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير