تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[إتحاف النبيل فيما يقع فيه القراء من أخطاء في الترتيل]

ـ[محمد بن صابر عمران]ــــــــ[26 - 03 - 07, 04:20 م]ـ

إتحاف النبيل

فيما يقع فيه القراء من أخطاء في التنزيل

(تحت الطبع)

جمع وترتيب

محمد بن صابر بن

مُقَدِّمَةُ

إِنَّ الْحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُ بِهِ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ تَعَالَي مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ تَعَالََى، فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ? [آلِ عِمْرَانَ: 102].

? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَلاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ? [النِّسَاءِ: 1].

? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا? [الأَحْزَابِ: 70، 71]

أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَأَحْسَنَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلِيهِ وَسَلَّمَ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ.

لقد حظى موضوع تجويد القرآن وتحسين النطق به اهتمام كثير من علماء الإسلام قديماً وحديثاً, لما له من شرف الانتماء إلى كتاب الله – عزِّ وجلّ – فحرَّروا الحروفَ والأصوات, وميزوا بينها مخرجًا وصفةً, وبسطوا أحكام التلاوة وأوجه القراءة فبيّنوا تفاوت القراء في مراتب أخطائهم حال تلاوتهم لكتاب ربهم فجزاهم الله عنّا خير الجزاء.

وقد منّ الله عليَّ بجمع ما تفرق في كتبهم- رحمهم الله- في هذا الفن ما بين منظوم ومنثور فتحصل لديّ كمّ ما كنت أخاله يصل إلى هذا الحد, فكنت أقوم بتدوين تلك الفوائد في مذكرة خاصة بي مع تدوين أخطاء بعض الطلاب أثناء قرائتهم عليّ, فلما كثرت رغبات الطلاب في أن أدون لهم تلك الفوائد شرح الله صدري وأجبتهم لذلك, فاستعنت بالله, وانبعثت همة العبد الفقير بمعونة مولاه وتوفيقه إلى الإجابة, راغبةً لمولاها جلّ اسمه في المعونة, وتوخي الإصابة.

فجمعت ماتيسر لي جمعه مع الاعتراف أنني لم أوفه حقه في الجمع, ولكن عزائي قوله – عزّ وجلّ – " فاتقوا الله ماستطعتم " , وقول أهل العلم " ما لا يدرك كله لا يترك كله ".

وإنما قصدت من هذا الكتاب أن يكون خطوة لتحسين القراءة وما يعتريها من خلل ناتج من زيادة أو نقصان, ولتبرأ من الرداءة في النطق, وإمعانا في تحرير مخارج الحروف، وبيان صفتها بحيث يصير ذلك للقارئ سجية وطبيعة.

واعلم أنه لا تتم الفائدة المرجوة من هذا الكتاب إلا بالأخذ بما حواه مشافهة, وعدم الاقتصار على النظر فيه فقط بل لا بد من الرجوع إلى عالم متقن يبين لك المراد. وكما قيل " لا تأخذ العلم من صحفي ولا القرآن من مصحفي ".

وهذا الكتاب جهد المقل المعترف بالتقصير دوماً وأبدا. ولا يزال بحثها في بطون المؤلفات لم آت فيه على آخر الإرادة و لا أزعم أنني أوفيت على الغاية في الإفادة, فقد جمعت بمقدار ما اجتهدت.

وأنا أتبرأ لقارئه من التعاطي لما لم أحط به علماً, والإغفال عمّا لا ينفك عنه البشر سهوا ً ووهماً, وإنني إذ أقدم هذا الجهد المتواضع للطلبة أعترف بعجزي وتقصيري في إعطاء هذا العلم حقه, ولا أبرئ نفسي من الزلل والخطأ, و أرغب لمن حقق فيه خللاً أن يصلحه, أو وجد فيه مغفلاً أن يبينه ويفصحه لعلي أتداركه, فلإن النقص لازم للإنسان, ورحم الله الشاطبي إذ يقول في لاميته:

وإن كان خرق فأدرِكه بفضلة * * * من الحلم وليصلحه من جاد مقولا

وقد وسميت هذا الكتاب بـ (إتحاف النبيل فيما يقع فيه القراء من أخطاء الترتيل).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير