ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[02 - 05 - 08, 01:40 ص]ـ
ومع الأسف فإن كثيراً من الناس يعتقدون أن للأولياء تصرفاً في الكون وأنهم حماة للمنطقة التي هم فيها , فإذا دخل الشخص تلك المنطقة ناداهم بقوله: يارجال البلاد , يستغيث بهم ويستجير بحماهم , وكثير من الناس ينادونهم عند القيام استعانة بهم , وهم يحلفون بهم , وبعضهم يخاف من عواقب الحلف بهم أكثر مما يخاف إذا حلف بالله كاذباً , ولذلك يقيمون لهم ما يسمى بالوعدة كل عام , وقد يكررونها في العام الواحد , ويسمونها باسم الميّت , فيقال وعدة سيدي فلان (بكسر السين) , وكثيراً ما يشدون الرحال إلى قبره ليقيموها عنده , وربما لعبوا بالخيل عمد القبر التي جعل الشارع زيارتها لتذكر الآخرة , فحولوها هم للعب والمرح والفرح , ويقع التنافس الشديد بين القبائل في ذلك , كل تسعى في تكريم جدّها , واسترضائه , ومع ذلك يجدون ممن يحسبونهم علماء من يزين لهم صنيعهم , ويقول إنه إطعام للطعام , ولقاء بين الناس فيه خير كثير , وربما قال لهم إن الوعدة من الوعد , وكان الأجدر به أن يقول إنها من الوعيد.
واقرأ قول صاحب الثغر الجماني الذي يقول عن محمد بن عمر بن عثمان المغراوي الهواري (ومغراوة إحدى قبائل مجموعة زناتة البربرية التي كان معظمها بالمغرب الأوسط , وهوارة إحدى تلك الطوائف كانوا ينتشرون إبان الفتح الاسلامي بمناطق إفريقيا (تونس الآن)).
وهو بصدد ذكر استرداد المسلمين لمدينة وهران:
إذ تم وقت غضب الهواري
سقى ضريحه السحاب الساري
ومراده من ذلك الاشارة إلى حكاية ذكرها وأقرها , وهي أن بعض الناس قتلوا ابن الهواري فغضب , فباع وهران للنصارى (!!) , واستثنى أنها لا ترجع إلا بعد ثلاثمائة عام , فلما انتهى وقت غضبه عادت وهران داراً للإسلام.
وأعجب من ذلك أن يجهد صاحب الثغر الجماني نفسه في بيان صدق هذه الأسطورة , باستغراقها ثلاثة قرون , فيستعمل التقريب بجبر كسر الأعداد في تصويب هذه المزاعم!! , قال ,,, وكذلك كان الأمر ةالحمد لله (!!) , فإنها أخذت من المسلمين سنة أربع وعشرة وتسعمائة - كما تقدم - وهاهي قد رجعت لهم سنة ست ومائتين وألف , ومجموع ما بقيت بأيديهم ثلاث مائة سنة غير سبعة , وما قرب من الشيئ يعطى حكمه ,,, " (الثغر الجماني ص 488).
فلا حول ولا قوة إلا بالله , وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وقال الدكتور أبو القاسم سعد الله: إن دعاء أحمد بن يوسف على الزيانيين عندما آذوه , يذكر بدعاء الهواري على وهران , وقد حكى قصة دعائه فقال: ومن الحكايات التي تروى أن الشيخ محمد الهواري قد نقم على أهلها فرفع حمايته عنها , ودعا عليها بالسقوط في أيدي الكفار فكان الحال كذلك , وقد ذكر رفع بعض الأولياء ماسماه بحمايتهم لمناطق فكان مآلها السقوط في أيدي الغزاة و فلا حول ولا قوة إلا بالله.
على أننا لو شككنا في صحة هذه الحكايات , وقلنا بأن الأتباع الجهلة قد اختلقوها , فماذا نقول في ناقليها ورواتها؟.
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو الفضل المغربي]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا