[خرافات (سلوة الأنفاس) ... تنتظر تعليق (حمزة) .. ولكن!]
ـ[سليمان الخراشي]ــــــــ[05 - 05 - 08, 01:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخبر الأستاذ حمزة الكتاني – هداه الله – في أحد نقاشاته مع بعض الإخوة في ملتقى أهل الحديث بأنه " سني سلفي "!، وهذا الادعاء – للأسف - يخالف كثيرًا من كتاباته وتصرفاته؛ كعدم تعليقه على الانحرافات العقدية الخطيرة في الكتب التي يُحققها، وكمشاركته في بعض المواقع البدعية " الصوفية "، وتبادل المديح مع أهلها؛ مما تبين لي من خلاله أنه يريد مسك العصا من الوسط، أو الجمع – كما يُقال – بين الضب والنون، وهذا غير ممكن في أمور المعتقد، إلا عند من تساوى لديه الحق والباطل، أو كان مذبذبًا يعيش في ريب وشك، لم يستقر قراره بعد.
ومن أخطر ماوقع منه – هداه الله – قيامه بالمشاركة في تحقيق كتاب لأحد أسلافه من " الصوفية "، مليء بالخرافة والبدع، بل الشركيات!
أعني كتاب " سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس " لمحمد بن جعفر الكتاني، الذي حشاه مؤلفه بانحرافات أصّل لها في مقدمة الكتاب، وكانت مهمة الأستاذ حمزة ومن معه ضبط النص فقط، دون التعليق على المخالفات الشرعية الخطيرة! مما يعني أنه إما: موافق عليها، أو جامل غيره فيها، فوقع في غش الأمة وخيانتها، وكلاهما يعنيان عدم صدقه في ادعاء السلفية.
وإليكم بعض ما قاله صاحب السلوة في مقدمته (12 - 70) من تأصيل للبدع والشركيات؛ كدعاء الأموات والاستمداد منهم، والالتجاء إليهم من دون الله .. الخ - والعناوين مني -:
- قال: (من فوائد زيارة قبور الصالحين: ..
ومنها: الاستمداد من بحر جودهم وكرمهم، والاغتراف من فيض نوالهم وعطائهم. ومنها: التعرض لنفحات الرحمة الإلهية، والتطلب لعوارف المعارف الإحسانية، إذ هم أبواب الله تعالى وبواب حضراته، ويوجد عند أضرحتهم من الرحمات والبركات ما لا يوجد عند غيرها.
ومنها: التوسل بهم إلى الله تعالى، والاستشفاع بهم إليه؛ فإن شفاعتهم مقبولة، وجاههم عند الله عظيم، فلا يكاد يستشفع بجاههم أحد ويخيب. ومن جواب للشيخ التاودي –رحمه الله- مذكور في نوازله ما نصه: "وأما السر في زيارة الصالحين؛ فلأنهم عباد الله المخلصون، وأولياؤه المقربون، فهم باب من أبواب رحمته، وخلائف النبوءة، وسر من أسرارها، وانبسط عليهم جاهها فيتوسل بهم إلى الله تعالى .... " ...
واعلم أن من أعظم نعم الله علينا، وأكبر أياديه لدينا: وجود الأولياء وظهورهم، وظهور أضرحتهم، وفي ذلك من المنافع والفوائد ما لا يدخل تحت حصر؛ فمن الفوائد في ذلك: وجود البركة بالأرض، وكثرة النفع، وإدرار الرزق، إذ لولاهم ما أرسلت السماء قطرها، ولا أبرزت الأرض نباتها، ولصُب البلاء على أهل الأرض صباً.
ومنها: أن برؤيتهم والجلوس بين أيديهم تصفو القلوب وتمحى عنها الذنوب، وتجدُّ في طلب رضى المحبوب، وهم سبب سعادة ابن آدم في الدنيا والآخرة.
ومنها أنهم مفزع الخائفين، ومستراح العاصين والمذنبين، إليهم يلجأ كل مكروب، وبهم يسلو كل محزون، وكل من نزل به أمر أو شدة، توجه إليهم، وتوسل إلى الله بجاههم، لأنهم أبواب الله في الأرض.
ومنها: أنهم أمان البلاد والعباد، ورحمة من الله الكريم الجواد.
ومنها: أنهم يشفعون في الآخرة كل على قدر رتبته مع الله عز وجل، وقد جاء أن الأنبياء والرسل والملائكة والعلماء والشهداء والأولياء وآل البيت يشفعون يوم القيامة، بل ورد أنه: ما من مؤمن إلا وله شفاعة، أخرج ابن النجار في تاريخه عن أنس مرفوعاً: "استكثروا من الإخوان؛ فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة".
وقد حكي عن بعض الصالحين –كما ذكره الإمام المرابي في "التحفة"، وابن زكري في:شرح الصلاة المشيشية" وغيرهما أنه: "رأى رجلاً بعد وفاته في النوم؛ فقال له: ما فعل الله بك وماذا لقيت؟ فقال له: لما دخلت القبر جاءني زبانية العذاب وأرادوا الانصراف بي إلى جهنم، فقلت لهم: أما تعرفونني؟ فقال لي واحد منهم: ومن أنت؟ فقلت: أنا خديم أبي يزيد البسطامي، فقال لأصحابه: دعوه حتى نرى أبا يزيد، فإن كان كما قال خلينا سبيله، وإن كان غير ذلك أخذناه، فأتوا أبا يزيد وقالوا له: إن هذا الرجل ادعى صحبتك. فقال لهم: لم أعرفه وليس كما قال. فقال له الرجل: سبحان الله؛ ما أسرع ما نسي
¥