ـ[رأفت المصري]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:33 م]ـ
جزاك الله خيرا - أخي فادي - ..
وحسن ردك دالّ على أدب جمّ .. ولم أقصد من الكلام: لا الدفاع عن الأشاعرة ومنهجهم - فأنا أدين لله تعالى بمنهج السلف - .. ولم أقصد كذلك أن أُثقل عليك في الكلام؛ وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ..
لكن لا يخفى على الجميع مسألتان:
الأولى: أن ثمة أصولا عامة في الجدال والنقاش اتفق عليها علماء الأمة .. سلفهم وخلفهم ..
وهذه الأصول هي المعوّل عليها عند معاقد الكلام والجدل والتأصيل.
ولكننا نعلم أن منهم من يخرج عن هذه الأصول لعوارض وظروف معينة؛ حملتهم على أن يغلظوا القول أحيانا أو يهجروا أو يعاقبوا بالشديد ..
وذلك إما:
لمصلحة رأوها في ردّ أهل البدعة عن بدعتهم، وذلك بالتشنيع عليهم أو الأمر بهجرهم أو ما شابه.
وذلك عندما يكون مثل هذا ناجعا في تحقيق المطلوب.
أما إذا كان سيؤدي ذلك إلى مزيد تفرق وتمزّق، في حال الإحاطة بالأمة من الخطر ما يستدعي جمع الشمل، ولم الشعث، وتوحيد الصف تجاه المنكر الأكبر الذي يجب على الجميع ردّه؛ أقول: إذا كان سيؤدي إلى ذلك في مثل هذه الظروف فلا.
وإما أن يكون خروجهم عن الأصول العامة المذكورة لظروف محيطة بهم من مقارعات مباشرة، واحتكاكات حادة مع مخالفيهم حملتهم على ذلك.
فلا يكون مثله مبررا لغيرهم على سلوكه، إذ إنه ليس هو الأصل.
أما المسألة الثانية التي أحببت أن أنبه عليها:
أن الإنكار يختلف على مقترف البدعة والذنب بحسب بدعته وذنبه، وبيانه:
أنك لا تنكر على باطني بماتنكر به على المعتزلي، وأنك لا تنكر على أشعري بما تنكر به على معتزلي، وتنكر على علماني خبيث بما لاتنكر به على مبتدع ضال، وهكذا.
وعليه يحمل كلام مثل أبي قلابة المنقول في كلامك - أيها الحبيب؛ إذ إنه مثّل بمن غلظت بدعته فغلظ له الردّ.
هذا، ما أعتقده منهجا في الكلام - مع الأشاعرة بالذات -، ذلك أنه بالنظر إلى المقاصد الشرعية، والسياسة الحكمية أرى أن التأليف بين المسلمين في هذا الوقت الذي أُحيط بهم فيه من أوجب الواجبات، "وكم من كلمة حقّ كانت في غير موضعها، فكانت باطلا" .. ولا يخفى أن الأشاعرة يمثلون عددا لا بأس به من أبناء الأمة وعلمائها، فجمعهم إلى جسد الأمة المكلوم أولى من الاشتغال بمدافعتهم وحربهم.
ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أصّل لنا أصلا كبيرا عظيما يحسن بنا أن لا نعدل به كلام أحد:
" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما كان العنف في شيء إلا شانه" ..
أسأل الله أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه .. إنه نعم المولى ونعم النصير.
ـ[أبو حذيفه السلفي]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:46 م]ـ
أخي الحبيب - رعاك الله - لعل هذا الملتقى ملتقى أهل العلم طلبه كانوا أو علماء وصون اللسان عن هذا الكلام أورع وأحفظ لطلبة العلم والاشاعره لايخرجون عن كونهم مسلمين من أهل القبله أخطأوا في أصول عارضهم عليها أهل السنة والحديث
فما ذهبت اليه من قولك (أغبياء) لا نؤازرك عليه وكيف ذلك ومنهم العلماء الواحد منهم له من التصانيف النفيسه والتحقيقات النافعه ما قد تنتفع أنت به قبل غيرك وأكرر أخي بارك الله فيك صون اللسان عن مخلفات الكلام أورع بارك الله فيك
وأما ما ذكره أخونا السائل عن إطلاق لفظ المكان فأعضاء المنتدى قد أشبعوا هذا الموضوع شرحا وتفصيلا والجديد الذي اريد أن أنبه عليه هو أني قد جمعت جملت أحاديث جائت بلفظ المكان لله تبارك وتعالى وبلغت تقريبا (خمسة عشر أثرا) ونظرت في أسانيدها ما أستطعت فلم أجد فيها حديث يسلم من عله تهلكه
ومدارها على منكرات وأسرائيليات ونحو ذلك. ولو سلم منها طريق لقال به العلماء -رحمهم الله - ولم يتوقفوا عن أطلاق هذا اللفظ لله تبارك وتعالى على الوجه الا ئق به ولكن التوقف في العقائد حتى يرد النص فيها هي القاعده التي سار عليها المسلمين من أهل السنه قديما وحديثا وهذه عله تعضد ما أشرت اليه أنفا من ضعف أحاديث المكان لله تبارك وتعالى ولعلي أنشر هذا البحث بعد أتمامه على منتدانا الفذ (ملتقى أهل الحديث) أذا أستويت في هذا العلم الشريف
والله تعالى أسأل أن يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[09 - 05 - 08, 12:07 م]ـ
جزاك الله خيرا - أخي فادي - ..
أما إذا كان سيؤدي ذلك إلى مزيد تفرق وتمزّق، في حال الإحاطة بالأمة من الخطر ما يستدعي جمع الشمل، ولم الشعث، وتوحيد الصف تجاه المنكر الأكبر الذي يجب على الجميع ردّه؛ أقول: إذا كان سيؤدي إلى ذلك في مثل هذه الظروف فلا.
وإما أن يكون خروجهم عن الأصول العامة المذكورة لظروف محيطة بهم من مقارعات مباشرة، واحتكاكات حادة مع مخالفيهم حملتهم على ذلك.
فلا يكون مثله مبررا لغيرهم على سلوكه، إذ إنه ليس هو الأصل.
.
أخي الفاضل رأفت المصري
كلامك السالف أخي الكريم طيب
و لكن ...
تعجبني كلمة للشيخ أبي إسحاق الحويني و هي له شريط كامل في موضوعه (كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة)
الأشاعرة لم يسكتوا عن ذات الله و لا عن نقد عقيدة السنة بأبشع الطرق فكيف نسكت عنهم حتى نوحد الأمة؟؟؟؟
خلافنا مع الأشاعرة ليس خلاف على الهامش
بل هو خلاف في العقيدة التي يجب أن تجمع الأمة،و لا تجمع الأمة إلا بالعقيدة الصحيحة لا غير
مثاله مثال الجسد الصحيح فلا يصح خلط مع جمع ..
فخلافنا مع الأشاعرة كما هو معلوم لديكم ليس خلاف فقط في الأسماء و الصفات ...
بل خلاف في الصفات و الإيمان و القدر (كسب الأشعري)
فلا يصح أيضاً نسبة بعض العلماء الذي وقعوا في بعض ما وقع به الأشاعرة إلى الأشاعرة
ألا ترى معي أخي الكريم أن ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى رد على الأشاعرة و قضهم في غير ما موضع من الفتح بل و ألف في نقض قاعدتهم التي تقول" لا إيمان قبل الشك" كتاب كامل
بل إن النووي رحمه الله تعالى رد على الأشاعرة في قاعدتهم السالفة
فلو أردنا أن نقول لقلنا أن غالب الأمة ليسوا أشاعرة و لا يصح قطعاً نسبة الغالبية إلى الأشاعرة لم في هذا من ظلم للأمة و بيان لخطأ ظاهر أنكره أهل العلم ....
و جزاكم ربي كل خير
¥