[تنبيهات على ((رسالة الشرك ومظاهره)) للشيخ مبارك الميلي رحمه الله]
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[01 - 05 - 08, 06:50 م]ـ
تنبيهات على ((رسالة الشرك ومظاهره))
للشيخ مبارك الميلي رحمه الله
مصطفى بلحاج
طالب في مرحلة الدكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
المقال منقول من مجلة الإصلاح)
(بسم الله الرحمن الرحيم)
إن الشيخ مبارك الميلي رحمه الله قد اعتنى في كتابه ((رسالة الشرك و مظاهره)) ببيان التوحيد الذي هو إفراد الله بالعبادة، وبين الشرك الأكبر المنافي لأصل التوحيد، و الشرك الأصغر المنافي لكماله وبين أيضا الذرائع و الوسائل المقربة إلى الشرك أو الموصلة إليه، و البدع القادحة في التوحيد، والمعاصي المنقصة لثوابه.
وقد أجمع مجلس إدارة جمعية علماء الجزائر- رحمهمه الله – في عصرهم على محتوى هذا الكتاب.
وقامت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية بطبعه لما رأت فيه م فائدة، وهذه الطبعة خالية من بيان درجة الأحاديث، وبيان ما يشكل ونحوه.
ثم قام الشيخ الفاضل أبوعبد الرحمن محمود بتحقيق الكتاب تحقيقا علميا بذل فيه جهدا مشكورا فجزاه الله خيرا، غير أن العمل البشري لا يسلم من الخلل إلا من عصمه الله، وقد وقع في الكتاب بعض الأخطاء من مؤلفه، وفات الشيخ محمودا – حفظه الله –التنبيه ليها، فأحببت أن أنبه على بعض ما تيسر لي الآن باختصار يقتضيه المقام؛ نصحا لإخواني.
ولا يخفى ما يترتب على هذه النصيحة من مصلحة شرعية تعود على الشيخ الميلي فسه؛ حيث لا يتابع على هذه الأخطاء؛ وتعود ايضا على غيره من طلبة اللم ليتجنبوا هذه الأخطاء وخاصة أن الكتاب قد انتشر بين الناس، بل هناك من يدرسه في بعض الحلقات.
والله أسأل أن يعصمنا من الزلل، وأن يوفقنا للتمسك بالكتاب و السنة على فهم سلف الأمة.
وإليك المواطن المراد بيانها:
-الموطن الأول:
قال الشيخ الميلي رحمه الله في (ص262): ((معنى المحبة في القرآن: وقوله تعالى ((فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه)) فمحبة الله تعالى للعبد إنعامه عليه، ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه. وقوله تعالى: ((إن الله يحب التوابين و يحب المتطهرين)) أي يثيبهم وينعم عليهم .. هذا كلام الراغب، وقد وضعا نقطا للدلالة على أنا حذفنا من اثنائه ما لم نر نقله)) انتهى.
أقول و بالله التوفيق: قول الشيخ الميلي رحمه الله: ((محبة الله تعالى للعبد إنعامه عليه)) وقوله في الموطن الثاني: ((يثيبهم وينعم عليهم)) فيه تأويل لصفة المحبة، والصواب أن المحبة على ظاهرها، وهو مذهب أهل السنة؛ فإنهم يثبتون لله تعالى محبة حقيقية تليق به، وهي من الصفات الفعلية الاختيارية المتعلقة بمشيئته سبحانه و تعالى، وكذا القول في جميع ما ورد في الكتاب و السنة من الصفات، فنثبتها لله تعالى ولا نؤولها تأويلات الأشاعرة وغيرهم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (5/ 195): ((ومذهب سلف الأمة و أئمتها أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه و سلم، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، فلا يجوز نفي صفات الله تعالى التي وصف بها نسفه، ولا يجوز تمثيلها بصفات المخلوقين،، بل هو سبحانه ((ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)) ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله)) انتهى.
وقال في كتاب ((التدمرية)) (ص31 - 32) في مناقشته لمن يثبت الصفات السبع فقط وهم الأشاعرة: ((فإن كان المخاطب ممن يقول: بان الله حي بحياه، عليم بعلم، قدير بقدرة، سميع بسمع، بصير ببصر، متكلم بكلام، مريد بإرادة، ويجعل ذلك كله حقيقة، وينازع في محبته و رضاه وغضبه وكراهيته، فيجل ذلك مجازا، ويفسره إما بالإرادة، وإما ببعض المخلوقات من النعم و العقوبات.
قيل له: عن إرادته مثل إرادة المخلوقين، فكذلك محبته ورضاه وغضبه، وهذا هو التمثيل، وإن قلت: إن له إرادة تليق به، كما أن للمخلوق إرادة تليق به، قيل لك: وكذلك له محبة تليق به و للمخلوق محبة تليق به، وله رضا و غضب يليق به، وللمخلوق رضا و غضب يليق به .. )) انتهى
¥