تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

: كنَّا نعبد المسيح ابن الله، فيقال لهم: كذبتم، ما اتَّخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تبغون؟ فيقولون: عَطِشْنا يا ربَّنا فاسقنا، فيشار إليهم: ألا ترِدُونَ؟ فيُحْشَرون إلى جهنَّم كأنَّها سرَاب يحطِم بعضُها بعضا، فيتساقطون في النار، حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من برِّ وفاجر، أتاهم الله في أدنى صورة من التي رَأوْها فيها، قال: فما تنظرون؟ تَتْبَعُ كلُّ أُمَّة ما كانت تعبد، قالوا: يا ربَّنا، فارقْنا الناس في الدنيا أفقرَ ما كُنَّا إليهم، ولم نصاحبهم، فيقول: أنا ربُّكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، لا نُشرك بالله شيئا - مرتين أو ثلاثا - حتى إنَّ بعضهم ليكاد

أن ينقلب، فيقول: هل بينكم وبينه آية فتعرفونه بها؟ فيقولون: نعم، فَيُكشَفُ عن ساق، فلا يبقى من كان يسجدُ لله من تلقاء نفسه إلا أَذِن الله لهُ بالسجود ولا يبقى من كان يسجد الله اتقاء ورياء، إلا جعل الله ظهره طبقة واحدا، كلما أراد أن يسجدَ خرَّ على قفاه، ثم يرفعون رؤوسهم وقد تحوَّل في صورته التي رأوه فيها أولَ مرة، فقال: أنا ربكُم، فيقولون: أنتَ ربُّنا، ثم يُضْرَبُ الجِسْرُ على جهنم، وتحل الشفاعة، ويقولون: اللهم سلْم سلمْ، قيل: يا رسولَ الله، وما الجِسْرُ؟ ... إلى آخر الحديث.

..........

ففيه: أن الكفار يتبعون معبوداتهم الباطلة، فيتساقطون في النار، ولا يبقى إلا المؤمنون و معهم المنافقون، ثم يضرب الصراط أو الجسر على جهنم، فيحصل ثمّ المرور.

و أما قوله تعالى (و إن منكم إلا واردها ... ) الآية، فالورود على خلاف في تفسيره، يختلف معناه، فورود الكافر =دخوله جهنم، و ورود المؤمن:مروره على الجسر أو الصراط،كل بحسب عمله.

وقد ذكر معنى هذا ابن حجر في فتح الباري (11/ 452)، فقال بعد أن ساق من الأحاديث ما يدل على مرور المنافقين والمؤمنين على الصراط، ويعطى كل منهم نورا ثم يطفئ نور المنافق، قال: " فينتظم من الحديثين أنهم إذا حشروا = وقع ما في حديث الباب من تساقط الكفار في النار، و يبقى من عداهم في كرب الموقف فيستشفعون، فيقع الإذن بنصب الصراط فيقع الامتحان بالسجود ليتميز المنافق من المؤمن، ثم يجوزون على الصراط، ووقع في حديث أبي سعيد هنا: ثم يضرب الجسر على جهنم وتحل الشفاعة ويقولون اللهم سلم سلم "

و معلوم أن الكفار يساقون إلى جهنم سوقا عنيفا حتى إذا وقفوا على جهنم فتحت أبوبها السبعة، فيدخلونها على قدر منازلهم فيها، كما قال تعالى:وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72)

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:54 م]ـ

أحسن الله إليكم

قال الشيخ البراك حفظه الله في توضيح مقاصد العقيدة الواسطية ص 223:

ويمر الناس على هذا الصراط، فمن عبر تجاوز الخطر ـ اللهم نجنا من عذابك يوم لقائك ـ ولهذا بيّن الشيخ أن من عبر الصراط دخل الجنة من أول وهلة دون أن يمسه عذاب، فأما الذين يعذبون فإنهم لا يعبرون، بل يسقطون في النار، وينالهم العذاب. والله أعلم.

والذي يشعر به سياق النصوص التي وردت في الصراط أن هذا العبور إنما يكون لأهل الإيمان، وللمنتسبين لأهل الإيمان، أما الأمم الكافرة كاليهود والنصارى وعباد الأوثان فهؤلاء ليسوا ممن يمر على الصراط ـ والعياذ بالله ـ كما جاء في الحديث:" إن الناس يحشرون يوم القيامة فيقال: لتتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبعون ما كانوا يعبدون فيلقون في النار دون أن يعبروا على الصراط ". (1)


¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير