"وأما الأحاديث النبوية فلا حرمة لها عندهم -يقصد المعتزلة - بل تارة يردونها بكل طريق ممكن وتارة يتأولونها ثم يزعمون أن ما وضعوه برأيهم قواطع عقلية وأن هذه القواطع العقلية ترد لأجلها نصوص الكتاب والسنة إما بالتأويل وإما بالتفويض وإما بالتكذيب وأنتم شركاؤكم في هذه الأصول كلها ومنهم أخذتموها وأنتم فروخهم فيها كما يقال: الأشعرية مخانيث المعتزلة والمعتزلة مخانيث الفلاسفة".
وإذا علمت ذلك لم يصلح أن تستدل به على ما ذكرت - غفر الله لي ولك-.
وأما كلام صاحب النونية ففيه تعدٍّ واضح!! وإلا فكيف يكون الأشاعرة أسافلة الورى؟؟ وهم أقرب الطوائف والفرق إلى مذهب السلف؟؟ كيف وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ووصفهم في غير ما موضع بأنهم: "متكلمة أهل السنة"؟
وقد ذكر شيخ الإسلام مرارا حسناتهم وما لهم في مدافعة الفرق الضالة والانتصار لمذهب أهل السنة في الكثير من المسائل؟؟
إن الانصاف قاض بأن يعطى كل ذي حق حقه .. ثم إن غمط الناس، وذكر مساوئهم .. والوصول بذلك إلى السباب والشتم، ليس من الأدب الذي علمنا إياه رسولنا الكريم صلى اله عليه وسلم في شيء؟؟
ولا ننسى أن ممن وصفتهم - غفر الله للجميع - بأنهم أغبى الناس - علماء أكابر ملئت الدنيا بمصنفاتهم وجهودهم الخيّرة؟؟
وتحريضك - أخي فادي - ولعله على وجه المزاح - بالضرب واللكم - ولا أحسبك تقصده - فيه مخالفات ظاهرة ..
ولا يقودنا الخلاف إلى مثل هذا الكلام المرفوض في الوسط العلمي .. وجزى الله الجميع خيرا، ووفق الجميع لما يحب ويرضى ..
الأخوة المعقبين جزاكم الله كل خير
الأخ الفاضل رأفت المصري وفقه الله لما فيه رضاه
بالنسبة لمعنى المخانيث عند أهل العلم عموماً يقصدون بها ما ذكرته أخي الفاضل و لا ريب أن لسان شيخ الإسلام كالسيف لم يكون بذيئاً فلا بد لمن قرأ كلام شيخ الإسلام أن يفهمه كما فهمه شيخ الإسلام ..
بالنسبة لصاحب النونية فليس في كلامه أي تعدي
بل لم ينقل لنا أن علمائنا مع علو كعبهم أنكروا على صاحب النونية
فأنت أخي الفاضل أنكرت على أخونا نظره إلى كلمة مخانيث دون النظر إلى سياق اللفظ الذي يؤدي إلى معنى مختلف على ما ظنه أخونا
فكلام صاحب النونية صحيح مع سياقه في ذمه للأشعرية الذين عطلوا صفات رب البرية و قالوا بأقوال يندى لها الجبين مثل قولهم بالكسب و القول بكلام الله و الإيمان فما كان من القحطاني الأندلسي إلا أن رد عليهم بما يقتدي حالهم ..
فلا يخفى عليكم أخي الفاضل ما هم فيه من الضلال ....
و الله المستعان ...
أخي الكريم
قد بدأت حليماً في ردك ثم ما لبثت إلا أن أثقلت و أنا سأرد على ما أثقلت به
قلت أخي الفاضل
(وقد ذكر شيخ الإسلام مرارا حسناتهم وما لهم في مدافعة الفرق الضالة والانتصار لمذهب أهل السنة في الكثير من المسائل؟؟)
و أنا أتفق معك أخي الفاضل و لا خلاف
و لكن كلام شيخ الإسلام في أي معرض كان أكان في معرض ثناء أم في معرض ذكر بما يقتضيه الحال؟؟؟؟
و لا يخفى عليكم أخي الفاضل أن كلام شيخ الإسلام كان في الثاني و إلا فما كتبه في الرد على المعطلة و شدته عليهم إلا من جنس ما أدين الله تعالى به
قلت أخي الفاضل:
(إن الانصاف قاض بأن يعطى كل ذي حق حقه .. ثم إن غمط الناس، وذكر مساوئهم .. والوصول بذلك إلى السباب والشتم، ليس من الأدب الذي علمنا إياه رسولنا الكريم صلى اله عليه وسلم في شيء؟؟)
أخي الكريم
إن كنت تقصد القحطاني بهذا الكلام فقد سبق رده و أحيلك على كلامه في نونيته فراجعه ...
و إن كنت تقصدني
فما قولي فيهم بأشد من قول شيخ الإسلام فيهم
و لا تعارض
فحكمي كان بناءاً على عقول و فكر و لم يكن على أشخاص لهم قدرهم فتنبه ...
فهم أغبياء كمنهج خالف عقيدة السلف و ليسوا كأشخاص
أتظن أن شيخ الإسلام لما رد عليهم و ضللهم أتى عليهم بما تفهم أنت من كلامي فيهم؟؟؟
الجواب لا و لكن أتى عليهم من منهجهم الذي يسيرون عليه ...
فقولي فيهم أنهم أغبى الناس لا يجوز أن يفهم إلا كما فُهٍمَ كلام شيخ الإسلام فيهم
ففرق أن بين الرد على فكرة عموما و الرد على أشخاص
فكلامي لم أقصد بهم أشخاص و إن كنا نخطئهم بل كلامي من منطلق ما وقعوا فيه من التأويل و الرد للسنة بناءاً على أحكام عقلية عندهم أدت بهم إلى ما هم عليه ......
أم الكلام في الضرب و اللكم فليس هذا كلامي و لا أقصده طبعاً بطبيعة الحال و لكن هذه شدة بعض السلف على أهل البدع
فترى أبو قلابة يقول: (إذا حدثت الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا، وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضالٌّ.
قلت أنا: وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول: دعنا من الكتاب والأحاديث، وهات "العقل" فاعلم أنه أبو جهل ; وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل، وهات الذوق والوجد، فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة بشر، أو قد حل فيه، فإن جبُنْتَ منه فاهرب، وإلا فاصرعْهُ وابركْ على صدره، واقرأْ عليه آية الكرسي واخْنُقْهُ.)
فهذه شدة السلف فهل لهم من منكر؟؟؟؟!!!!
و الله المستعان
¥