[ما هي الوهابية؟]
ـ[عبدالله عبدالعزيز]ــــــــ[28 - 04 - 08, 11:39 ص]ـ
[ما هي الوهابية؟]
الوهابية نسبة إلى ماذا؟!
أليست نسبة إلى اسم الله الوهاب؟!
الوهاب؟!
الوهابية؟!
فإذاً ما يقولونه عن النسبة إلى محمد بن عبدالوهاب رحمه الله بأنها وهابية:
أولاً: نسبة خاطئة؛ فإن الوهابية نسبة إلى اسم الله الوهاب، الذي وهب هذه الأمة مثل هذا الرجل في ذلك الوقت العصيب الذي ظهر فيه.
وقد أرسل الله الرسل لعبادته وحده لا شريك له، وعرفهم أن التوحيد أساس العمل، وأن الشرك مُحبط لسائر الأعمال.
وقد كان عند الناس في ذلك الوقت من أنواع الشرك ما كان؛ بدعٌ منتشرة، عبادة الأضرحة والقباب، توسلٌ بالأموات.
كان قبر محجوب وقبة أبي طالب يأتون إلى الاستغاثة بها، ولو دخل سارق أو غاصب أو ظالم قبر أحدهما لم يتعرضوا لهُ؛ لما يرون من وجوب التعظيم والاحترام لهذا الضريح.
وكان عندهم رجل من الأولياء –بزعمهم- يسمى تاج، سلكوا فيه سبيل الطواغيت، وصرفوا إليه النذور، واعتقدوا فيه النفع والضر، وكان يأتي إليهم لتحصيل ما لديهم من النذور والخراج، وينسبون إليه حكايات عجيبة، منها: أنه أعمى، وأنه يخرج من بلدة الخرج بدون قائدٍ يقوده.
وشجرة تدعى الذئب، يأُمها النساء اللاتي يُردن المواليد الذكور، ويعلقن عليها الخرق البالية، لعل أولادهنّ يسلمون من الموت والحسد.
ومغارة في جبل يسمونها بنت الأمير، وأن بعض الفسقة أراد أن يظلم بنت الأمير، فصاحت ودعت الله فأنفلق لها الغار، فأجارها من السوء؛ فكان العامة من هؤلاء الجهلة المشركين يسعون إلى ذلك الغار يقدمون اللحم وصنوف الهدايا.
وكان بعض النساء والرجال يأتون إلى ذكر النخل المعروف بالفحال في بلدة معينة، يفعلون عنده أقبح الفعال، وكانت المرأة إذا تأخر زواجها تضمُهُ بيدها، ترجوا أن تفرج كربتها، وتقول: يا فحل الفحول، أُريد زوج قبل الحول.
كانت شجرة أبي دجانة في العيينة، وقبة رجب، وقبة ضرار بن الأزور، وشجرة الطرفيين مثل ذات أنواط، وكانت هذه القباب والقبور تُعبد من دون الله.
وأفرادٌ من المتصوفة على مذهب الملاحدة من الحلولية الذين يعتقدون أن الله حل في كل مكان، وأنه حل في المخلوقات، وأن كل ما ترى بعينك فهو الله، لا يميزون بين مخلوقٍ وخالق، كان لهم انتشار في بلاد نجد وغيرها.
وكانت الموالد التي فيها الشرك تُقرأ على الناس، وكانت الحجب تكتب بالطلاسم وتعلق.
وكانت الكتب مثل: دلائل الخيرات وروض الرياحين التي فيها استغاثة وتوسل بغير الله مشهورة لها قرأه في الموالد بين الناس.
وخلت كثير من المساجد من المصلين، وانتشرت عبادة النجوم، واعتقاد تأثيرها في الحوادث الأرضية.
تبركٌ بالأشجارٍ والأحجارِ والجمادات، وأمرٌ عظيم قد ران الجزيرة في نجد وغيرها.
فقدر الله تعالى أن يولد ذلك المصلح المجدد محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن علي بن محمد بن راشد التميمي، وقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: "مازلت أحب تميماً منذ ثلاث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك أنه قال فيهم: ((هم أشد أمتي على الدجال)) –رواه البخاري-. وجاء في الحديث أيضاً: ((أن أطول رماح هذه الأمة على الدجال رماح بني تميم)).
فبنو تميم كان في أولهم استعصى في الدعوة النبوية؛ لكنهم بعد ذلك جاءوا مسلمين، وسيكون لهم شأنٌ في محاربة الدجال شأن عظيم.
وكان هذا المصلح التميمي محمد بن عبدالوهاب رحمه الله من أشد الناس على الدجالين، محارب للدجل والشرك والشعوذة.
قيضه الله عز وجل فولد عام ألف ومائة وخمسة عشر للهجرة، وحفظ القرآن مبكراً، وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل في أول أمره، وكذلك تعلم على أبيه، وحج البيت الحرام، ورزق سرعة في الحفظ والكتابة، وفصاحة في الكلام، وكان يتعجب من شأنه، طاف البلاد، وأخذ العلوم، ودرس على المشايخ، وكذلك فإنه تأثر بشيخه محمد حياة السندي، وأصله من السند، وكان مقيماً في المدينة، مُحدث الحرمين، محمد حياة السندي رحمه الله الذي كان موحداً غير راضي بكل هذه الشركيات، وكانت الاستغاثات تسمع عند قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، فقال الشيخ محمد حياة السندي يوماً لتلميذه: ما تقول في هؤلاء؟ فأجابه: إن هؤلاء متبر ما هم فيه وباطل ما كانوا يعلمون.
¥