[من مظاهر محافظة الموريسكيين على التوحيد و بغض التثليت و الصليب و التماثيل.]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:15 ص]ـ
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م حافظ المسلمون على عقيدة التوحيد رغم محاولات محاكم التفتيش تنصيرهم. و هذه السطور التي نقلتها لكم من كتب إسبانية مختلفة تبين لنا كيف تشبت الأندلسيون (الموريسكيون) بعقيدة التوحيد و لم يبغوا عنها حولا.
هؤلاء المسلمون الأندلسيون رغم مرور عدة عقود على محاولات التنصير أعطونا دروسا تطبيقية في التوحيد. فقد كسروا التماثيل و احتقروا التثليث و أحرقوا الصلبان ....
و لعلني أترككم مع هؤلاء " الوهابيين الأندلسيين"-ابتسامة-.
من كتاب "مسلمو مملكة غرناطة بعد 1492م".لخوليو كارو باروخا و ترجمة الأستاذ جمال عبد الرحمان-و هو عضو في المنتدى-. الصفحة 184.
"كان رد فعل المورسكيين تجاه الشعائر المسيحية مشابها لما فعله ثوار من أندلوثيا في تاريخ حديث. يستطيع أي شخص أن يقول إن هناك فرقا بين الموفقين: فالمورسكيون كانوا يدينون بدين و لهذا كرهوا الدين الأخر, أما الفوضويون فلم يكن لهم أي دين. هذا صحيح مدنيا. لكن لو تأملنا قليلا سيتعين علينا أن نتساءل: إلى أي مدى يظهر نقص الإيمان لدى الشخص الذي يكسر التماثيل و يقطع رؤوسها و يحرقها ... إلخ. لقد استخرج الأب هيتوس من سجلات الأسقف أسمولانو أبرز الأفعال التي ارتكبت في هذا الجانب. ففي فقرة من كتابه نقرأ أن المورسكيين في بيرخا جلدوا تمثالا للمسيح داخل الكنيسة ثم قطعوا رأسه بالسكاكين. و فعلوا ذلك مع تمثال العذراء و مع درجات المنصة و هم يقولون " ادفع الأذى عن نفسك", و في بياركال أهانوا تمثالا للعذراء بشكل أكثر شناعة.
إن انتهاك المقدسات و السخرية منها أفعال جديرة بالدراسة: " كانوا يذهبون إلى الكنيسة في أي مكان و يٌنزلون التماثيل و يجرونها و يحطمونها و يحرقونها, كانوا يحطمون أحواض التعنيد, و كانوا يسخرون من زينة القساوسة, و نجد الكراهية نحو رموز العبادة و شعائرالمسيحية مسجلة أيضا في المصادر العربية مثل رسالة الن داود التي يطلب فيها المعونة من أجل الثورة."
أقول:
يقول إبن داود:
"و نرغم على مزاولة الشعائر النصرانية و عبادة الصور, و هو مسخ للواحد القهار, و لا يجرؤ أحذ على التذمر أو الكلام. و إذا ما وقع قرع الناقوس ألقى القس عظته بصوت أجش, و فيها يشيد بالنبيذ و لحم الخنزير, ثم تنحني الجماعة أمام الأوثان دون حياء و لا خجل ... و من عبد الله بلغته قضي عليه بالهلاك, و من ضبط ألقي في السجن و عذب ليل نهار حتى يرضخ لباطلهم"
من كتاب انبعاث الإسلام بالاندلس لعلي الكتاني رحمه الله ص95
و من كتاب "محاكم التفتيش و الموريسكيون"" تأليف ميرسيدس غارسيا أرينال ... ترجمة الأستاذ خالد عباس.
"يظهر المورسكيون في كل فرصة تسنح لهم كرههم و احتقارهم للمسيحية من خلال المضايقات و السخرية. فيخرج السجناء من سجن كونيكا القش من مراتب أسرّنهم و يصنعون منه صلبانا و يدهسونها في الأرض ليغيظوا المسيحيين: "كانوا يدهسونها عمدا كالملحدين". كان دييغو إنريكيث, من كينتنار, يحمل صليبا مربوطا بحزام نعله, و كان يجرجره على الأرض من خلفه حينما يمشي.
سرق موريسكي من أركوس وعاء القربان المقدس و لأخذه إلى دار بعض الأصدقاء في أريثا و بقصد سب و إهانة عقيدتنا الكاثوليكية المقدسة و للإضرار بديننا المسيحي وضعوا القرابين المقدسة في خيط و علقوها على شجرة. و في سوكوياموس أخذت جكاعة من المورسكيين قطعة قماش من الكتان طرز عليها بالحرير ألام المسيح و صلبه و قاموا بإحراقها. و ذهب منصر جديد جديد أخر في يوم عيد لحفر حفرة في الطريق بصليب و ضربه بفأس فحطمه". كان عند بعض المورسكيين امرأة متوفاة "مكفنة و فمها إلى أسفل و على ظهرها صليب وضع على أردافها للتهكم و الإستهزاء بهذا الصليب".
و يبدو لهم سر القربان المقدس, على وجه الخصوص, غير جدير بالتصديق. أجاب موريسكي كانوا ينهرونه حتى يذهب إلى القداس: انظروا, ياله من جسد للرب, ليست لديّ رغبة في تناول الطعام". ذات يوم رأت موريسكية, بينما كانت تخيط على باب بيتها, رجال الدين يحملون القربان المقدس و هم في طريقهم "لشفاء مريض" فقالت: أعطوه لحماري فإنه مريض".
¥